“الشهيوات” تغيب عن موائد الفاسيين

أسر تستغني عن "الحريرة" بسبب سعر "مطيشة" وتعوضها بـ "التشيشة" أو "الشوربة" تقف أسر فاسية حائرة في انتظار حلول شهر رمضان الكريم، وما يتطلبه من مصاريف مضاعفة لم يعد بمستطاع الكثير منها، الوفاء بأقلها أمام التهاب أسعار المواد التي ضربت في مقتل قدرتها الشرائية وجعلتها عاجزة عن إحياء عادات وتقاليد متأصلة، قتلتها كورونا في سنتين. الكثير منها لا تفكر في إعداد ما لذ وطاب من حلويات و»شهيوات» رمضانية طالما أن جيوبها مثقوبة، ولم يعد بها من المال المدخر ما يكفي لشراء مختلف مواد إعدادها. وفئة أقل، وجلها من الأسر متوسطة الدخل، تحرص على ذلك من باب إحياء العادة، ولو كلفها ذلك غاليا. «ما كاين بريوات فهاد رمضان، مصاب غير نوكلو ولادنا، الشهيوات نشتهيوهم ما نشوفوهم مع هاد الغلا»، تقول سعيدة، أم لثلاثة أطفال يعيلهم أب تقلص دخله من تجارته الجائلة في بيع الملابس، بشكل بالكاد يوفر الحاجيات الأساسية وتكاليف الكراء بحي عوينات الحجاج. وتفضل هذه الأم شراء الحلويات من محلاتها عوض إعدادها بنفسها كما دأبت على ذلك في سنوات خلت، لأن تكاليف ذلك زادت بارتفاع أسعار كل مواد تركيبة إعدادها، ربما «نشريها بثمن أرخص من باش تتقام علي»، مشيرة إلى أن «الغلاء قتل رغبتنا في اشتهاء ألذ الطعام». غلاء أثمنة المواد الغذائية الأساسية سيما الزيت والدقيق والسكر، أعفى مثيلاتها من نساء الأسر الفقيرة، سيما بالأحياء الشعبية، من إحياء عادات وتقاليد هذا الشهر الكريم، إلا فئة تعدد القليل مما تؤثث به الموائد في كل فطور وسحور، متحملة مصاريف فوق طاقتها. وتعمد أسر لإعداد بعض حاجياتها من مؤثثات الموائد بشكل مشترك اقتصادا للمصاريف، فتكتتب نساؤها لشراء المواد وتقتسم ما تعده ولو كانت الحصة قليلة، إلا من حريرة تنوي الاستعاضة عنها بأكلات وسوائل أخرى أقل تكلفة من قبيل «التشيشة» و»الشوربة». الحريرة أصبحت مكلفة للأسر أمام غلاء موادها، سيما الطماطم، التي التهبت أسعارها، كما حلويات ألفت الفاسيات إعدادها وتأثيث موائدهن بها، مثل «الرغيفة» و»كعب غزال» و»الفقاس»، لكنها قد تختفي في هذا الشهر الذي لم يعد رمضان «بوشهاوي» كما كان يوصف في زمن ولى. شهيوات «سلو» و»كريوش» و»الشباكية» و»بريوات»، سيتقلص حضورها في الموائد الفاسية استثناء في هذا الشهر ارتباطا مع التهاب أسعار مواد تركيبتها، التي تجعل أسرا تفضل شراء جزء من حاجياتها منها من السوق بأسعار متنافس عليها بين محلات فتحت بكل الأحياء. وبذلك ستنمحي عادات مرتبطة باستقبال رمضان، قتلتها الأسعار بعد سنتين من قتل كورونا مصدر عيش أسر فقدت الشغل أو تقلص دخلها بشكل تعجز معه على التعايش مع وضع استثنائي، تتمنى ألا يدوم طويلا، كي لا تفرط الأسر في تقاليد متأصلة استغنت عنها مكرهة. هذا العجز عن توفير الحاجيات، لا يقتصر على كماليات «الشهيوات» والحلويات، بل يشمل حتى وجبات أساسية لا غنى عنها في السحور، أمام التهاب الأسعار التي أحرقت أيضا قدرة عدة أسر على اقتناء اللحوم البيضاء والحمراء التي تكاد تختفي من موائد نسبة مهمة من الأسر. كل ذلك و»الحكومة لم تحرك ساكنا إلى حد الآن»، وصامتة عن استمرار ارتفاع الأسعار، دون اتخاذ إجراءات جريئة تحمي المستهلك وتشجعه على الإقبال على مختلف المواد وإعداد ما لذ وطاب وإحياء عادات وتقاليد قضى عليها الغلاء. حميد الأبيض (فاس)

“الشهيوات” تغيب عن موائد الفاسيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إناث وادي زم يبحثن عن إنجاز تاريخي

فخر: أستفيد من نصائح الزنيتي

مقالات ذات صلة