fbpx
ملف الصباح

الحرب تشعل الأسواق

لن يبقى المغرب في منأى عن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا بخصوص التهاب الأسعار، سواء النفطية أو الغذائية، وبدأ يظهر ذلك رويدا رويدا، خصوصا على مستوى سعر شراء اللتر الواحد من الغازوال.
ولم تتسبب الحرب الدائرة رحاها بين البلدين نفسيهما، في انقطاع إمدادات الغاز والنفط الروسية، وإنما قطع جميع شحنات الحبوب الأوكرانية، علما أن المغرب يعد من أكبر البلدان المستوردة للقمح الأوكراني.
وأعقبت الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار المنتجات الزراعية الأساسية. وعلى المدى القصير، لا يخيف هذا الأمر أوربا بقدر ارتفاع أسعار الغاز وبقية المنتجات النفطية.
وقال فلاحون مغاربة في تصريحات متفرقة، إن الارتفاع الأخير في أسعار المنتجات الزراعية يجب أن يدق ناقوس الخطر، لأنه يأتي في سياق تعتبر فيه أسعار المواد الغذائية الأساسية بالفعل مرتفعة. ويشكل تفاقم الصراع العسكري في أوكرانيا تهديدا للأمن الغذائي العالمي، وليس بلادنا فقط.
وحذرت أصوات متعددة، من أن الأسعار سترتفع، وهو ما ظهر سريعا في المواد البترولية والأعلاف ومواد البناء والخضر، نتيجة الحرب المستمرة، و الصراع الدائر بأوكرانيا، مما سيزيد من تأزيم الأوضاع الاجتماعية.
ولم تتسبب الحرب الروسية الأوكرانية، في انقطاع إمدادات الغاز والنفط الروسية، وإنما قطع جميع شحنات الحبوب الأوكرانية، وينطبق الأمر ذاته على الشحنات الروسية، وقد كان لهذا الانقطاع في خطوط الإمداد تأثير مباشر على توازن السوق العالمية لـ 3 منتجات: القمح والذرة وعباد الشمس، وصلت تأثيراتها إلى بلادنا بدرجات متفاوتة مع بداية الحرب.
ويعتبر القمح أكثر أنواع الحبوب تداولا في العالم، وتستأثر كل من روسيا وأوكرانيا بما لا يقل عن 15 في المائة من الإنتاج العالمي، ونحو 30 في المائة من صادرات هذا المحصول الحيوي.
وقبل اندلاع الحرب، بلغت كمية القمح الموجهة للتصدير في أوكرانيا، التي حصدت محصولا قياسيا عام 2021، بنحو حوالي 6 ملايين طن، مقابل ما يقارب 8 ملايين بالنسبة لروسيا. وهذه الصادرات موجهة بشكل أساسي إلى دول شمال إفريقيا، ضمنها المغرب، والشرق الأوسط المصنفة ضمن المشترين الرئيسيين.
في ظل هذا الوضع، لابد من إيجاد بديل، لأن انقطاع هذه الإمدادات، وإن كان لا يخلف مشكلة وفرة على المدى القصير بالنظر إلى المخزونات، كما صرح بذلك مصطفى بيتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلا أنه يضغط على الأسعار، ما يعني أن تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، سيجعل الأمور أسوأ مما هي عليه الآن.
وإلى جانب تأثيراته المباشرة على العرض والطلب العالمي على الحبوب، خلف الصراع الروسي الأوكراني دوامة من ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي، بالنظر إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للأسمدة، وهو ما بدأ يظهر جليا في السوق المغربية، إذ ارتفع منسوب سعر الأسمدة وما يرتبط بها.
عبد الله الكوزي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.