تفرض أحداث الشغب في مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي إثارة مجموعة من الملاحظات، لنتأمل: أولا، ليست المرة الأولى التي تقع فيها أحداث من هذا النوع في مباريات الجيش الملكي بالرباط، ما يعني أن هناك مشكلا عويصا في تنظيم مباريات هذا الفريق بالرباط، سواء من حيث طبع التذاكر، وعددها، أو تنظيم الدخول إلى الملعب، والخروج منه، أو التواصل مع المشجعين، أو لنقل بخلاصة البروتوكول المتعلق بتنظيم مباراة لكرة القدم. ورغم تكرار الأحداث، فإن المنظمين لم يجدوا صيغة ملائمة لتنظيم مباريات الفريق في الرباط. ثانيا، سبقت المباراة مناوشات بين المشجعين في مواقع التواصل الاجتماعي، لذا كان من المفترض معالجتها وتحليلها، وأخذها بعين الاعتبار لاتخاذ خطوات استباقية في ما يتعلق بنسبة المشجعين المسموح لهم بالحضور، وتنقل الجماهير، وبالبروتوكول الأمني، وتحسيس المناصرين. ثالثا، أصيب مواطنون أبرياء ورجال أمن، وتكسرت ممتلكات كثيرين، وسيعاقب الفريقان بسبب شغب مشجعيهما، وسيدخل المشاغبون، ومنهم قاصرون إلى السجن، كما ستجرى مباريات شاحبة بدون مشجعين للفريقين مستقبلا، لكن لا بد من تحديد المسؤوليات، وترتيب الجزاءات، وتصحيح الاختلالات، حتى لا تبقى كل هذه الجرائم دون عقاب. وقبل سنوات أطلق برنامج مكافحة الشغب، وصدر قانون خاص بهذه الظاهرة، لكن كل ذلك بقى حبرا على ورق، دون مراقبة وتتبع، ودون دفاتر تحملات إلزامية تسري على الجميع. عبد الإله المتقي