نشطاء من المخيم يفضحون العصابة

انكشاف المخططات الجهنمية للجزائر بتندوف أمام مجلس حقوق الإنسان بقلم: الفاضل الرقيبي نادرة هي اللحظات التي يتمكن فيها صحافيون ونشطاء، من داخل مخيمات الصحراويين بتندوف، من حضور الندوات والملتقيات الدولية، لينقلوا حقيقة الواقع المعاش تحت الخيام، هناك في فيافي لحمادة، بعيدا عن الوصاية العسكرية للمخابرات الجزائرية، التي تحكم قبضتها على منافذ المخيم، وتفرض رقابة شديدة على النشطاء فيه، بل وتمنع مغادرتهم مخافة نقل الوقائع والحقائق، التي يعيشها الصحراويون، منذ قرابة خمسة عقود. فقد اعتاد المجتمع الدولي على سماع أصوات صحراوية مبحوحة بفعل التلقين الجزائري، تنقل صورة وواقعا مغلوطا ومكذوبا عليه عن نمط الحياة في حمادة الجزائر، التي حولتها مخابرات الجزائر إلى معسكر احتجاز. الفاضل بريكة والمعدلة الكوري ومحمود زيدان، ثلاثة نشطاء من المخيمات تمكنوا من المشاركة، هذه المرة، بكل حرية في الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، وعبروا عن استنكارهم للطريقة التي تتعامل بها الهيآت الأممية مع الجزائر، التي تتهرب من مسؤوليتها تجاه الصحراويين الموجودين على أراضيها منذ 1975، وتمارس في حقهم شتى صنوف الاحتجاز والترهيب. فمحاولة الجزائر التملص من سلطاتها في المخيم لصالح جبهة «بوليساريو»، حسب محمود زيدان، ليس لها أي سند قانوني، وتفويض لاغ لا يعتد به. كما اشتكى زيدان من اعتقاله مرتين من قبل الأمن الجزائري، والعناصر المسلحة التابعة لزعيم «بوليساريو»، الذي وصفه الفاضل بريكة بالمسؤول المباشر عن كل التجاوزات الحقوقية في المخيم، ويجب على العالم التعامل معه مجرم حرب، لا أن يتم استقباله زعيم حركة لا وجود لها خارج الجغرافيا الجزائرية. من جهتها، أشارت المعدلة إلى تصاعد وتيرة العنف ضد النشطاء وأهالي ضحايا سجن الرشيد، الذين يطالبون بالكشف عن مصير ذويهم، ومحاسبة المتورطين، مشددة على ضرورة إيلاء عناية سريعة بهذا الملف، داخل المخيم، لأن آلة قمع «بوليساريو» تسير بسرعة رهيبة تجاه طمس معالم جرائمها في المخيم. وأكد زيدان، الذي اعتقلته الجزائر لمدة ستة أشهر، أن ما يساعد الجناة من قادة الجبهة على التملص من العقاب هو الحماية التي توفرها الأجهزة الجزائرية لهم، وصعوبة وصول الضحايا إلى القضاء الجزائري، خوفا من الانتقام الذي يطولهم، ما يفسر عدم قدرة اللاجئين على محاسبة القيادة المجرمة. مشاركة فريق النشطاء الصحراويين في هذه الدورة أثارت حالة من الارتباك لدى قيادة جبهة «بوليساريو» والمخابرات الجزائرية، التي انخرطت في موجة عداء تجاه عائلات النشطاء في المخيم، وحتى النشطاء أنفسهم تعرضوا لموجة غير أخلاقية من التهجم عليهم من قبل أبواق جبهة «بوليساريو»، التي فضحتها تدخلات هؤلاء النشطاء، وأعطت للعالم حقيقة الأمور وطبيعة التسيير داخل المخيمات التي حولها الأمن الجزائري إلى سجن كبير. ولفت النشطاء في مداخلاتهم نظر المجتمع الدولي إلى الحالة الكارثية التي توجد عليها المخيمات، خصوصا بعد مغامرة «بوليساريو» الأخيرة والخروج من الاتفاق الأممي لوقف إطلاق النار. فقد عمدت إلى تجنيد الأطفال القاصرين في مليشياتها وممارسة أعمال عدائية تجاه النشطاء والمدونين الذين تعرض أغلبهم للإسكات من خلال التهديد، والأحسن حظا منهم من تمكن من الفرار من المخيم إلى موريتانيا، وبعض دول الجوار بحثا عن مكان آمن لممارسة حريته وحقوقه، بعيدا عن المقص الجزائري الذي طال كل شيء تقريبا في المخيم.

نشطاء من المخيم يفضحون العصابة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء تهدر ربع مياه الشرب

مسؤولية المواطن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات