الأحجـار الكريمـة … البيـع “تحـت الـدف”

تدخل سرا إلى المغرب وتباع بعيدا عن أعين السلطات بمئات الملايين يلف الغموض سوق الأحجار الكريمة بالمغرب، خصوصا الألماس، فزبناؤه فئة محدودة، ويتعلق الأمر بطبقة الأثرياء، وأغلب عمليات البيع تتم دون وثائق قانونية، ما يفيد أن الحجر النادر دخل المغرب سرا وبعيدا عن المراقبة. وفي الوقت الذي لا تثير فيه أحجار كريمة أخرى أي جدل، من قبيل الزمرد وغيرها، لأنها في متناول الجميع، إذ يتراوح سعرها ما بين 40 درهما إلى 200 للغرام الواحد، وغالبا ما يتم إدخالها إلى المغرب بطرق قانونية، إلا أن الألماس يشكل الاستثناء، بحكم ندرته وقيمته التي قد تتجاوز مليار سنتيم للقطعة الواحدة. فاعلون في المجال أفادوا أن سوق الألماس، جله "كونطر بوند"، نادرا ما تصادف تاجرا يبيعه بطرق قانونية مع وثيقة تؤكد البيع، ومن أجل تصحيح هذا الخلل، يجد المرء نفسه مجبرا على تسديد ما بين 6000 درهم و7000، إما إلى مختبر خاص أو وسيط لإنجاز وثائق قانونية للماسة التي يتحوزها، تتضمن معطيات حول طبيعة صفائها ودرجة "الكارا" وجودتها وقطرها. هناك طرق عديدة لجلب الألماسات إلى المغرب، إما سرا من الهند ودول إفريقية وإسرائيل، وتتولى هذه المهمة شبكات متخصصة سواء عبر تعمد إخفائها بطرق محكمة أو وضعها في خواتم والتحايل على مصالح الجمارك والأمن بالمطارات، قبل نزعها وإعادة بيعها بشكل مستقل. كما يتم إدخال الألماسات إلى المغرب من قبل شبكات دولية متخصصة في النصب تضم مغاربة، كما الأمر لتاجر برازيلي معروف عالميا بتخصصه في بيع الألماس، والذي تعرض لاحتيال هوليودي من قبل مغربي، تم اعتقاله من قبل شرطة البرنوصي بالبيضاء بعد تقديم الضحية شكاية في الموضوع. إضافة إلى الطرق الملتوية، يستغل أثرياء فترة التخفيضات التي تعلن عنها ماركات عالمية متخصصة في الألماس، إذ يسارع الجميع إلى اقتنائها بطرق قانونية وإدخالها إلى المغرب بشكل علني، وبيعها بثمن مرتفع. وتتباين أثمنة الألماسات بالمغرب حسب قطرها وجودتها وصفائها ودرجة "الكارا"، إذ حدد السعر ما بين مليون ونصف المليون، وتصل إلى أزيد من مليار سنتيم وأكثر، في إشارة إلى أن هذه التجارة حكر على فئة معينة وهم الأثرياء وكبار القوم. تعود هذه الفوضى في سوق الأحجار الكريمة إلى غياب مبادرة من قبل الدولة لتنظيم هذا القطاع وتقنينه، إذ حسب مهتم، فإن غياب المراقبة وتقنين القطاع عبر إحداث مكاتب خاصة لبيع وشراء الأحجار الكريمة، فتح المجال أمام شبكات دولية للاتجار فيه بطرق مشبوهة، خصوصا أن الطلب عليه كبير جدا، سيما من قبل مافيا تبييض الأموال، إضافة إلى وجود سوق عالمي رائد في هذا المجال يسهل بيع وشراء الألماس مقره بإسرائيل. مصطفى لطفي

الأحجـار الكريمـة … البيـع “تحـت الـدف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف مروجي"قرقوبي" بمكناس

الاغتناء السريع يقود إلى السجن

مقالات ذات صلة