ضبط أوراق مالية مزيفة بحوزته وحجز آلات ومعدات للطباعة نجحت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بوادي زم، الأحد الماضي، في إيقاف مشتبه فيه بتزوير العملة الوطنية وترويجها في عدد من محطات البنزين والأسواق والمراكز التجارية، بعد شكوك راودت مستخدما بمحطة للبنزين لجأ إليها المعني بالأمر لترويج ورقة نقدية من فئة 200 درهم، سرعان ما تبين أنها مزورة بعد إجراءات بسيطة فضحت المستور. وتم وضع الموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية رهن البحث الذي تشرف عله النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضه على انظار العدالة بعد استكمال إجراءات التحقيق بتهمة تزوير العملة الوطنية وعرضها للتداول، لينال جزاءه سيما أن الجرم الذي اقترفه يضر باقتصاد البلاد. ويتعلق الأمر بمشتبه فيه، في العقد الرابع من عمره، يبدو من المعطيات المتوفرة أنه دأب على تزوير وترويج أوراق نقدية، لكن كان يقوم بأفعاله الإجرامية بحذر شديد، خوفا من افتضاح أمره قبل أن تنقلب الأمور لديه فجأة، في لحظة لم يكن يتوقعها بعد أن انكشف أمره، صدفة من لدن مستخدم محطة بنزين، الذي اكتشف أساليب مراوغته ووضع حدا لمغامراته. وأفادت مصادر مطلعة، أن المشتبه فيه الموقوف، وجد نفسه محاصرا من قبل عناصر الدرك الملكي، التي التقطت الإشارة بسرعة، إثر تلقيها مكالمة هاتفية من مستخدم راودته شكوك حول ورقة مالية من فئة 200 درهم، تسلمها من المشتبه فيه الذي قدمها له مقابل استفادته من كميات البنزين، دون أن تظهر عليه علامات الارتباك، لتجربته التي اكتسبها من ممارسات غير قانونية، كان يجني من ورائها أرباحا وبمجهود أقل. ولم يعتقد الموقوف أن نهايته حانت، بعد أن فطن مستخدم المحطة بالعملية، ولم يبد أي رد فعل نحوه تثير انتباهه، وأوهمه أنه يقوم بعمله المعتاد مع الزبون، لكن في غفلة منه، بادر بالاتصال بسرية الدرك الملكي بوادي زم، التي حلت عناصرها بالمكان للقبض على الفاعل. وأسفرت التحريات الأولية عن ضبط أوراق مالية مزيفة بحوزته، فضلا عن حجز آلات للطباعة بمنزله، ومعدات لتقطيع الأوراق، وتجهيزات معلوماتية، علاوة على مجموعة من الأدوات التي تدخل في تزوير أوراق البنك، من قبيل الحبر الملون واللاصقات. وكشفت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيه الذي تنتظره عقوبات زجرية وخيمة، كان يروج الأوراق المالية المزيفة بطريقة محترفة، وكان يستغل محطات الوقود التي يتوافد عليها الزبناء بوفرة للتزود بالبنزين، وطبعا فإن ضغط العمل يحتم على مستخدمي المحطة تنفيذ طلبيات الزبون بالسرعة المطلوبة، وبالتالي لا يراقبون الأوراق النقدية بالجدية اللازمة بحكم تعاملهم الواسع مع زوار المحطة، ما كان يساعده على ترويج أوراق مالية مزيفة ويفلت من الإيقاع به في أكثر من مناسبة. ولم تستبعد مصادر، اختيار الموقوف الذي تعود على جني المال السهل بطرق ملتوية، ترويج أوراق مزيفة بالأسواق التي تكثر فيها الحركة والضجيج، مع استغلال واضح لسذاجة المواطنين في المناطق القروية، لأنهم لا يدققون في الأوراق النقدية التي يتسلمونها في معاملاتهم التجارية التي تنبني على الصدق والأمانة. سعيد فالق (بني ملال)