أعفى المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، المدير الإقليمي لوزارة الثقافة في تارودانت، الذي اشتهر بحادثة صدامه مع عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، حول كيفية تدبير السياسة العامة للثقافة بالإقليم، وصلت إلى حد الملاسنة، فامتعض وزير العدل من تصرفه، ورد عليه قائلا «أنا كانعرف لون التقاشر ديالك»، ما أثار ضجة سياسية، وتبادل الاتهامات بين الوزير والمعارضة التي اعتبرته تهديدا لكبار المسؤولين. وقالت مصادر «الصباح» إن الوزير بنسعيد أعلن عن فتح مباريات لشغل منصب المسؤول الإقليمي لوزارة الثقافة في تارودانت، وحدد موعدا لانتقاء المرشحين، خلال الأسبوع الجاري قصد اختيار الأنسب منهم، حسب ما سيجيب عنه من أسئلة ستضعها لجنة مختصة، ولا يعرف أحد أعضاءها. ووقع الوزير قرار إعلان شغور المنصب الإداري، وروج البعض أن قيادة الأصالة والمعاصرة، انتقمت من المسؤول الإقليمي وتعسفت عليه. بالمقابل، أكدت مصادر «الصباح» أن وهبي حينما نهر المسؤول الإقليمي للثقافة، لم يكن يهدف إلى تهديده بالإعفاء من منصبه، بل تحدث معه بلغة يفهمها الناس، «راني نعرف لون التقاشر ديالك»، يعني أن الحكومة ليست نائمة وتعرف خبايا ما يجري في مندوبية الثقافة، خاصة أن هذا المسؤول الإقليمي كان محل شكاوى كثيرة من قبل جمعيات مدنية وثقافية، وحتى من قبل مسؤولي البلدية، لأنه رفض وبشكل قاطع بناء قاعة خاصة لتعليم الأطفال الموسيقى. وكشفت المصادر أن وهبي استقى معلومات مؤكدة، تفيد أن المسؤول الإقليمي للثقافة، أراد تشييد مكتب فسيح له، كي «يتبرع مع راسو» وحرمان الأطفال من الموسيقى. ونفى مصدر مطلع، من وزارة الثقافة والشباب والتواصل في تصريحات لـ «الصباح» أن يكون الوزير وقع على قرار تعسفي أو انتقامي ضد المدير الإقليمي للثقافة بتارودانت، خلافا لما هو متداول. وأكد المصدر نفسه، أن المدير الإقليمي للثقافة بتارودانت طلب إعفاءه من مهامه، والانتقال إلى إقليم آخر، عبر إسناد المهام نفسها إليه، وهو ما استجاب له الوزير بنسعيد، كما أن المدير الإقليمي طلب من برلماني أحد فرق المعارضة التدخل لدى بنسعيد للاستجابة الفورية لطلبه. وشدد المصدر نفسه على أن قرار فتح باب الترشيح لتولي هذا المنصب كان طبيعيا بعد قبول طلب إعفاء المدير الإقليمي من مهامه، وهذا القرار لا يحمل أي تعسف أو انتقام. وعلمت «الصباح» أن البرلماني الذي توسط للمدير الإقليمي لدى وزير الثقافة ينتمي إلى التقدم والاشتراكية، الذي أسهم في حل المشكل بطريقة ودية. أحمد الأرقام