fbpx
خاص

الجفاف … أشهـر الضيـاع فـي البـوادي

الماشية تواجه الهلاك بسبب تأخر التساقطات وارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الأولية

تضرر القطاع الفلاحي بشكل عام بمنطقة دكالة، التي تضم إقليمي الجديدة وسيدي بنور، وألقى بانعكاساته السلبية على قطاع تربية المواشي، الذي تأثر كثيرا جراء تأخر التساقطات المطرية، إذ لم تتجاوز 76.3 مليمترات مقارنة مع السنة الماضية، التي بلغت فيها 219 مليمترا أي ما يمثل نقصا يقدر في 65 في المائة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف الأساسية.
وأرجع العديد من المتتبعين للشأن الفلاحي، أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف، إلى انحباس الأمطار من جهة وتراجع حقينة سد أحمد الحنصالي والمسيرة، اللذين يغذيان منطقة دكالة من جهة ثانية وجفاف الآبار من جهة ثالثة.
ووصف عبد القادر قنديل رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء سطات، الوضعية الراهنة، التي يمر منها القطاع الفلاحي، بالصعبة، نظرا لإتلاف المزروعات الخريفية، التي تأثرت بسبب تأخر الأمطار، وعدم وجود الكلأ.
وأضاف أن مربي الماشية، خاصة في الجانب المتعلق بإنتاج الحليب وقطاع التسمين، وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، إذ أقدم العديد منهم على تصفية القطيع ببيعه والتخلي عن مهنة إنتاج الحليب وتسمين العجول، لأنهم لم يعودوا قادرين على مسايرة ارتفاع الأسعار التي تأتي على الأخضر واليابس وتكبدهم خسائر فادحة.
وعن التدابير والإجراءات الكفيلة بإنقاذ القطيع، أوضح رئيس الغرفة الفلاحية، أن لا إمكانيات لها للتدخل وحل المشاكل الكثيرة، مؤكدا أن دورها استشاري، وأن معامل الحليب والفدرالية البيمهنية لإنتاج الحليب، بصدد التفكير في حلول عملية لتوفير بعض الدعم في ما يخص الأعلاف المركبة ومادتي الذرة والشعير، لضمان منتوج الحليب، سيما وأن المغاربة مقبلون على شهر رمضان، الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية.
وتمتاز منطقة دكالة باحتضانها ل90.300 فلاح، وهو ما يمثل 49 في المائة من فلاحي جهة الدار البيضاء سطات. وازدادطلبهم على الأعلاف بشكل كبير، بعد انحباس الأمطار، الذي نتج عنه غياب الكلأ، الذي اعتادوا على استعماله في هذا الوقت. وأصبح الفلاحون، سواء تعلق الأمر بمنتجي الحليب أو العاملين في قطاع التسمين أو حتى الفلاحين الصغار، ملزمين بشراء الأعلاف من السوق، مما أرهق كواهلهم ودفع بالعديد منهم إلى التخلص من مواشيهم، لأنهم عجزوا عن تلبية طلباتها واحتياجاتها من الأعلاف.
واعترف عبد الرحمن النايلي مدير المديرية الجهوية للفلاحة بالجهة ذاتها، بصعوبة الظرفية الحالية، وأكد في اتصال هاتفي مع الصباح، أن هناك برنامجا لإنقاذ الماشية، لكنه لا زال في مرحلة التشخيص، لأن الوزارة اعتادت على التدخل في هذا الباب في شهر أبريل أو ماي.وأشار إلى أن الطلب كبير والعرض محدود جدا، وأن وزارة الفلاحة بصدد البحث مع شركائها للدخول في عملية استيراد الأعلاف خاصة مادة الشعير المدعم.
واعتبر عدد من الفلاحين الصغار، أن حجم الدعم في ما يخص مادة الشعير غير كاف، لأن الماشية في حاجة إلى الأعلاف المركبة والذرة والشمندر والنخالة والتبن، الذي يعتبر وجبة أساسية في جميع عمليات الإنتاج الحيواني.
وعرفت أسعار الأعلاف في الشهرين الماضيين ارتفاعا مهولا، وازداد الطلب عليها لأن الفلاحين لا خيار لهم. وأكد مصطفى حفضي تاجر أعلاف بجماعة الشعيبات، أن الفلاحين مضطرون إلى اقتناء الأعلاف رغم ارتفاع أسعارها، للحفاظ على ماشيتهم. وأكد أن الأسعار ارتفعت بنسبة كبيرة، إذ وصل سعر الذرة والشعير والشمندر إلى 4 دراهم للكيلوغرام الواحد. وارتفع سعر النخالة إلى 125 درهما للكيس الواحد من حجم 40 كيلوغراما، فيما يصل ثمن الفول إلى 6.5 دراهم. ويتراوح ثمن الأعلاف المركبة الموجهة لإنتاج الحليب والتسمين ما بين 3.80 و4.20 دراهم للكيلوغرام الواحد. وارتفع سعر التبن العادي إلى 35 درهما لـ” البالة”، الواحدة فيما ارتفع سعر “بالة” تبن “الفصة” إلى 65 درهما.
وانتقد (حميد.ز) تأخر مصالح وزارة الفلاحة في توفير الدعم، سيما وأن الفلاحين يعانون الأمرين، إذ تراجع سعر المواشي في الأسواق ولم يعد عليها أي إقبال، مشيرا إلى أن سعرها تراجع بنسبة 30 إلى 40 في المائة. ولم يعد بمقدوره الاحتفاظ بها لغلاء سعر الأعلاف، لذلك يجد نفسه مضطرا للتخلص منها بأبخس الأثمان.
أ . ذ (الجديدة)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.