ابتدائية مراكش… اكتظاظ وبناية متهالكة

مراقبة مشددة في مدخل المحكمة وانفراج أزمة المحامين واختلاف حول المردودية يصادف مرتفقو المحكمة الابتدائية بمراكش، تشددا كبيرا أمام بوابة المحكمة، فيما تفاوتت آراء بعض المرتفقين ممن التقتهم "الصباح"، حول جودة الخدمات داخل المحكمة. ويبدو لمن دخل هذه البناية التاريخية، تهالك جدرانها الداخلية بسبب عوامل الزمن، فيما يساعد انتشار الإعلانات على الجدران، إضافة إلى الشاشات الالكترونية، على توجيه المرتفقين، وبالمقابل باتت حركة المحامين عادية داخل المحكمة، بعد عودتهم إلى مزاولة عملهم، وتعليق احتجاجاتهم على فرض جواز التلقيح لولوج المحاكم. يشهد محيط المحكمة الابتدائية بمراكش، حضورا غير مألوف للقوات العمومية، إذ ترابط أمام البوابة سيارة الأمن الوطني وأخرى للقوات المساعدة، فيما تنتشر عناصر الجهازين ما بين البوابة الخارجية والباب الرئيسي للمحكمة. ويخضع المرتفقون لمراقبة مشددة من قبل عناصر الأمن الخاص، التي تقف أمام طابور من الحواجز، من أجل التأكد من توفر المرتفقين على جواز التلقيح، وكذا استدعاء أو وثيقة تثبت الغرض الذي من أجله، يريد المرتفق ولوج المحكمة. اكتظاظ داخل أروقة المحكمة وقفت "الصباح"، خلال زيارتها لابتدائية مراكش، على وجود اكتظاظ داخل أروقتها، إذ يصطف المتقاضون على الكراسي الموجودة بجنبات الرواق الرئيسي، في غياب للتباعد الجسدي المطلوب في ظل انتشار وباء كورونا، رغم وضع جل المرتفقين الكمامات، فيما يقف آخرون ممن لم يجدوا مكانا للجلوس، في انتظار وصول موعد جلساتهم. وأرجع أحد المحامين ممن التقتهم "الصباح"، داخل مقر المحكمة، الاكتظاظ، إلى "البلوكاج» الذي عرفته مسطرة التقاضي في الفترة الماضية، بسبب احتجاج المحامين على فرض جواز التلقيح لولوج المحاكم. بناية متهالكة تعتبر ابتدائية مراكش من البنايات التاريخية بالمدينة الحمراء، وتشكل بوابتها إحدى العلامات المعمارية البارزة، غير أن جدرانها الداخلية تبدو متهالكة إذ تظهر عليها الكثير من الشقوق وعدم تجانس الطلاء الداخلي لأروقتها، وتبدو أبواب مكاتبها في حالة تضرر من عوامل الزمن. ويبدو أيضا، أن الإصلاحات التي تخضع لها المرافق الداخلية للمحكمة، أثرت بشكل كبير على جمالها، إذ يبدو "الترقاع»، جليا في عملية الإصلاح، فيما تعطي مجموعة من المصابيح القديمة، مكدسة في قفص اتهام قديم، أمام باب قاعة الجلسات رقم 4، صورة غير لائقة داخل مقر المحكمة. تفاوت الآراء بخصوص المردود بخصوص الاكتظاظ التي تعرفه المحكمة، تفاوتت آراء المرتفقين الذين التقتهم "الصباح"، بخصوص جودة الخدمات، إذ يرى البعض أن الخدمات تقدم بشكل عاد، فيما يرى آخرون أنهم يضطرون إلى العودة إلى بيوتهم والرجوع مرة أخرى إلى المحكمة من أجل قضاء أغراضهم، إما بسبب غياب موظف ما، أو بطء تقديم الخدمات. ويلاحظ زائر ابتدائية مراكش، وجود إعلانات كثيرة، من أجل إرشاد المرتفقين، إضافة إلى مكتب الإرشادات في باب المحكمة، وأخرى تحذر من تقديم الرشوة، فضلا عن توفر شاشات إلكترونية تمكن من الاطلاع على مسار القضايا المعروضة على أنظار المحكمة. انفراج أزمة المحامين يبدو أن المحكمة تجاوزت تداعيات الدورية الثلاثية الصادرة عن كل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة ووزير العدل، والتي فرضت على المحامين الإدلاء بجواز التلقيح من أجل الولوج إلى المحاكم، ما واجهوه بوقفات احتجاجية كان مطلبها الأساسي هو إلغاء الدورية الثلاثية وإلغاء التفتيش ورفع العسكرة من أمام المحاكم. وقال رشيد أغزاف، المحامي بهيأة مراكش، إن المحاكم هي الملاذ لكل مظلوم يرغب في نيل حقوقه، ولا يمكن حرمانه من هذا الحق الطبيعي والأساسي، لأي سبب. وأوضح أغزاف في تصريح ل"الصباح"، أن هناك تخفيف الوجود الأمني على صعيد محاكم مراكش والسماح للمحامين بالولوج إلى المحاكم دون مراقبة جواز التلقيح مع إخضاع المرتفقين أو المتقاضين لها. وأضاف أغزاف "كانت الصياغة التي انتهى إليها اجتماع نقيب المحامين بمراكش، مع المسؤولين القضائيين بالمدينة، هي أن يتم تخصيص مدخل خاص بالمحامين على صعيد كل محكمة، وتتم مراقبة الجواز من قبل عضو مجلس الهيأة، ليتم بعد ذلك الاتفاق على إعداد لائحة تضم المحامين الملقحين في أفق إنهاء عملية مراقبة جوازات تلقيحهم. وأشار المتحدث ذاته، أن مستجدات أخرى تشغل المحامين، بدل الجدل الذي كان دائرا حول جواز التلقيح، أبرزها ما أقدمت عليه وزارة العدل التي أحالت مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية على جمعية هيآت المحامين لإبداء ملاحظات المحامين بشأنها. وينصب انشغال المحامين الآن، يضيف أغزاف، على مشروع قانون المسطرة المدنية الذي أتى بمستجدات خطيرة تمس في عمقها قطاع المحاماة، وتمس كذلك حقوق المتقاضين، كما أن مسودة القانون جاءت بمقتضيات تخل مبدأ التقاضي على درجتين في العديد من الدعاوى، كما تمس بمبدأ العدالة في التقاضي. عادل بلقاضي (مراكش)

ابتدائية مراكش… اكتظاظ وبناية متهالكة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النموذج التنموي بـ "الكريدي" في الجماعات

متحور جديد لجائحة التوظيفات الجامعية

مقالات ذات صلة