أدوية كورونا والأنفلونزا…حرب الوزارة والصيادلة

الإقبال عليها في الأسابيع الأخيرة أفرغ رفوف الصيدليات وأضعف المخزون تحولت أدوية كورونا والأنفلونزا الموسمية، إلى معدن نفيس، بعد إصابة عدد كبير من المغاربة خاصة في المدن الكبرى، بموجة البرد والأنفلونزا وكورونا، ما أدى إلى إفراغ رفوف الصيدليات، ووضع الصيادلة في موقف محرج، بسبب اختلال معادلة العرض والطلب، الأمر الذي أشعل حربا بين الصيادلة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية. إنجاز: عصام الناصيري في مشهد غير مألوف، أصبحت الصيدليات تشبه محلات بيع الحلوى في رمضان، إذ أصبحت تستقبل عددا غير مسبوق من المواطنين الراغبين في اقتناء أدوية السعال والعطس وارتفاع درجات الحرارة، والمكملات الغذائية من قبيل فيتامين "س" و"د" والزنك وغيرها. طوابير انتظار في وقت كانت فيه الصيدليات مرافق عادية، لا تستغرق عملية اقتناء الأدوية منها سوى دقائق معدودة، أصبح من الضروري في الأيام الاخيرة، الانتظار وقتا طويل قبل طلب دواء معين، والراجح أنه إذا كان متعلقا بالأنفلونزا أو كورونا، فلن يجده المريض، بعدما أفرغت رفوف الصيدليات من هذا النوع من الأدوية، التي أقبل عليها المغاربة في الأيام الأخيرة، بشكل غير مسبوق. وفي جولة قادت "الصباح" إلى بعض صيدليات البيضاء، لاحظت طوابير طويلة أمامها، يصطف فيها المرضى لعشرات الدقائق قبل أن يأتي دورهم، وهناك من الصيدليات التي أغلقت أبوابها وأصبحت تتلقى الطلبات من الخارج، خوفا من الفوضى والعدوى، ومن رد فعل بعض المواطنين الذين ينتظرون طويلا وفي الأخير لا يجدون الدواء الذين يرغبون فيه. وتشكو الصيدليات من اختفاء أدوية معينة، ومنها التي تستبدلها بأخرى شبيهة وتحتوى على المكونات نفسها، ولو كانت بسعر أكبر، تجنبا لترديد عبارة "سالا من السطوك"، التي أصبحت تتردد على آذان المرضى حينما يسألون عن بعض المكملات من قبيل فيتامين "س" و"د" والزنك، وأيضا بعض أدوية ومحاليل السعال. أزمة إنتاج باغتت موجة الأنفلونزا وإصابات كورونا، وزارة الصحة ومختبرات الأدوية، التي لم تتمكن من مجاراة الإقبال المتزايد على بعض الأدوية، ولم تكن تتوفر على مخزون كاف لتلبية الحاجيات، ما دفعها في الأيام الأخيرة، إلى مضاعفة الانتاج والعمل ليل نهار، لإخماد نار الغضب التي اجتاحت الصيادلة، بعد أن سئموا من الاتصال بالموزعين من أجل جلب بعض الأدوية دون جدوى، لأن الموزعين بدورهم نفد مخزونهم، وينتظرون أن تزودهم المختبرات بالدواء. وفي هذا السياق يقول بوبكر بوعريش، رئيس الفدرالية الوطنية لصيادلة المغرب، إن هناك نقصا في عدد من الأدوية في الوقت الحالي، ولا يتعلق الأمر بأدوية كورونا فقط، إذ نجد أن بعض الأدوية غائبة عن السوق، لكن هناك أدوية شبيهة ومعوضة لها، ولا يمكن هنا أن نتحدث عن اختفاء كامل للأدوية، مبرزا أن "هناك دواءين بالمكونات والمفعول ذاته، أحدهما غائب والآخر متوفر، لأن الاقبال تزايد بشكل كبير". وأضاف المتحدث ذاته، أن "الصيادلة أصبحوا يشعرون بنوع من التغيير في طريقة التوزيع، إذ أصبحت أكثر صرامة"، وأما بالنسبة إلى أدوية كورونا والمكملات، يضيف بوعريش، فإن الإشكال في ما يتعلق بهذه الأدوية موجود حسب المناطق، لأن الوزارة أكدت بدورها بوجود مشاكل في التوزيع، لأن بعض المناطق بالفعل اختفت فيها بعض الأدوية، وهو ما تأكدنا منه في اتصالات أجريناها مع صيادلة آخرين بجهات أخرى، وأخبرونا أنها لا توجد عند الموزعين، ولكن مناطق أخرى غير معنية أبدا باختفاء الأدوية". وتابع المتحدث ذاته، أن الإشكال المطروح متعلق بالشق الصناعي، إذ أن الاستهلاك ارتفع بشكل أسرع مما كان يتوقعه المصنع، إذ نفد المخزون، والأدوية التي ما تزال في عملية الانتاج ليست جاهزة بعد، ما أدى إلى ظهور فترات فراغ، إذ أن بعض الأدوية تختفي أربعة أيام أو أسبوعا، لكنها تعود للظهور بمجرد أن تكون جاهزة، مبرزا أن المختبرات شعرت بحجم الأزمة وأصبحت تشتغل ليل نهار من أجل تلبية الحاجيات.

أدوية كورونا والأنفلونزا…حرب الوزارة والصيادلة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محو الأمية لصناع تقليديين بالحسيمة

خمس سنوات لهاتك عرض قاصر بمقبرة

مقالات ذات صلة