مـا خفـي أعظـم

التدريس عن بعد كشف ارتباكا فير عملية التحصيل "اللي قال العصيدة باردة إدير يدو فيها"...مثل مغربي يصلح أن يكون مرافعة لكشف كواليس التعليم عن بعد، التي جعلت التلاميذ يتابعون دراستهم بالمنزل، بعد أن تقرر إغلاق عدد من المدارس بشكل مؤقت إثر تسجيل عدة حالات بمجموعة من المؤسسات التعليمية بالبيضاء والرباط وغيرهما من المدن. وحولت تجربة التعليم عن بعد التي تقرر إعادة تطبيقها بعدد من المدن خلال السنة الجارية، إثر قرار السلطات المختصة إغلاق عدد كبير من المؤسسات التعليمية بمجرد اكتشاف 10 حالات في كل مدرسة، (حولت) حياة الآباء والأسر إلى جحيم لا يُطاق. وفي الوقت الذي يثير تغير نمط التعليم من تقليدي عبر التواصل المباشر مع المعلمين والأساتذة، إلى نمط الدراسة عن بعد، جدلا كبيرا لانعكاساته على جودة التحصيل الدراسي، لم تكن في الحسبان، لدى التلاميذ الصغار وكذا أمهاتهم اللواتي لا يحسن القراءة والكتابة، صعوبات كبيرة في التعامل مع التجربة بالبيت، إضافة إلى حيرة الآباء في كيفية تدبير الأزمة التي أصبحت قائمة بسبب غياب معيل يشرف على تربية ومواكبة الابناء بالمنزل في غيابهم لأجل العمل. ومن السلبيات التي رافقت تجربة العمل عن بعد، أنه على مستوى التحصيل الدراسي كان هناك ضعف بارز، فتقديم درس يتطلب التفاعل مع الطلاب والتلاميذ ومع الكتاب والسبورة، كان غائبا ومنعدما، وهو ما كان له انعكاس على التحصيل العلمي، بالنسبة للتلاميذ خاصة منهم الأطفال في المستويات الابتدائية. ومن أوجه المعاناة التي رافقت تجربة "التعليم عن بعد"، ارتباك في عملية التحصيل الدراسي، بسبب المشاكل المرتبطة بالأجهزة الإلكترونية المعتمدة، إذ هناك من الفئات المعوزة من لم تسمح لها وضعيتها بامتلاك أجهزة متطورة، من قبيل هواتف ذكية ولوحات رقمية وحواسيب، إضافة إلى أن عودة التلاميذ والطلبة إلى محل سكناهم وضعت بعضهم أمام موقف صعب بسبب وجودهم في مناطق ينعدم فيها صبيب للأنترنت أو تعاني ضعفا فيه، ما نتج عنه أن المعلومة لم تكن تصل بالكيفية والسرعة نفسها. ووجد عدد من الآباء أنفسهم وسط حيرة كبيرة، أزمت نفسيتهم بعد أن صعب عليهم ترك أطفالهم في البيت لوحدهم دون معيل يراقب تصرفاتهم ويحرص على مرافقتهم في تحصيل الدروس وإنجاز الواجبات المنزلية والتهييئ للفروض والامتحانات. ومن بين الطرائف الأخرى، التي أصبحت شبحا يقض مضجع عدد من الأسر المغربية، أمية بعض الأمهات أو الأشخاص الذين يشرفون على تدبير التعليم عن بعد بالمنزل، خاصة أن هناك من يفتقد لفن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية، وهو ما يتسبب في نسيان عدد من الدروس والواجبات المفروضة. ولا تقف مشاكل التعليم عن بعد عند هذا الحد، إذ وجد الأطفال في التجربة فرصة للعب، إذ هناك من استغل أمية والدته أو المشرف على مراقبته في غياب والديه، للتمرد على متابعة الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية، وتحويل الهاتف المحمول المخصص للتعليم عن بعد، إلى وسيلة لممارسة هوايته المفضلة في مشاهدة الرسوم المتحركة أو لعبة إلكترونية حافلة بالمغامرات الشيقة، وهي السلوكات التي تفاجأ الآباء بأبنائهم منهمكين فيها، بينما كانوا يعتقدون أنهم منتبهون للدرس الملقى عبر خاصية تطبيق التراسل الفوري "واتساب" أو يتفاعلون مع زملائهم لإنجاز مسألة معقدة بشكل جماعي. محمد بها

مـا خفـي أعظـم

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة 12 مسؤولا بجامعة طنجة

تظاهر الطفل بالمرض... حيلة للهروب

مقالات ذات صلة