مسير شركة نجا من الفيروس بمعجزة فدمرت مناعته وصار مهددا بأمراض خطيرة كان وقع الإصابة بكورونا كبيرا على خالد، خمسيني، مسير شركة بالبيضاء، إذ ما زال إلى اليوم يعاني مضاعفاتها، رغم شفائه منها بمعجزة منذ أربعة أشهر. حولت كورونا حياة خالد إلى جحيم، بسببها عاش صدمات متتالية، الأولى، أنه أصيب بالوباء اللعين بعد شهر من تلقيه الجرعة الثانية من اللقاح. توهم وقتها أنه محصن ولن يتجاوز الأمر أعراضا خفيفة، لكن بعد يومين، وجد نفسه داخل غرفة إنعاش بمصحة خاصة لا يفارقه جهاز التنفس، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل خطير. ظل الوباء ينهش رئته بشكل متسارع إلى أن بلغ مستوى التلف 60 في المائة منها، وبقدرة قادر، توقف زحف "كورونا" ونجا من موت محقق. يتذكر خالد عندما استفسر باستغراب الطبيب المشرف على علاجه وهو بقسم الإنعاش، كيف أنه بين الحياة والموت بسبب المرض، رغم تلقيه جرعتين من اللقاح، فكان رد الطبيب مزلزلا "حمد الله ملي درتي اللقاح، ما كون كورونا سيفطاتك عند الله". بعد عشرة أيام من العلاج بقسم الإنعاش بالمصحة الخاصة، استقرت الحالة الصحية لخالد، فقرر مواصلة العلاج بمنزله. يتذكر تلك اللحظات بحسرة كبيرة، إذ ظل على سريره بجانب جهاز التنفس لمدة تجاوزت شهرا. في كل ليلة تنتابه أحاسيس أن حالته الصحية ستتدهور وسيفارق الحياة، إلى أن استعاد عافيته، وغادر سريره، وعاد إلى عمله، لكن بمعاناة، إذ كان يجد صعوبة في التنفس كلما بذل مجهودا بدنيا بسيطا، أو قطع مسافة محددة مشيا، كما انقطع نهائيا عن ممارسة الرياضة. رغم أن خالد عاد من بعيد حسب قوله، لكن الأسوأ كان في انتظاره رغم علاجه من "كورونا"، فبعد شهر من الشفاء التام، تدهورت حالته الصحية من جديد، وعندما زار الطبيب كان أمام خبر صادم، إذ أصبح جسمه بوابة مفتوحة أمام جميع الأمراض والفيروسات، والسبب أن كورونا دمر مناعته بشكل كبير. توهم خالد أن الأمر يحتاج إلى فترة من الزمن لاستعادة مناعته الضائعة، حرص فيها على تناول منتوجات ومقويات طبيعية، إلى أن استيقظ يوما وهو يعاني ضيقا في التنفس. انتابه الخوف من إصابة جديدة ب"كورونا" سيما أمام أخبار انتشار المتحور "أومكيرون"، فسارع إلى عرض نفسه على طبيب، إذ خضع لفحوصات وتحاليل طبية، خلصت بداية إلى أنه غير مصاب بعدوى "كوفيد 19"، إلا أن رئته تعاني تعفنا فيروسيا يستدعي تدخلا طبيا في أسرع وقت. خضع خالد لعلاج استمر أزيد من أسبوع بمصحة خاصة شهيرة بالبيضاء إلى أن استقرت حالته الصحية، وأثناء مغادرته المصحة، عقد لقاء مصغرا مع طبيبه، الذي نبهه إلى الحرص أكثر على اتخاذ جميع الاحتياطات، لأن محنة "كورونا" التي اجتازها تسببت له في وهن كبير في جسده، وصارت مناعته ضعيفة، وأنه مهدد في أي لحظة بالإصابة بمرض خطير. مصطفى لطفي