الجامعة… المرافقة نحو الشغل

إعداد: يوسف الساكت إدماج الخريجين والبحث عن شراكات والمساعدة على إحداث مقاولات انتهت، نهاية السنة الماضية، الدورة الثانية عشرة لملتقى التشغيل، المنظمة من قبل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين السبع بالبيضاء ومنصة الشباب-مبادرات بسيدي البرنوصي، وهو واحد من الملتقيات التي تعيد للجامعة أدوارها في مرافقة الخريجين ومساعدتهم على الانخراط في عالم الشغل. وتلتقي منصات التشغيل بالجامعات مع أهداف الحكومة وبرامج المؤسسات العمومية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمواكبة الشباب خلال خطواتهم الأولى نحو ميدان الشغل والمقاولة، بحضور الفاعلون المهنيين والاقتصاديين. وتأتي أهمية هذه الملتقيات في سياق اقتصادي واجتماعي خاص مطبوع بتداعيات كوفيد19، وما خلفته من أثر بالغ على سوق العمل وفقدان عدد كبير من المناصب وتخفيض فرص الإدماج. لذلك، يعتبر توفير أرضيات للقاء جديد بين الشباب والخريجين وأصحاب المقاولات والمهنيين، مجالا حيويا لبعث الروح بقطاع التشغيل، ومناسبة للتنقيب عن الكفاءات الباحثة عن الشغل. وتشتغل ملتقيات التشغيل، المحتضنة من قبل عدد من الجامعات، على خاصيتي التكوين من أجل الإدماج وإعداد الملفات والسير الذاتية وطرق المقابلات عبر ورشات يؤطرها متخصصون في المجال، ينتمون إلى جامعات ومؤسسات تكوين خاصة، ثم خاصية اللقاء المباشر على أصحاب الشركات والمقاولات والمشغلين، وهي فرصة لطرح الأسئلة والتجاوب مع المداخلات والتجارب والخبرات في مجال لم يعد موضوع هواية. وتأتي أهمية هذه الملتقيات والمنتديات والمنصات، أيضا، محاولة للإجابة على عدد من الإشكالات سوسيو-اقتصادية التي تحول دون قابلية تشغيل خريجي الجامعات، إذ رغم الإصلاحات التي تم اتخاذها فإن الجامعة مازالت تساهم في بطالة الخريجين، الذين يصبحون عاجزين عن ولوج سوق الشغل حين ينهون تكوينهم. وتنامى الوعي بمرافقة الخريجين ومساعدتهم على تأسيس مقاولاتهم الخاصة، أو إدماجهم في سوق الشغل، منذ سنوات. ورغم محدودية النتائج إلى حد الآن، فإن العمل متواصل في إطار شراكات بين الجامعات والكليات التابعة لها وبين المجتمع المدني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وقطاع الأعمال لتسهيل الولوج إلى العمل من منطلق رابح-رابح. ويسير هذا العمل جنبا إلى جنب مع المجهود الذي تقوم به بعض الجامعات التي اقتنعت بلا جدوى التكوينات الجاهزة، واتجهت إلى ما يسمى "الممهننة"، أي توفير ديبلومات للخريجين (خصوصا في المؤسسات ذات الولوج المفتوح)، تناسب سوق الشغل، وأحيانا تأتي هذه التكوينات بمقترحات من المشغلين في إطار شراكة مستجدة، كما تشجع الجامعة على خلق وبرمجة التكوينات الممهننة والتكوين بالتناوب بين الجامعة والمقاولة. ومنذ سنوات، لم يعد الخريج الجامعي هو الذي يتوفر على شهادة جامعية فقط، بل هو الطالب المتعدد الذي يتوفر على حد أدنى من المهارات والقدرات المهنية، وتكوين مواز في المعلوميات واللغات والتواصل باعتبارها أدوات أساسية لولوج عالم الشغل. ست خطوات في دراسة بعنوان "الجامعة المغربية وقابلية تشغيل الخريجين: التجديد من أجل رفع قابلية التشغيل"، نشرت في مجلة الدراسات متعددة التخصصات في العلوم الاقتصادية والاجتماعية الصادرة عن المعهد المغربي للإعلام العلمي والتقني، اقترح أصحابها ستة محاور أساسية: أولا، الانتقال من التكوين باعتباره مادة، أو محتوى إلى هندسة للتكوين لخدمة الخريج في سوق الشغل، من خلال مواد مستهدفة لخفض التفاوت بين الوسطين الجامعي والمهني. ثانيا، اعتماد الأندراغوجيا بشكل محترف، أي "تعليم الكبار"، من خلال الانتقال من البيداغوجيا إلى الأندراغوجيا، ما يتطلب من الأستاذ التوفر على تكوينات وآليات للتعلم ومعلومات حول سوق الشغل، ومواكبة المتغيرات التي تعرفها هذه السوق بشكل مستمر في العالم. ثالثا، اعتماد الذكاء الاقتصادي من خلال ضبط المعلومة والمعرفة من أجل التموقع الاستراتيجي. رابعا، تعليم خريج الجامعة أن قدره هو البحث عن فرصة عمل مهما كان تخصصه، وهو الأمر الذي يتم عن طريق دورات تكوينية في المهارات واللغات والذكاء الاجتماعي والتنمية الشخصية وتقنيات البحث عن عمل. خامسا، تغيير قناعة الخريجين بأن العمل في القطاع العام أفضل من القطاع الخاص، من خلال التحسيس والتحفيز والتكوين حول البحث عن فرصة في القطاع الخاص، ناهيك عن تشجيع المبادرة المقاولاتية واحتضان حاملي المشاريع. سادسا، حكامة التكوين التي يمكن أن تتأتى من خلال اعتماد مقاربة للتنسيق مع مختلف الفاعلين في سلسلة القيمة الخاصة بالشغل الوطني.

الجامعة… المرافقة نحو الشغل

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزمامرة يستأنف التداريب

لقطات

مقالات ذات صلة