لأطفال ضحايا الاغتصاب يواجهون مصائرهم بأنفسهم في غياب الدعم

قلة من الملفات حظيت باهتمام جمعيات نصبت نفسها للدفاع عن الطفولة المغتصبة لا تجد قضايا اغتصاب وهتك عرض الأطفال بالعنف والإكراه أو بدونهما من قبل شباب مغاربة بعضهم على صلة قرابة بالضحايا، اهتماما جمعويا ومدنيا ورسميا في مستوى تطلعات الجميع، عكس ما يكون عليه الأمر لما يتعلق الأمر بمتهم أجنبي تقام الدنيا ولا تقعد كما حدث مع حالة الإسباني مغتصب عدة أطفال، المفرج عنه خطأ. ويتجرع الضحايا وذووهم، مرارة كل حادث قد يجد طريقه إلى العدالة أو يطوى بالموقع الشاهد على اغتصاب براءة أطفال يؤدون ضريبة اختلالات اجتماعية.مئات الأطفال بجهة فاس وإقليم تاونات، أدوا من أجسامهم الصغيرة، ثمن كبت وسادية مغتصبيهم من الغرباء والأقارب ممن عبثوا ببراءتهم ورسموا أخاديد نفسية وجسدية لن تندمل أو تمحوها الأيام في غياب الدعم المدني والتتبع النفسي والاجتماعي، قبل أن يجدوا أنفسهم يواجهون مصائرهم لوحدهم دون أي التفاتة من المؤسسات التي طرق آباؤهم أبوابها دون جدوى، إن لم يتحولوا مستقبلا إلى "قنابل موقوتة" قد تأتي على مغتصبيهم كما حدث في حالات كثيرة انتقم فيها المغتصبون من مغتصبيهم. ذكريات سيئة يعيشها هؤلاء الضحايا لوحدهم، دون أي التفاتة من قبل بعض الجمعيات المنتصبة على الأوراق "مدافعة عن طفولة مستهدفة بهذه الظاهرة المشينة"، اللهم في حالات قليلة تتجند فيها لنصرتهم ودعمهم بوقفات رمزية أمام المحاكم تروم لفت الانتباه لحوادث هزت كيان الجميع وحولت حياة الضحايا إلى جحيم يومي تعيش أسرهم تفاصيله الصادمة، رغم ما قد يطول المذنبين من عقاب سالب للحرية، يبقى عادة غير كاف للإنصاف ورد الاعتبار لجسد به ندوب الاغتصاب مهما اختلفت طرقه. مشهد طفلة في ربيعها التاسع من حي سيدي بوجيدة الهامشي، وهي تصرخ ببهو محكمة الاستئناف بمدينة فاس من هول صدمة حادث اغتصاب ما تزال منقوشة بذاكرتها رغم مرور أشهر على ذلك، ما زال محفورا في أذهان من عاينوا ذلك بمن فيهم محام تطوع للدفاع عنها في 3 ملفات مرتبطة توبع فيها مغتصبوها على مراحل، في غياب الدعم اللازم من قبل الجمعيات المختصة، رغم أن والدتها لجأت إليها كما حال أولياء أمور أطفال آخرين ضحايا اغتصاب وهتك عرض من الجنسين. وذاك حال أب طفل في العمر نفسه من دوار بجماعة بني ونجل تافرانت بتاونات، دأب مسن يؤم الناس للصلاة بمسجد الدوار الذي له سابقة مماثلة بمدينة سلا، على هتك عرضه باستمرار قبل اكتشاف الأمر ويعرض على العدالة ويدان بسنتين حبسا نافذا وتعويض مدني، كعقوبة قال الأب إنها غير كافية للإنصاف أمام سوابقه، دون أن يستسيغ عدم دعمه من قبل الجمعيات والمنظمات المدنية المختصة التي طرق أبوابها في أكثر من مرة، متمنيا تدارك ذلك في المرحلة الاستئنافية. أما أم طفل من حي مونفلوري بفاس، اغتصب من قبل شاب ابن رجل تعليم، فسارت في الطريق نفسه دون جدوى، لتتجرع لوحدها مرارة ما تعرض له ابنها لوحدها بعد اعتقال المتهم وتقديمه إلى محكمة الاستئناف بمدينة فاس، كما الحال بالنسبة إلى أب طفل صغير آخر نواحي قرية با محمد بتاونات هتك عرضه راع تحت شجرة، وزميل له من بني وليد كان ابنه ضحية هتك عرض بمركز الجماعة القروية، وأوقف وملفه رائج أمام قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها. الأمر نفسه ينطبق على أسرة طفلة اغتصبها بائع سجائر بالتقسيط بحي الزهور بفاس، اعتقل أخير، واغتصاب جماعي تعرض له طفل بتاونات بعد اختطافه من أمام مقر مركز الدرك، وطفل اغتصبه إمام مسجد نواحي تيسة، وآخر سقط ضحية شخص مسن هتك عرضه بحي بنسودة بفاس، إضافة إلى ملفين مرتبطين بتورط آباء في هتك عرض أبنائهم الصغار بعين عائشة بتاونات وإيموزار كندر بصفرو، في حادثين يثيران التقزز في نفوس كل سامع بتفاصيلهما المؤرقة. عم يغتصب ابنة أخيه التي لم تكمل ربيعها الثالث ويخنقها بحزام سرواله بدوار بالرتبة نواحي تاونات.. ملف آخر لم يدعم فيه الأب المكلوم في وفاة ابنته وتورط أخيه، الذي أجهش بالبكاء أثناء عرض ملف النازلة أمام غرفة الجنايات الاستئنافية، بعدما وجد نفسه وحيدا دون أي دعم أو مساندة من قبل الجمعيات المختصة، كما حال عشرات ملفات اغتصاب الأطفال بطرق وحشية وأحيانا بشكل جماعي، تورط فيها جانحون بينهم أقارب للضحايا فتكوا بأجساد مفروض أن يحموها من كل أذى.ويبدو أن "ع. أ" طفلة من مدينة بولمان لم تكمل ربيعها الثامن، محظوظة لما وجدت أمها الدعم الكافي لمناصرتها أثناء سريان ملفها أمام قاضي التحقيق باستئنافية فاس الذي أنهى التحقيق تفصيليا في الملف وأحاله على الوكيل العام لاتخاذ المتعين، إذ وقف عشرات الحقوقيين أمام المحكمة تضامنا معها لما تعرضت له من اعتداء جنسي شنيع على يد شاب تعرفت عليه، ورفعوا شعارات مطالبة بتفعيل الحماية القانونية للأطفال ضحايا الاستغلال الجنسي والتحرش والاغتصاب والاعتداء.ممثلو فروع جمعيات المواهب للتربية الاجتماعية ببولمان وفاس ومبادرات لحماية حقوق النساء بفاس، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان و"الهدف" و"أيور للثقافة والتنمية" والنقابة الوطنية للتعليم ببولمان، و"الزهور اليانعة" و"البديل للمرأة والطفل" بكيكو، هيآت ناصرت الطفلة ووالدتها في هذه المحنة، مشددة على ضرورة تقديم المتهم إلى العدالة وإنصاف الضحية وتفعيل أوراش ملاءمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية المصادق عليها من قبل المغرب.مثل هذه المبادرات يجب أن تعمم على كل قضايا اغتصاب الأطفال التي ارتفعت بنسبة غير مسبوقة وتطلبت عقد النيابة العامة بابتدائية فاس، اجتماعا مع مسؤولي الأمن والدرك، حث فيه الجميع على تحمل مسؤولياته في محاربة الظاهرة للقضاء على كل أشكال العنف المسلط على الصغار وأمهاتهم، فيما تلح الفعاليات المهتمة على ضرورة تحويل العقوبات وجعلها في أقصى ما يفرضه القانون حماية للطفولة من تبعات هذه الظاهرة التي تحتاج تكاثف جهود الجميع لوقف نزيفها المستمر. حميد الأبيض (فاس)

لأطفال ضحايا الاغتصاب يواجهون مصائرهم بأنفسهم في غياب الدعم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أطفال تارودانت... قربان لوحوش الاغتصاب

اغتصاب الأطفال... جرائم تتكرر رغم الاحتجاج والتنديد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات