قطع الماء عن مجزرة ابن سليمان يثير غضب المهنيين

السوق البلدي بدون إنارة وقنوات الصرف لسوق السمك متآكلة يدفع الواقع الذي تعيشه المجازر البلدية بابن سليمان، العديد من الجزارين إلى الاحتجاج، ورفع أصواتهم، منددين بالوضع الذي يضطرون إلى التخبط فيه يوميا. آخر وقفة احتجاجية خاضها الجزارون كانت الخميس الماضي، إذ قرروا التخلي عن صمتهم، ونددوا بنزع عداد الماء الخاص بالمجزرة من قبل الجهة التي تكتري المجزرة. واعتبر المحتجون ذاتهم أن انقطاع الماء يهدد بكارثة إنسانية وبيئية من شأنها تأزيم الوضع الصحي بالمدينة، نتيجة الوضعية المأساوية التي أصبحت توجد عليها المجزرة، والتي باتت تفتقر إلى أبسط شروط السلامة والنظافة ، سواء على مستوى البنيات التحتية، أو على مستوى الظروف التي تتم فيها عملية الذبح والسلخ ونقل اللحوم. وعاينت «الصباح»، الوضع الذي تعيشه المجزرة، إذ تنبعت منها رائحة كريهة، وتنتشر بها مخلفات الذبح من أمعاء وجلود... ملطخة بالدماء، مع العلم أنها تحتوي على صنبورين ماء فقط، الأمر الذي يضطر معه الجزارين، الذين يرفضون أداء رسوم الذبح احتجاجا على الوضع، إلى الاستعانة ببعض الطرق التقليدية لنقل المياه مثل البراميل، ونقل الأحشاء إلى السوق المركزي بوسط المدينة من أجل غسلها في انتظار حضور شاحنة نقل اللحوم.وفي سياق متصل، علمت «الصباح»، أنه لم يتم تجديد كراء المجزرة البلدية هذه السنة، علما أنها محددة في 340 ألف درهم سنويا دون احتساب الرسوم فيما تقوم الجهة المكترية باستخلاص مبلغ 170 درهما للرأس الواحد كرسوم على عمليات الذبيحة.وبررت المصادر عدم تجديد عقد الكراء إلى أن المجزرة توجد بوسط أرض السوق القديم بمحاذاة الحي الحسني، وهي الأرض التي تم تفويتها لشركة العمران التي ستقوم في الأيام المقبلة باستغلالها من أجل إنجاز مشروع خاص، الأمر الذي يتطلب إسراع المجلس البلدي لابن سليمان لإيجاد بديل للمجزرة.وختمت مصادر «الصباح» أن الجهات التي كانت تكتري مرفق المجزرة لم تحترم بنود دفتر التحملات المتفق عليه مع المجلس البلدي والذي كان ينص على ضرورة المحافظة على مرافق المجزرة وصيانتها واحترام شروط النظافة وفق المعايير المتعارف عليها ،خاصة أن الأمر يتعلق بذبيحة الأغنام والأبقار فقط وإنما يرتبط بصحة المستهلك. ومن جانبه، قال مصطفى العلوي، أمين الجزارين بابن سليمان، إن المجزرة مهملة وملوثة وتعاني مشاكل كثيرة مثل غياب الماء والكهرباء، مؤكدا أن المشرفين عليها لا يولونها أهمية. وعزا المشاكل إلى غياب التتبع والمراقبة من قبل المجلس البلدي سواء للمجزرة أو للسوق المركزي الذي هو الآخر يفتقر إلى مجموعة من الشروط الأساسية، مطالبا بالالتفاتة إلى مشكل المجزرة والسوق المركزي.وشدد على ضرورة التفكير في البحث عن أرض داخل المدينة من أجل إنجاز مجزرة حضرية عصرية تتوفر فيها المقومات الرئيسية، مشيرا إلى أن الجزارين يرفضون الالتحاق بالمجزرة المحدثة بجماعة الشراط، نظرا لبعد المسافة عن المدينة وغياب وسائل نقل لحوم بالمدينة «الحرفيون ينقلون اللحوم من السوق الأسبوعي أربعاء الزيايدة بطريقة سرية، لأن البلدية تتكفل فقط بنقلها صباحا».من جانبه أشار محمد القادري، نائب رئيس المجلس البلدي لابن سليمان إلى أنه تمت صفقة التدبير المفوض للمجزرة البلدية، لكن المصادقة لم تتم بسبب أن الأرض التي فوقها المجزرة ضمن الشطر الأول الذي ستقوم مؤسسة العمران بإنجازه، مضيفا أنهم ليسوا ضد أي أحد بدليل أنهم توصلوا إلى أحد الحلول التي ترمي إلى تفويت المجزرة كل ثلاثة أشهر ريثما يخلقون واحدة جديدة.وأضاف القادري انهم قاموا بجلب عداد جديد في اسم بلدية ابن سليمان تم تركيبه، مستنكرا امتناع الجزارين عن أداء رسوم دخول المجزرة.وفي ما يتعلق بواقع السوق البلدي، وقف مصطفى المعزة، عامل إقليم ابن سليمان خلال الزيارة التي قام بها للسوق الذي أنشئ خلال ستينات القرن الماضي، على الوضع المزري الذي يعيشه السوق نتيجة غياب الإنارة العمومية إضافة إلى مجاري المياه، ومشاكل أخرى.كما كشف العامل، خلال الزيارة ذاتها التي شملت أيضا سوق السمك، الذي يقصده مئات الزبائن يوميا، أنه لا يتوفر على أدنى وسائل بيع السمك، إلى جانب تجاوزات أصحاب المحلات التجارية الذين نصبوا خياما أمام محلاتهم، وأغلقوا الأزقة داخل السوق، وتآكل قنوات الصرف الصحي، إذ لم تعد قادرة على استيعاب المياه العادمة المتدفقة منه، وتزداد الوضعية ترديا إثر التساقطات المطرية، إذ تتحول ممراته إلى برك مملوءة بالمياه والأوحال.هذا السوق، يشكل نقطة سوداء، إذ يفتقر إلى مواصفات بيع السمك بالتقسيط، إذ لا يحتوي على ثلاجات لحفظ السمك ولا على غرف للتبريد، وليس به ماء ولا كهرباء، فهو لا يتوفر على الشروط الضرورية لبيع السمك، مساحته ضيقة جدا ويصعب على الزبناء ولوجه بسهولة للتبضع منه بشكل مريح، بحيث لا يتعدى عرضه مترا. كمال الشمسي (ابن سليمان)

قطع الماء عن مجزرة ابن سليمان يثير غضب المهنيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

778 حالة إصابة جديدة بالسيدا ضمنها 50 امرأة حامل

قضايا اغتصاب أطفال من قبل أجانب بمراكش تغري جمعيات المجتمع المدني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

778 حالة إصابة جديدة بالسيدا ضمنها 50 امرأة حامل   