موطن الرياضة الإفريقية

تضم أزيد من 90 ملعبا للقرب وستة ملاعب كبرى وخمسة مسابح نصف أولمبية ومنشآت رياضية بجل الأحياء شكلت الرباط في السنوات الماضية قبلة للرياضيين من جميع أنحاء العالم، باستقبالها للعديد من الأنشطة والتظاهرات الرياضية الكبرى، بالنظر إلى البنيات التحتية والتجهيزات الرياضية التي تتوفر عليها. واعتبرت الرباط عاصمة للرياضة الإفريقية في 2019، بعد احتضانها للألعاب الإفريقية، والتي استقبلت خلالها 4 آلاف رياضي يمثلون 54 دولة إفريقية، فضلا عن تنظيمها لمنافسات عالمية في جميع الأنواع الرياضية على مدار السنوات الماضية، دون أن تسجل انتقادات على جميع المستويات. وعززت الرباط رصيدها من البنيات التحتية الرياضية في السنوات الأخيرة، بميلاد مجموعة من ملاعب القرب وأماكن الترفيه والقاعات الرياضية، في إطار مشروع «الرباط عاصمة الأنوار»، في الوقت الذي عرفت مجموعة من الملاعب إصلاحات مهمة، فضلا عن المسبح الكبير، الذي يعد أكبر مسبح في إفريقيا. حسب إحصائيات المديرية الجهوية للرياضة لجهة الرباط سلا القنيطرة، فإن عدد ملاعب القرب التي تعرفها العاصمة بلغ 60 ملعبا، إلا أن العدد الإجمالي يفوق هذا العدد بكثير، سيما أن بعض ملاعب القرب، لا تدخل ضمن هذه الإحصائيات. وقدرت ملاعب القرب الموجودة بالرباط بحوالي 96 ملعبا، ضمنها 58 ملعبا لكرة القدم المصغرة، ويمكن أن تستغل في ممارسة كرة اليد أيضا، و32 ملعبا لكرة السلة وثمانية ملاعب مخصصة لرياضات التزلج و»السكي»، في الوقت الذي ينتظر أن يرتفع عدد ملاعب القرب إلى 120 ملعبا. وتبقى الملاحظة الأساسية لملاعب القرب، أن حوالي 80 في المائة منها موجودة بالأحياء الشعبية، وأيضا على الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي، في الوقت الذي تقل نسبة وجودها بالأحياء الراقية، بالنظر إلى أن خصوصية ملاعب القرب، موجهة في أغلبها للفئات الهشة، من أجل استغلالها في ممارسة أنشطة رياضية، سيما أنها تستغل مجانا بالنسبة إلى الملاعب الموجودة تحت إشراف وزارة الرياضة. الملاعب الكبرى كشفت المديرية الجهوية للرياضة أن عدد الملاعب الكبرى الموجودة بالرباط ستة، أبرزها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، الذي يعد من أبرز الملاعب الموجودة بالمغرب وإفريقيا، بحكم احتضانه للعديد من المباريات العالمية، ضمنها بعض مباريات كأس العالم للأندية، قبل أن تتفجر فضيحة «الكراطة». كما تتوفر الرباط على ملعب مولاي الحسن المعقل الأساسي لنادي الفتح الرياضي، وملعب بيلفيدير، الذي شكل في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، معقلا للأسود، والمغلق حاليا، بسبب محاولات إصلاحه المتوقفة نتيجة عدم استجابتها للمعايير، إضافة إلى ملعب أحمد الشهود، الذي يستقطب مباريات القسم الثاني والهواة، ويخوض فيه سطاد المغربي مبارياته. ومن بين الملاعب الموجودة أيضا بالرباط، ملعب يعقوب المنصور، الذي يخوض به فريق الاتحاد مبارياته عن بطولة الهواة، وملعب الهلال الذي شكل خلال القرن الماضي أحد أبرز الملاعب الموجودة بالعاصمة. القاعات الرياضية تتوفر الرباط على ثماني قاعات رياضية، احتضنت في السنوات الأخيرة العديد من التظاهرات الدولية في الملاكمة والفنون القتالية وكرة السلة وكرة اليد، واستقبلت العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية، ضمنها مؤتمرات الأحزاب، كما هو الشأن بالنسبة إلى قاعة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله. ومن أبرز القاعات ذائعة الصيت على الصعيد الوطني، قاعة ابن ياسين، الموجودة ضمن برنامج مصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة، إذ تشكل معلمة رياضية تاريخية، بحكم الأحداث الرياضية التي عرفتها، واحتضانها للعديد من التظاهرات الكبرى، ضمنها بطولة إفريقيا لكرة اليد، والعديد من الدوريات الإفريقية، فضلا عن استغلالها كل موسم من قبل المواطنين، وقاعة أحمد الشهود المحاذية لملعب كرة القدم، والتي تحتضن مباريات لمحبي كرة القدم، وتستغل من قبل جمعيات تنشط في عدة مجالات. كما تضم العاصمة قاعة الأمل، التي نظمت بها بعض التظاهرات في إطار الألعاب الإفريقية في دورتها 12، والتي تستغل في العديد من التظاهرات الاجتماعية أيضا، فضلا عن وجود باقي القاعات الرياضية في أحياء متفرقة بالرباط، كما هو الشأن بالنسبة إلى قاعة حي النهضة، التي احتضنت منافسات رفع الأثقال والجيدو والكراطي في الألعاب الإفريقية، وأخرى موجودة بحي يعقوب المنصور، فضلا عن قاعتي ابن رشد والحسن الثاني، التي أحدثت أخيرا. مسابح نصف أولمبية تضم الرباط خمسة مسابح نصف أولمبية، بالإضافة إلى المسبح الأولمبي، الموجود حاليا في طور الإنجاز، وتشتغل كلها في خدمة أبناء العاصمة، وفي احتضان التظاهرات الوطنية. ويمكن القول إن المسابح نصف أولمبية، موجهة بشكل كبير للأندية الموجودة بالرباط، ولمحبي رياضة السباحة، التي تبقى دون مستوى تطلعات المسؤولين المغاربة، بالنظر إلى النتائج المسجلة، خاصة على مستوى الألعاب الأولمبية. ويظل المسبح الكبير للرباط من أبرز المسابح التي تعرفها العاصمة على المستوى الدولي والقاري، إذ أنه يعد الأكبر على مستوى إفريقيا والثالث عالميا، والذي يستقطب سنويا الآلاف من المواطنين، بحكم أن الاستفادة منه لا تتعدى 10 دراهم في اليوم للفرد الواحد، وهو ما يجعله في متناول جميع المواطنين، في الوقت الذي تتطلب باقي المسابح انخراطا سنويا، ليس في متناول الجميع. وأصبح مسبح المنظر الجميل جاهزا، لاستقطاب المواطنين ومحبي رياضة السباحة، بعد أن انتهت الوزارة من أشغال صيانته، كما أنه بالإمكان استغلاله في احتضان تظاهرات دولية، بالنظر إلى التجهيزات التي بات يتوفر عليها، إضافة إلى مسبح الفتح الرياضي الموجود بمركب مولاي الحسن بحي النهضة، والذي يحتضن بعض التظاهرات بين الفينة والأخرى. مرافق إضافية تشكل البنيات التحتية المذكورة غيضا من فيض، إذ أن العاصمة تزخر بالعديد من المنشآت الرياضية، يسير بعضها من قبل شركة «الرباط تنشيط» إلى جانب قطاع الرياضة، في الوقت الذي تستغل بعض الأندية الموجودة بالرباط هذه المرافق. ومن أبرز المرافق الموجودة، مركب «تامجاجت»، الموجود بالمحاذاة مع باب الأحد، ويضم العديد من الفروع الرياضية التابعة للفتح الرياضي، أبرزها فرعا الشطرنج وكرة السلة، والشيء نفسه بالنسبة إلى ملاعب سطاد المغربي للكرة الحديدية والتنس، إذ يشكلان فضاء للعائلات المغربية لممارسة الرياضة، والتي تتردد عليها بشكل دائم. ويملك المكتب الوطني للسكك الحديدية فضاء رياضيا بالقرب من المحكمة العسكرية، إذ تضم ملعبا للتنس والسباحة، ويستقطب سنويا العديد من المنخرطين، الذين يترددون عليه بشكل أسبوعي. مركز الفتح... نموذج للتكوين صنف مركز تكوين الفتح المشيد على مساحة تسعة هكتارات، بالقرب من المركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، من أجمل مراكز التكوين بالمغرب، واعتبر نموذجا يعتد به، لدى جميع الأندية الوطنية لتشييد مراكز تكوينها بالمواصفات ذاتها. وعرف مركز تكوين الفتح إشعاعا كبيرا في السنوات الأولى من تشييده، إذ أضحى قبلة العديد من المسؤولين الرياضيين المغاربة والأجانب، المهتمين بجانب التكوين، من أجل استنساخ نماذج مماثلة له، خاصة على الصعيد الوطني، بالنظر إلى جودة المرافق الكبيرة التي يتوفر عليها، واستجابتها للمعايير الدولية المعتمدة في مراكز التكوين. ويتوفر مركز تكوين الفتح الرياضي على ستة ملاعب، ضمنها اثنان بالعشب الطبيعي، حيث يخوض الفريق الأول جميع تداريبه، سيما أن عشبه من الفصيلة نفسها لعشب ملعب مولاي الحسن، الذي يجري فيه الفريق جميع مبارياته الرسمية. ويضم المركز أيضا، أربعة ملاعب مكسوة بالعشب الاصطناعي، ما يساعد الفريق على التأقلم مع هذا النوع من الأرضية، خاصة لدى الفئات الصغرى، التي تجري أغلب مبارياتها عن البطولة في ملاعب مشابهة، كما أنها تصلح للفريق الأول، لمواجهة بعض المباريات الرسمية على الصعيد القاري أو المحلي، بالنسبة إلى منافسات كأس العرش مع أندية من القسم الوطني الثاني أو الهواة. ويتوفر الملعب على أربع بنايات تشتمل أولاها على مكاتب المسؤولين وقاعة الندوات والمتحف الذي يجمع فيه ألقاب الفريق، وثانيها مخصصة للفريق الأول، إذ تضم مكتب المدرب والمسؤول عن الإعلام والطاقم التقني، وقاعة استرخاء اللاعبين، وبها بعض وسائل الترفيه، مثل التلفزيون وبعض الألعاب. وتوجد بالبناية الثانية أيضا، مستودعات الفريق الأول والطاقم التقني، و"استوديو" مجهز بأحدث الوسائل لتتبع مباريات وتسجيلات الفرق المنافسة، وقاعتان للأمتعة وأخرى للعلاج، أما البناية الثالثة، فتضم مقهى ومطعما للوجبات الغذائية تصل سعته إلى 80 فردا، ومطبخا به موظفون تابعون للفريق مجهزا بأحدث الأجهزة، وإدارة الفريق ومصلحة خاصة بالمالية وقاعة للتطبيب، بها مكتب خاص بالطبيب لإجراء الفحوصات، وقاعة خاصة بالمدلكين، وقاعة إعادة الترويض مجهزة بجميع الأجهزة، وقاعة بها مسبح صغير تستعمل للترويض. أما البناية الرابعة، فتشتمل على غرف اللاعبين، تضم كل واحدة ما بين سريرين إلى ثلاثة، مع قاعتين كبيرتين تضمان ثمانية أسرة دفعة واحدة، وجميع الغرف توجد بها مكاتب خاصة بكل لاعب، وقاعات خاصة بالحراس، ومكتب خاص بمدير التكوين، وآخر لمساعده، وثالث لمسؤول عن مدرسة التكوين، وقاعات خاصة بدروس الدعم. المسبح الأولمبي... الأكبر إفريقيا تتواصل بالرباط، «الروتوشات» الأخيرة للملعب الأولمبي الأكبر في إفريقيا، بعد أن استغرقت مدة إنجازه حوالي سنتين، تحت إشراف العديد من المؤسسات، أبرزها «الرباط أميناجمانت» ووزارات التجهيز والرياضة والمالية. ويوجد المسبح الأولمبي بالمحاذاة مع المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، على مساحة 12 ألفا و700 متر مربع، وتبلغ كلفة إنجازه 12 مليارا و100 مليون سنتيم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 1500 متفرج، ويتوفر على مجموعة من المرافق، المصنفة من الجودة العالية، فضلا عن مجموعة من المحلات. وتميز المسبح الأولمبي بالرباط، بهندسة معمارية جميلة، زينت منطقة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، ومنحت صورة راقية عن الهندسة المعمارية بالمغرب، سيما أنه يوجد بالمحاذاة أيضا مع المحطة الطرقية للرباط، التي تتميز بدورها بهندستها المعمارية الفريدة، إذ أشرف على بنائه المهندسان المعماريان، المهدي المعدني ويونس بلقاسم، بعد فوزهما بالصفقة منذ حوالي أربعة أعوام. ويعد مسبح الرباط ثاني مسبح أولمبي بالمغرب، بعد مسبح المركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء، إذ يتوفر على أروقة تستجيب للمعايير الدولية، ويمتد طولها لـ 50 مترا، وشيد من أجل إقامة تظاهرات وطنية ودولية وقارية، سيما أنه صنف الأكبر على الصعيد القاري. ويتوفر المسبح على أنظمة جد متطورة في الإنارة والتهوية وعلى مرافق موجودة بداخله، خاصة على مستوى المستودعات، إضافة إلى منصات تستجيب للمعايير الدولية في بعض المسابقات الخاصة بالسباحة، كما هو الشأن بالنسبة إلى مسابقة الغطس. إنجاز: صلاح الدين محسن

موطن الرياضة الإفريقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

36 شركة نالت صفقات مشبوهة بالصحة

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات