الجرعة الثالثـة… “فيـروس” التـردد

مواطنون بين مترددين ورافضين لها والدولة تشهر سلاح الحجر لردع المشككين مازال معظم المغاربة يترددون في الإقبال على التلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد منذ البدء في التطعيم بالجرعة الثالثة، تبعا لتوصيات اللجنة العلمية الوطنية والدولية، للتصدي لهذا الوباء الفتاك. وكشفت معطيات جديدة أن 80 في المائة من المغاربة تراجعوا عن التطعيم خلال الأيام الأخيرة، بعدما عرفت عملية التلقيح، سواء بالجرعة الأولى، أو الثانية، إقبالا كبيرا، إلى أن تم تلقيح أزيد من 24 مليون مستفيد من الأولى. وحسب هذه المعطيات، فإن أزيد من 4.6 ملايين مغربي يرفضون التلقيح، أو يتخلفون عن موعده، إما بسبب رفضهم القاطع له، أو ترددهم لمواصلة التطعيم، في ظل مخاوف من تأثير الجرعة الثالثة على سلامتهم، خصوصا أمام انتشار "فيديوهات" على مواقع التواصل الاجتماعي تشكك في نجاعته، ما يعرقل جهود الدولة في مواصلة حربها على الجائحة. وينقسم المواطنون المغاربة بين مرحب بالتطعيم بالجرعة الثالثة ومتردد ورافض لها، بسبب نشر مغالطات غير علمية أثرت بشكل سلبي على السير العادي لعملية التلقيح. وما يثير من مخاوف السلطات، اتساع عدد الرافضين للتطعيم بالجرعة الثالثة، الأمر الذي يعقد عملية التخلص من الإجراءات الاحترازية والعودة إلى الحياة الطبيعية. ورغم إجبارية جواز التلقيح، على غرار ما هو معمول به لدى معظم الدول الأوربية، والإجراءات الوقائية المفروضة من قبل السلطات المختصة، إلا أن ذلك لم يرغم الرافضين للتلقيح بالعودة إلى جادة الصواب، إذ ما زال هناك شبه مقاطعة شاملة للتعزيز بالجرعة الثالثة، رغم حملات التحسيس المتواصلة. وأمام ظهور المتحور الجديد "أوميكرون" أصبح على السلطات المختصة اتخاذ قرارات زجرية في حق الرافضين للتلقيح والمروجين للمغالطات الخاطئة، تماما كما فعلت عندما فرضت إجبارية جواز التلقيح. عيسى الكامحي عدد الملقحين يقترب من مليونين الموظفون الحكوميون ورجال الصحة أكثر إقبالا ومخاوف لدى عامة الناس بعد انتشار الإشاعات رغم أن مخزون المملكة من اللقاحات، يتعدى 13 مليون جرعة، فإن الإقبال تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة بالنسبة إلى الجرعة الثالثة، التي لم تحقق تقدما ملحوظا بعد أزيد من شهرين على اعتمادها من قبل السلطات الصحية، بالنظر إلى تخوف فئات عريضة منها، ورفضها الدخول في ما وصفته بـ"مسلسل الجرعات"، رغم رسالة الاطمئنان التي تبعثها المنظمات الصحية الوطنية والدولية، والتي لم تتمكن من محاربة الإشاعة التي عززت الخوف من هذه الجرعة. وحسب النشرة اليومية لوزارة الصحة، المتعلقة بمستجدات الوضع الوبائي، فإن عدد المستفيدين من الجرعة الثالثة، استقر أول أمس (الثلاثاء)، عند حاجز مليون و٨٥٤ ألفا و١٩٣ مستفيدا، وهو رقم يسائل رغبة المغاربة في تلقي هذه الجرعة، بعد أسابيع طويلة من اعتمادها، إذ أن كثيرين اكتفوا بالجرعتين، اللتين استفاد منهما أزيد من 22 مليونا و700 ألف شخص. وأما بالنسبة إلى الفئات المستفيدة من الجرعة الثالثة، وباقي المعطيات المرتبطة بها من وسط اجتماعي وفئة عمرية، وهل الرجال أكثر إقبالا من النساء أو العكس، فإن وزارة الصحة لا تفرج عن أي من هذه المعطيات، لأسباب غير مفهومة، إذ تكتفي فقط بنشر عدد المستفيدين في النشرة اليومية. ويبدو أن الموظفين الحكوميين، من عناصر الجيش ورجال الأمن الوطني والدرك والقوات المساعدة، إضافة باقي موظفي الإدارات ومؤسسات الدولة، والأطر الطبية وشبه الطبية، الأكثر إقبالا على هذ الجرعة، لأنهم أول من عرضت عليهم، وهناك من هم مجبرون على تلقيها، فيما فئة عريضة من المواطنين، اتخذت موقفا سلبيا من هذه الجرعة، وهناك من يرفضها بشكل قاطع. وتحدثت "الصباح"، إلى عدد من المواطنين، الذين أكدوا توصلهم بالرسائل النصية القصيرة، التي تخبرهم فيها الوزارة بحلول موعدهم من أجل أخذ الجرعة الثالثة، إلا أن جزءا كبيرا متردد، وينتظر ما ستسفر عنه الأيام والأسابيع المقبلة، من تفاصيل أكثر حول أهمية هذه الجرعة، خاصة في ظل انتشار إشاعات مغرضة، تسعى إلى النيل من المصداقية العلمية للقاح، وتروج أفكارا شعبوية، من قبيل أن الحكومات تجرب اللقاح في المواطنين، وأن هناك جرعة رابعة وخامسة، وأن اللقاحات لا تصلح للحماية من الفيروس. ومن جهة أخرى، قال عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، في تصريحات صحافية، إن عدم الإقبال على التلقيح يفسر بتراجع الإصابات والوفيات، خاصة أن إقرار الجرعة تزامن مع ظهور بعض الأعراض الجانبية للجرعتين، ما يجعل الناس متخوفين نوعا ما، رغم أن إمكانية الإصابة بها تكاد تكون منعدمة، مبرزا أن هذا الأمر عاد في المراحل التي يمر منها مسار اللقاحات. عصام الناصيري

الجرعة الثالثـة… “فيـروس” التـردد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاج بسبب المطعم الجامعي بالحسيمة

المقاطعون... "داوين خاوين"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات