مهرجان الناظور بات أكبر من المدينة

بوطيب رئيس مهرجان الذاكرة المشتركة يتحدث عن خلاصات الدورة العاشرة وإكراهات استمراره أجرى الحوار: خالد العطاوي قال عبد السلام بوطيب، رئيس المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، إن إشعاع المهرجان فاق الحدود، وشخصيات عالمية (ثقافية وفنية وحقوقية) تحضر أنشطته، لكنه في المقابل مازال يعاني خصاصا ماليا كبيرا، وغياب بنية تحتية بالمدينة، مشيرا إلى أن هناك عدة خيارات حول مستقبل المهرجان. في ما يلي نص الحوار: > هل حقق مهرجان الناظور السينمائي أهدافه؟ > تحدى المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، للمرة الثانية على التوالي، جائحة كورونا بتنظيم لقاءات وعروض، فرغم قرار تقليص عدد المشاركين، إلا أن حضور فنانين ومثقفين من الأرجنتين والمكسيك وكولومبيا وأفغانستان وإفريقيا، أي حوالي 18 جنسية، جعل من الدورة العاشرة نموذجا في الارتباط الفني والإنساني. والتحدي الثاني للمهرجان، يرتبط بالاحتفال ب10 سنوات على بدايته، وطيلة هذه المدة مازلنا نقاوم لبعث روح ثقافية في المدينة، في غياب اللوجستيك والبنية التحتية، فالمسؤولون عن قطاع الثقافة وحقوق الإنسان في المدينة لا ينتبهون إلى الدور الكبير الذي يلعبه المهرجان، ما دفعها إلى الاقتصار على تنظيم الأنشطة بالفندق. في الدورة نفسها، أدركنا أن كورونا أثبتت دور المرأة الكبير، لذلك كرمنا أربعة منهن، ينتمين إلى مجالات متعددة وجنسيات مختلفة، منهن نجاة بلقاسم السياسية، وليلى الاقتصادية والاجتماعية، وإيزا جميمي، التي تعبر عن التعدد والهوية المتعددة، وفنانة أفغانية التي تعبر عن أهمية تحصين النساء، دون أن ننسى تكريم عبد الله بوصوف، باعتباره مفكرا وباحثا إنسانيا، أي أن المهرجان استطاع إحداث مجموعة إنسانية إيجابية تدعو إلى الانتباه لجودة التعليم، وتحصين الناس صحيا والأمن بمختلف امتداداته، بما فيها الروحية، وتحصين الوطن ومكتسباتها، بعيدا عن الشعبوية. > ما ميز المهرجان إشراك الشباب في ندوات حقوقية ... > بعد عشر سنوات من أول دورة للمهرجان، يمكن القول إننا حققنا نتائج واضحة، فكما تعلمون فإن الثقافة لا تحظى بالأولوية في الناظور، ولا يعتبرها أصحاب القرار المحلي أساس التقدم، ويكفي أن عدد المكتبات قليل يديرها "مناضلون" يشتغلون في الميدان الثقافي، إلا أننا استطعنا إشراك شباب جمعية "نعم نستطيع"، الذين يتوفرون على مستوى أكاديمي عال جدا، ولهم قيم يدافعون عنها، وكان حضورهم متميزا في ندوات "ما بعد كورونا"، و"إلغاء عقوبة الإعدام" بشراكة مع وزارة العدل، وتنظيمهم ندوة حول "السينما والتسامح". > ألا تفكرون في الانفتاح على محيط الناظور في الدورات المقبلة؟ > أود أن أشير إلى أن مركز الذاكرة المشتركة يشتغل أكاديميا في مجال حقوق الإنسان والعدالة والانتقالية والقضايا المتعلقة بالذاكرة والتاريخ والسياسية، ولأننا ننتمي إلى منطقة لها أزمة الذاكرة، وهي منطقة الريف، وجدنا أنفسها مهتمين بإحداث خطوة نحو ذاكرة التحول الديمقراطي بلغة سينمائية، فهي وسيلة لإيصال خطاب المركز الفكري. > وماذا عن مستقبل المهرجان؟ > هناك خيارات كثيرة ستتم مناقشها مع أعضاء الفرق المشرفة على المهرجان، إذ لاحظنا أن المهرجان أصبح أكبر من المدينة، فالنقاش المفتوح لا تستوعبه بنيات المدينة التحتية. هناك عدة خيارات، منها أن يتجول في مناطق أخرى ، مع استمرار نواته في الناظور، واقتراح التواصل مع أفراد الجالية المغربية في الخارج، الذين يعتبرون جزءا من الذاكرة، بتنظيمه في بعض الدول الأوربية أو العربية أو إفريقية، رغم أن هذه الخيارات تحتاج إلى دعم مالي، خاصة أن الداعمين الأساسيين للمهرجان، وأولهم المركز السينمائي، لا نتوصل بمساهمته المالية في الوقت المحدد الذي يمكننا من الاجتهاد ، مما يكبد إدارة المهرجان خسائر مالية وتراكم الديون. هناك أيضا، ارتفاع عدد المهرجانات بشكل كبير، رغم أن رأيي الخاص يدافع عن الاقتصار على المهرجانات الكبيرة التي تحقق إشعاعا، وأن تكون مهنية ومتخصصة ولها هدف محدد سياسي ثقافي حقوقي، ودعمها ماليا من الجهات الوصية.

مهرجان الناظور بات أكبر من المدينة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

2200 مليار دولار قذرة تجوب العالم

تتويج "صفحة من تاريخنا" بجائزة المسيرة

مقالات ذات صلة