شـروط العـودة

العودة للحياة الطبيعية تحولت إلى حلم بسبب التحورات التي يعرفها فيروس "كورونا"، فعند نهاية كل موجة مميتة، يتوهم الجميع أننا وصلنا إلى النهاية، إلا أنه بعد أسابيع، يظهر متحور جديد منذرا بموجة جديدة أشد فتكا من سابقتها. إلا أنه حسب مختصين، هذا الحلم قابل للتحقيق، بشرط واحد، وهو المشاركة بكثافة في عملية التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية، بحكم أن فيروس كورونا شكل الاستثناء بتحوراته غير المتوقعة، والتي تكون أشد شراسة وفتكا، مقارنة مع فيروسات سابقة، رغم أنها سببت مآسي في السابق، من قبيل الأنفلونزا الإسبانية التي قتلت في عامين 50 مليون شخص، في فترة كان الطب يعتمد وسائل تقليدية في العلاج. فالحل الوحيد لتجاوز الجائحة، هو الإقبال الكبير على التلقيح، خصوصا الجرعة الثالثة، وهو الطرح الذي يؤيده بشكل كبير الدكتور أحمد ديبان، مدير المستشفى الإقليمي مولاي رشيد بالبيضاء، فالتلقيح، حسب قوله، هو السبيل للقضاء على الوباء، والدليل أن العديد من الأمراض الخطيرة التي كانت تصيب الأطفال، اختفت من الوجود أو تراجعت خطورتها بسبب التلقيح، من قبيل الشلل، الذي اختفى من الوجود أربع سنوات فقط من اعتماد المغرب الحملة الوطنية للتلقيح ضده في 1986، وأيضا "بوحمرون" وغيره من الأمراض التي كانت تفتك بعدد كبير من الأطفال، فنجح التلقيح في القضاء عليها أو الحد من خطورتها، ما يفيد، حسب الدكتور ديبان، أن التلقيح أكد فعاليته في التصدي لأي جائحة أو وباء مهما كانت خطورته. ولتأكيد صحة هذه المعطيات، أجرى مدير المستشفى الإقليمي مولاي رشيد، مقارنة بين عدد الحالات التي أصيبت بفيروس "كورونا" في بداية تفشي الوباء، والحالات المصابة بعد اعتماد التلقيح وظهور المتحور "دلتا"، إذ شدد بناء على تجربته الميدانية، على وجود تراجع كبير في عدد المصابين بالفيروس في صفوف الملقحين، وأنه حتى من تعرض للعدوى كانت حالتهم الصحية عادية ومستقرة، في حين تزايدت الحالات الحرجة في صوف من لم يطعموا باللقاح أو الرافضين له، وأن العديد منهم فارق الحياة. لهذا ناشد الدكتور أحمد ديبان المواطنين إلى عدم التردد في أخذ اللقاح، خصوصا الجرعة الثالثة، لما لها من فوائد كبيرة، إذ حسب قوله، فالتجارب والدراسات أكدت أنها توفر المناعة ضد الفيروس بشكل قياسي، مقارنة مع المناعة المتوفرة في حالة الاكتفاء بجرعتين فقط، إضافة إلى أن فعالية اللقاح محدودة في الزمن، بحكم أن الفيروس يتطور باستمرار، وبالتالي فأخذ جرعة ثالثة سيقينا من أي انتكاسة صحية. ودعا أحمد ديبان المواطنين، خصوصا كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وضعاف المناعة إلى الإسراع بالاستفادة من لقاح الأنفلونزا، الذي سيوزع في الأيام المقبلة، بحكم أن هذا المرض اختفى السنة الماضية بسبب الجائحة، وبالتالي فالجميع مهدد بموجة شديدة منه، مبرزا أن هدف التلقيح منه، هو تذكير الجهاز المناعي بهذا الفيروس ومواجهته. وبعيدا عن التلقيح، تناقلت وسائل الإعلام بشائر من مختبرات عالمية أمريكية وبريطانية عن أدوية لعلاج "كورونا"، ما سينقل الفيروس مستقبلا من خانة وباء إلى مرض عاد موسمي، يمكن علاجه دون الحاجة إلى المستشفيات وغرف الإنعاش. وبالنسبة إلى الدكتور أحمد ديبان، هناك أمل كبير أن تساهم هذه الأدوية في القضاء على الفيروس، إلا أنه لا يجب التسرع في إصدار أحكام حولها إلى حين تجربتها، مبديا تفاؤلا في تجاوز هذه المحنة، سيما أننا كسبنا تجارب مهمة في كيفية التعامل مع الوباء وصار لنا بنك معلومات مهم حوله، بعد أن كان مجهولا في البداية الأولى لانتشاره. مصطفى لطفي

شـروط العـودة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الانتعاش الاقتصادي معلق بالمناعة الجماعية

الجـواز طريـق الخـلاص

مقالات ذات صلة