الصحراء عقدة النظام الجزائري

فشل في المحافل الدولية رغم شراء الذمم وصرف الملايير على كيان وهمي يحفل عسكر الجزائر بتاريخ طويل من المؤامرات والدسائس لزعزعة استقرار المغرب ، فسياسيا، سعى إلى شراء الذمم داخل المنظمة الإفريقية، و اجتماعيا طرد 350 ألف مغربي من الجزائر ليلة عيد الأضحى سنة 1975، ردا على مشاركة 350 ألف مغربي في المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني. اجتهدت الجزائر لاحتضان بوليساريو باعتباره وليدا غير شرعي، ومنحته كل أموال الشعب، إذ صرفت ملايير الدولارات، من أجل تجييش الرأي العام داخل المنظمات والمؤسسات الدولية ضد الوحدة الترابية والوطنية المغربية، ومثلها لشراء الأسلحة، لخوض حرب استنزاف بالوكالة ضد المغرب. ورغم كل هذا، فقد مد جلالة الملك في خطاب العرش 2019 يده لحكام الجزائر، من أجل كتابة صفحة جديدة عنوانها التنمية والتطور المجتمعي للشعبين الشقيقين وإحياء المغرب العربي، إلا أن نظام العسكر استمر في العداء. ويرى باحثون في العلوم السياسية أن المتصفح لتاريخ البلدين سيخلص إلى أن عسكر الجزائر يعاني "عقدة البطل"، فالحدود الشرقية المغربية شكلت عبر التاريخ آخر نقطة لكل الغزاة، ولم تستطع تجاوزها أعتى الإمبراطوريات، مثل الإمبراطورية العثمانية وقبلها الدولة الفاطمية، ثم بعدهما الجيوش الفرنسية منذ 1830، تاريخ احتلال فرنسا لجزء من الدولة العثمانية سيسمى في ما بعد الجزائر وفي 1962، وما يبرر منسوب العداء للمغرب من قبل النظام الجزائري، ومواصلته أسلوبه عقودا طويلة منذ منتصف الستينات، بغض النظر عن التحولات الدولية والمتغيرات الإيديولوجية والاقتصادية والسياسية. وحسب الباحثين أنفسهم، فإن عداء النظام الجزائري للمغرب واصل سياسته، رغم تغير النظريات الاقتصادية وفشل النموذج الجزائري، حتى وجد الجزائريون أنفسهم في أزمات اقتصادية واجتماعية. ويشير الباحثون إلى أنه " في أوج الحرب الباردة قدم النظام الجزائري نفسه في صف منظومة الشرق المواجهة للغرب وصدق العديد الحكاية وجعل النظام الجزائري من هذا الارتباط المعلن أصلا تجاريا يروج به ومن خلاله مساومات وترتيبات أحيانا بتعال وثقة زائدة، وخلال هذه المرحلة كان العداء للمغرب مستحكما". واستمر عداء النظام الجزائري بموقفه من قضية الصحراء المغربية، وحرصه على وضع العراقيل والحواجز أمام كل إمكانية لتسريع وتيرة الاندماج المغاربي لصالح شعوب المنطقة، رغم أن الجزائر عرفت وضعا مأساويا خلال التسعينات كاد يقترب بها من الحرب الأهلية. إن الأحداث المتتالية للنظام الجزائري لا تقود إلا إلى إنهاكه ونهايته، وعداءه للمغرب ووحدته الترابية لن يسهم إلا في تأجيج أوضاعه الداخلية، بدليل انتفاضة الشعب الجزائري وشبابه، وبرز بوضوح مطلب إجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام، بعيدا عن نظرية المؤامرة التي يروج لها النظام الجزائري. خالد العطاوي

الصحراء عقدة النظام الجزائري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البدوي: تعرضت للاستغلال

رضا: "البلية من الصغر"

مقالات ذات صلة