لبنان والسعودية… أزمة بسبب “حزب الله”

الرياض طالبت بالحد من هيمنته على الساحة السياسية والحكومة اللبنانية تعتبره "شرطا مستحيلا" ما زالت تداعيات الأزمة التي تسببت فيها تصريحات جورج قرداحي، وزير الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، ضد السعودية، مستمرة وتلقي بتبعاتها الخطيرة على لبنان، رغم جميع المحاولات الداخلية والخارجية لرأب الصدع، خاصة بعد دخول حزب الله على الخط، حين طالبت السعودية الحكومة اللبنانية بالحد من دوره وتأثيره، مستبعدة أي نوع من التعامل مع الحكومة اللبنانية في ظل هيمنته على الساحة السياسية، وهو ما اعتبره الرئيس ميشيل عون «شرطا مستحيلا» لعودة العلاقات، فيما وصف وزير الخارجية اللبناني موقف الرياض ب»القاسي»، مؤكدا أن الأزمة أصبحت أكبر من لبنان، بسبب عوامل خارجية وداخلية. وصرح وزير الإعلام اللبناني، في حوار مع برنامج «برلمان الشعب»، الذي عرض على قناة «الجزيرة»، بخصوص موقفه من الحرب على اليمن، التي اعتبرها «عبثية ويجب أن تتوقف»، قائلا إن الحوثيين شعب يدافع عن نفسه ولا يعتدي على أحد. وحين سئل إن كان يرى أن السعودية والإمارات تعتديان على اليمن، أجاب بالتأكيد، مضيفا أنه اعتداء مستمر منذ ثماني سنوات. ويعول لبنان على الوساطة العربية لحل الأزمة، التي ستجهز على ما تبقى من اقتصاده المنهار أصلا، إذ تدخلت قطر من أجل محاولة التوصل إلى تسوية وإعادة بناء جذور الثقة مع بلدان الخليج، التي سحبت سفراءها من بيروت وطالبت مواطنيها بمغادرة البلاد كما منعتهم من السفر إلى لبنان، في الوقت الذي عرضت الإمارات مقر سفارتها في العاصمة اللبنانية للبيع، مشيرة إلى استحالة عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى ما كانت عليه، ما لم يسترجع لبنان سيادته على البلد، في إشارة إلى تحكم حزب الله، الموالي لإيران، في الحكومة اللبنانية، التي تطالب الإمارات والسعودية باستقالتها، واصفة إياها بأنها «حكومة الاحتلال الإيراني» في لبنان. وهو التوجه نفسه الذي عبرت عنه السعودية، في تصريحات لوزير خارجيتها، الذي أعرب عن قلق المملكة بسبب هيمنة «وكلاء إيران» على النظام السياسي في لبنان، الذي يجعل التعامل بين البلدين «دون جدوى». ورفضت الحكومة اللبنانية تقديم استقالتها، كما رفض وزير الإعلام قرداحي الانسحاب منها أيضا، معتبرا أن تصريحاته «قديمة» وصدرت قبل توليه منصبه، وهو المعطى الذي أشار إليه العديد من المحللين السياسيين، الذين اعتبروا أن الأزمة بين السعودية ولبنان لا علاقة لها بتصريحات قرداحي، بل بسبب تهريب المخدرات إلى المملكة وعدم تسليمها بعض المطلوبين للعدالة، إضافة إلى عدم وفاء لبنان بالوعود «الأمنية» التي قطعها للرياض، التي تتهم حزب الله بالمشاركة في ضربها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وبدعم الحوثيين، في الوقت الذي أكد محللون آخرون أن الأزمة بدأت منذ تشكيل الحكومة الجديدة، التي أيدتها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن السعودية لم تكن راضية عنها، لأنها ضمت في تشكيلتها داعمين لحزب الله، والدليل أن السعوديين لم يجروا أي اتصالات مع حكومة ميقاتي حتى قبل الخلاف الدبلوماسي الأخير بسبب تصريحات قرداحي. من جهته، اتهم حزب الله السعودية بمحاولة عرقلة الانتخابات اللبنانية وتدمير الاستقرار، الذي عاد أخيرا إلى البلد، مشيدا ب»الموقف الشجاع والشريف» لجورج قرداحي، رافضا جميع الدعوات إلى إقالته أو دفعه إلى الاستقالة، التي اعتبرها «اعتداء سافرا على سيادة وكرامة لبنان». نورا الفواري

لبنان والسعودية… أزمة بسبب “حزب الله”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الطاس" يقيل مديحي ويعين بوطهير

الحجز يلاحق الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات