نداء تونسي لمبايعة الملك

المطالبة بإلغاء منصب رئيس الجمهورية ومنح صلاحية المرشد الأعلى لأمير المؤمنين دعا لطفي غرس، المعارض التونسي المقيم في كندا، إلى إلغاء منصب رئيس الجمهورية ومنح صلاحية المرشد الأعلى إلى ملك المغرب محمد السادس، بصفته أميرا لكافة المؤمنين. وأوضح الصحافي المعروف بآرائه المناهضة لأنظمة الحكم الشمولية في المنطقة العربية الإسلامية، في بث مباشر على "فيسبوك" من مونتريال، نجاعة اعتماد نموذج تتولى فيه الحكومات والبرلمانات مسؤولية إدارة الشؤون العامة، مع إلحاقها بمظلة إمارة المؤمنين. وانتقد غرس أولئك الذين يعارضون تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى التجارة، التي كانت قائمة بين النبي سيدنا محمد واليهود، مضيفا أن الملك محمد السادس، هو الوحيد القادر على إعادة هذه الدول إلى المسار الصحيح، حفاظا على سيادتها وعدم الاعتماد على المستعمرين السابقين. وليست هذه المرة الأولى التي تتم فيها الإشادة بالملكية، إذ تعددت الأصوات العربية والمغاربية التي تحسب للمغرب تبنيه سياسة مغايرة استفادت من دفعة الربيع العربي وأعطت للمملكة دستورا جديدا ووضعا استثنائيا في المنطقة، واعتبرت تقارير المعاهد المختصة في شؤون إفريقيا والشرق الأوسط، أن المغاربة تبنوا مبادرة ملكهم التي أتاحت محطات انتخابات ديمقراطية متوالية. وخلافا لاتجاهات العديد من الأنظمة السياسية في المنطقة العربية، اختار المغرب دعم خيار الشعب التونسي، باعتبار أن الدولة الجارة كانت مهد الربيع العربي، وعاشت فترة انتقال ديمقراطي بعد إسقاط الثورة نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وعوض تخوف وتوجس الدولة المحاذية، شكلت زيارة الملك لتونس في 2014 مبادرة لترجيح إمكانية إيجاد صيغ للتعامل والتقارب مع التجارب الوليدة للانتقال الديمقراطي. ولم تقتصر الإشادة بالديمقراطية المغربية على المناوئين للأحزاب الإسلامية، بل شهد شاهد من أهلها إثر إشادة "توكل كرمان"، الناشطة الحقوقية اليمنية ذات التوجه "الإخواني"، والفائزة بجائزة نوبل في عز الربيع العربي، بنجاح الديمقراطية المغربية في محاكمة ومعاقبة العدالة والتنمية بالصناديق دون مناصرة انقلاب سياسي أو تدخل عسكر أو "بلطجة" مليشيات. ووضعت انتخابات 8 شتنبر التجربة المغربية في دمج الإسلاميين تحت الأضواء على الصعيد الدولي، خاصة عندما تقارن مع تجارب أخرى في المحيط الإقليمي والعربي، أجهض بعضها وتواجه أخرى مطبات وتعقيدات، في حين كانت تجربة مشاركة الإسلاميين المغاربة أكثر إيجابية، مقابل تشدد بعض البلدان في تعاملها مع الإخوان وصل حد المواجهات الدموية. وساهمت طبيعة النظام السياسي في إنجاح هذه التجربة ودعمها إلى النهاية، إذ تفاعل مع الإسلاميين بشكل إيجابي، وأتاح التدرج في دمجهم حتى أصبحوا أحد مكونات اللعبة السياسية، وأصبحوا أكثر وعيا بتعقيدات الواقع السياسي، وبأن القرارات تتطلب التواصل مع الفرقاء، من أجل خلق تحالفات يستطيعون من خلالها تقوية موقعهم التفاوضي. وبعد عقد من الدمج السياسي وتدبير الشأن العام في الحكومة والمدن الكبرى والصغرى، أصبح وجود الإسلاميين رهين الاقتناع الشعبي بشرعية الإنجاز أو عدمها لدى هذا المكون السياسي، لكن المواطنين رأوا بأن الحزب لم تعد له القدرة على الاستجابة للمطالب والحاجيات. ياسين قُطيب

نداء تونسي لمبايعة الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كواليس الفرق

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات