الاستعداد للتقاعد مهم لتجاوز المشاكل النفسية

أمال شباش أخصائية العلاج النفسي والجنسي أكدت أن المقبل على التقاعد مطالب بتغيير أهدافه شددت أمال شباش، أخصائية العلاج النفسي والجنسي، على ضرورة التخلص من فكرة أنه يفترض على المتقاعد أن يهيئ للآخرة، دون عيش ما تبقى من حياته بطريقته الخاصة، مؤكدة أن الحصول على التقاعد بداية مرحلة جديدة وليست نهاية الحياة. وأكدت شباش في حوار أجرته معها "الصباح" أنه بطرق بسيطة يمكن تجنب الآثار النفسية للتقاعد، مشيرة إلى أن الاستعداد لهذه المرحلة المهمة في حياة كل إنسان، ودعم العائلة، ضروريان لتجاوز كل المشاكل التي يمكن أن ترافق التقاعد. في ما يلي نص الحوار: غالبا ما يكون التقاعد مرحلة غير محببة عند الكثير من الأشخاص، هل الأمر له علاقة بالجانب النفسي؟ كل شخص سيصل إلى مرحلة التقاعد في كل الحالات سواء يشتغل بالقطاع العام أو الخاص، سيما أن قدرته الجسمانية لن تقوى على دوام العمل بشكل طبيعي. لكن فئة كبير من الأشخاص يمكن أن تعيش مشاكل نفسية بعد الحصول على التقاعد، خصوصا إذا لم يستعدوا لهذه المرحلة المهمة في حياة كل شخص، أو أنهم يتغاضون عنها أو أهملوا التفكير فيها، معتبرين أنهم لن يصلوا إلى تلك المرحلة. هل وقع التقاعد يكون ذاته بالنسبة إلى الرجال والنساء؟ الأمر يختلف، إذ أن وقع التقاعد وآثاره يكونان كبيرين لدى الرجال أكثر من النساء، سيما الذين كانت لديهم السلطة وكانوا في مركز القرار في مهنتهم، اعتقدوا أنهم دائمون في منصبهم، وأن السن لن يكون عاملا أمام الاستمرار فيه، متجاهلين أن المسؤولية ليست دائمة رغم أنها أعطتهم القوة والسلطة، وبالتالي بعد أن يحال على التقاعد يفقد هويته، ويشعر بالاكتئاب ويتصور أنه غير مرغب فيه في مجتمعه، وأن عائلته تحتقره بسبب فقدانه السلطة. كما أن دراسات عديدة أكدت أن المتقاعدين ينتابهم قلق كبير، نتيجة وصولهم إلى مرحلة لم يستعدوا لها نفسيا، ويعانون أمراضا متعددة، وتصير مشاعرهم حساسة بشكل كبير. كيف يمكن تجنب آثار التقاعد النفسية؟ يمكن ذلك بطرق بسيطة جدا، أولاها الوعي بأن الحياة مراحل وكل مرحلة لها مميزاتها، وثانيا الإيمان بأن أي شخص يمكن أن يصل إلى مرحلة التقاعد وأنه سيعيشها بكل تفاصيلها سواء استعد لها أم لا، وفي الوقت ذاته العيش بشكل طبيعي، ثم تغيير معنى حياة المقبل على التقاعد أو المتقاعد، إذ لابد أن يتغير هدفهم في الحياة، وأن يغيروا ما كانوا يسعون إلى تحقيقه في المراحل السابقة من العمر، مع العلم أن الأشخاص في هذه المرحلة يتسمون بصفات ايجابية عديدة، إذ تكون لديهم الخبرة الكافية لمواجهة الحياة والمشاكل التي يمكن أن تعيق ما تبقى من حياتهم، الأمر الذي سيؤهلهم للحصول على عمل يناسبهم ويناسب المرحلة التي هم يتخبطون فيها. هل يمكن القول إن للعائلة دورا كبيرا في تخفيف آثار التقاعد أو المقبل عليه؟ بطبيعة الحال، سيما أن المتقاعد يعتقد أن دوره انتهى مباشرة بعد حصوله على التقاعد، وأن عائلته لن تحتاجه، خصوصا أن الجانب المادي يتغير أيضا بعد التقاعد، من أجل ذلك أشدد على ضرورة التخلص من تلك الأفكار، لأن المال لا يمكن أن يعطي للشخص قيمته داخل العائلة، ومن الضروري أن يتسلح المتقاعد بالاحترام ليحتفظ بصورته أمام عائلته. ومن جهة أخرى على العائلة أن تهتم أكثر بالمتقاعد وأن تشعره بأهميته، سيما أنه أعطى الكثير، ومازال يمكن أن يعطي لأن التقاعد بداية مرحلة جديدة وليست نهاية. يكثر "النكير" عند بعض المتقاعدين ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة تهم عائلاتهم، هل يمكن تفسير الأمر بالحالة النفسية التي يعيشها المتعاقد؟ في هذه الحالة، يحاول المتقاعد البحث عن الأهمية، سيما أن بعض الزوجات يهملن أزواجهن مباشرة بعد أن يحصلن على التقاعد ويتجاهلن العلاقات الحميمية التي تجمعهن بهم، وهذا خطأ كبير تقع فيه الكثير من النساء يجب تجنبه، كما من الضروري أن يتخلى المجتمع عن فكرة أن الأشخاص كبار السن ومتقاعدين يجب أن يهيئوا للآخرة، مع العلم أن الشخص يجب أن يهيئ لها منذ وعيه وفي مرحلة الشباب وربما في مرحلة المراهقة. الأكيد أن لهذه المرحلة من الحياة إيجابيات، ما هي في رأيك؟ أهم شيء إيجابي في مرحلة التقاعد أن المتقاعد لديه الوقت الكافي ليمارس هواياته، وأن يعيش حياته بشكل جديد، سيما أنهم حققوا ما على عاتقهم وربوا أطفالهم وعلموهم، في هذه المرحلة يمكن أن يحقق المتقاعد حلمه ويعود إلى البادية بعيدا عن الضجيج والاكتظاظ.أجرت الحوار: إيمان رضيف

الاستعداد للتقاعد مهم لتجاوز المشاكل النفسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رياضة الحامل تحفز دماغ الجنين على النمو

خلاف بين رباح وبوليف بسبب دفاتر التحملات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات