النصب على حالمين بـ”الحريك” بمكناس

شباب وجدوا أنفسهم ضحية شبكات إجرامية فاقمت أزمتهم بعد الاستيلاء على مدخراتهم في ظل البطالة والوضع الاقتصادي الراكد، تتزايد محاولات المغاربة للوصول إلى الديار الأوروبية، على أمل إيجاد فرص أفضل لحياتهم ومستقبلهم. ودفع تشديد السلطات المغربية إجراءات المراقبة في السواحل القريبة من إسبانيا شمالا، وإغلاق معبر سبتة، المئات من الشباب المغربي إلى سلوك طريق آخر أكثر خطورة. إذ منذ بداية انتشار جائحة كورونا أصبح الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية انطلاقا من السواحل الصحراوية وجهة مفضلة لعدد من المغاربة، الذين لم تثنهم الأخبار المفجعة بشأن غرق عدد ممن سبقوهم عن ركوب أمواج الأطلسي، أملا في تحقيق حلم الوصول إلى أوربا. وفي سياق الجهود المكثفة والمتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية لمكافحة الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، فقد أفادت مصادر عليمة، أن عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أزرو ، بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت من تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في تنظيم الهجرة السرية إلى الديار الأوروبية، بعدما جرى إيقاف العقل المدبر للعصابة و شريكه، وهما من ذوي السوابق القضائية في العديد من الأنشطة الإجرامية، ومازال البحث جاريا عن باقي أفرادها، بعدما نصبوا على العديد من الضحايا، معظمهم من الشباب، وسلبهم مبالغ مالية متفاوتة قدر مجموعها بحوالي 30 مليون سنتيم في ظرف زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر. وتمكنت العصابات الإجرامية من النصب على الحالمين بالهجرة، بعد أن تم إيهامهم بقدرتها على تهجيرهم إلى الضفة الأخرى عبر أمواج الموت، ليكتشفوا في نهاية الأمر، أنهم وقعوا ضحايا نصب و احتيال من قبل أفراد العصابة. ما استنفر العناصر الأمنية بآزرو، التي قامت بتحريات ميدانية، بناء على العديد من الشكايات و بتعليمات من النيابة العامة المختصة، مكنت من تحديد هوية الفاعلين و ظروف وملابسات هذه القضية، فضلا عن الكشف عن جميع امتدادات تلك العصابة الإجرامية الخطيرة وارتباطاتها سواء داخل المغرب أو خارجه. وفي سياق متصل، وفي ظل تفشي جائحة كورونا ببلادنا، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن مكناس، من تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في الهجرة السرية والنصب والاحتيال بمنطقة بوفكران، إذ كانت توهم ضحاياها بتهجيرهم سريا إلى الديار الأوروبية ، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و 30 ألف درهم، للحالة الواحدة أو ما يعادل قيمتها من الذهب والمجوهرات. واستعانت العصابة بموظف متقاعد ببلدية بوفكران جرى توقيفه أيضا مع حجز كمية مهمة من الحلي والمجوهرات، عثر عليها في بيته،تبين من خلال البحث التمهيدي أنها من محصلات النشاط الإجرامي المقترف من قبل أفراد العصابة، ما دفع العناصر الأمنية إلى الاستماع إلى زوجته في إطار تعميق البحث قبل إخلاء سبيلها. كما قادت التحريات الميدانية التي باشرتها المصالح الأمنية في النازلة إلى اعتقال ثلاثة أشخاص أحدهم "سمسار"، تقتصر مهمتهم على البحث واصطياد ضحايا الهجرة السرية من الجنسين ومن مختلف الأعمار، قبل الإلقاء بهم في شباك عصابة النصب والاحتيال مقابل مبالغ متفاوتة. وتمكنت العصابة المذكورة من الإيقاع بحوالي 60 ضحية نصب معظمهم من الشباب، وقد مكنت التحريات الميدانية والتقنية كذلك من الكشف عن هوية العديد من المتورطين بشكل غير مباشر في هذا النشاط الإجرامي المحظور، من بينهم شخصيات تحظى بمكانة وازنة في المنطقة، على حد تعبير المصادر. حميد بن التهامي (مكناس)

النصب على حالمين بـ”الحريك” بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاكتئاب الموسمي... الضيف الثقيل

المتوسط مقبرة المهاجرين السريين

مقالات ذات صلة