“بيجيدي” يتسلل إلى المقاطعات

راهن على ترهل التحالف الثلاثي وساير تناقضاته قبل أن يقرر الانقضاض على مجالس ارتفعت أسهم العدالة والتنمية بمقاطعات المدن الكبرى، وبعض الجماعات المحلية وفي انتخابات تشكيل المكاتب المسيرة، رغم حصوله على رتب متأخرة في الانتخابات المحلية يوم 8 شتنبر الجاري. ولجأ وكلاء لوائح ومترشحون حاصلون على تزكيات أحزابهم في مقاطعات بالبيضاء إلى خدمات مستشاري العدالة والتنمية، لاستكمال أغلبيات جديدة، خارجة من رحم التحالف الثلاثي بين التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال الذي وصل إلى الباب المسدود. عملت «الصباح» أن منتخبي العدالة والتنمية، على قلتهم، أضحوا عملة نادرة يبحث عنها أعضاء من التحالف الثلاثي، إذ أقفل عددهم من المنتمين إلى الحزب الإسلامي، «المكردع» في استحقاقات شتنبر 2021، هواتفهم في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات مع قيادتهم الجهوية والوطنية. وقالت مصادر إن منتخبين من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال لم يجدوا أي حرج في ربط الاتصال مع أعضاء في العدالة والتنمية من أجل إقناعهم للانضمام إلى أغلبيات جديدة مشكلة على أنقاض التحالف الثلاثي الذي تعرض في الأسبوع الماضي إلى ضربات موجعة، وصلت حد تبادل الضرب والتهديد والكشف عن «الملفات». وأبدى مستشارون في العدالة والتنمية في عدد من المقاطعات موافقتهم المبدئية على الانضمام إلى بعض الأغلبيات، توسيعا لهوة التناقضات وتقوية حدة الصراع بين الأحزاب الثلاثة، قبل أن يفاجأ الجميع، مساء أول أمس (السبت) وأمس (الأحد)، بحصول وكلاء لوائح منتمين لـ»بيجيدي» على تزكيات رسمية من أجل المنافسة على رئاسة بعض المقاطعات. وأربك دخول العدالة والتنمية في عين الشق ومرس السلطان وعين السبع وسيدي عثمان ومولاي رشيد، وحتى في بعض مقاطعات عمالة أنفا، حسابات التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال وحلفائهم. وشرع مرشحو العدالة والتنمية في جمع أغلبيات في عدد من المقاطعات، ينافسون بها أغلبيات مرشحين آخرين، كما قدمت وعود لأعضاء في أحزاب خارج التحالف بحصولهم على امتيازات ومناصب متقدمة مع العدالة والتنمية، أكثر إغراء من تلك المقدمة لهم من أحزاب التحالف. وأكدت المصادر نفسها أن العدالة والتنمية انتظر لحظة الإنهاك الكلي لأحزاب التحالف لينقض على التحالفات المعدة سلفا، إذ بدأ الحديث بالبيضاء عن الطريق الثاني الذي يمثله «بيجيدي»، لإنقاذ بعض المقاطعات من عودة الوجوه القديمة التي تخوض حروبا شرسة تستعمل فيها جميع الأسلحة. وأضعفت قرارات وتحالفات وطرق تنسيق وتفاوض وكثير من الكواليس، التحالف الثلاثي، إذ وصل الأمر حد تقديم ترشيحات مضادة في المقاطعة نفسها، بل وصلت العدوى إلى مقاطعات كانت هادئة ومحسومة بنسب كبيرة، مثل مقاطعتي الفداء ومرس السلطان. ففي مقاطعة مرس السلطان، قدم محمد بنجلون التويمي، وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة، ترشيحا للرئاسة إلى جانب محمد بودريقة (التجمع)، ما أثار صخبا طيلة أول أمس (السبت)، تحركت على إثره هواتف وعقدت اجتماعات عاجلة، وانتهى بسحب المعني لترشيحه، أمام استغراب الجميع. في هذا الوقت، وضع عبد الرحمن الدرعي، عن العدالة والتنمية، ترشيحه للرئاسة نفسها، ما خلط ما تبقى من أوراق. يوسف الساكت

“بيجيدي” يتسلل إلى المقاطعات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأغلبية تتفق على الهيكلة الحكومية

الحرس القديم

مقالات ذات صلة