الاتحاد… الحزب الذي أغلق الباب في وجهه

بعدما تشبث زعيمه بالمشاركة وجد نفسه ضحية للمعارضة المفروضة في الدقيقة 90 لم يعتقد إدريس لشكر أن استقباله من قبل عزيز أخنوش رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، في إطار المشاورات التي عقدها بمقر حزب التجمع الوطني للأحرار والتي خصصت لعدد من الأحزاب الأخرى ستكون مجرد "برتوكول" و"عرف يتم العمل به استعدادا لتشكيل الحكومات الجديدة. وفي الوقت الذي كان فيه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي يصر على الوجود ضمن الأغلبية التي ستشكل حكومة عزيز أخنوش، ويردد في خرجاته الإعلامية وبلاغاته "المطروزة» أن موقع الحزب هو أن يكون جزءا من الفريق الحكومي»، وأن الحزب متشبث بمشاركة القوى التواقة للتغيير، التي عبرت صناديق الاقتراع ونتائجها عن رغبتها في أن تتحمل المسؤولية لتفعيل النموذج التنموي الجديد والإدماج المجتمعي، كان المحللون السياسيون يؤكدون أن حزب بن بركة سيكون خارج التحالف الحكومي، وأن ما يردده لشكر لا يعدو أن يكون متمنيات ومحاولات للضغط واستجداء للمشاركة في حكومة أخنوش بأي طريقة كانت. وقبل أن يتلقى إدريس لشكر الصدمة، خرج حزبه الأحد الماضي، ممثلا في المجلس الوطني ليعلن ترحيبه بالمشاركة في الحكومة في حال تلقيه عرضا مقبولا ومنسجما مع طموح تشكيل حكومة متضامنة ومنسجمة وقوية... وأوضح لشكر في كلمته الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، أن الحزب ينتظر عرضا سياسيا مفصلا من رئيس الحكومة المعين لتشكيل الأغلبية، مبرزا «أن هذا العرض هو الذي سيحدد موقفنا النهائي من المشاركة في الحكومة»، مضيفا «موقع الحزب هو أن يكون جزءا من الفريق الحكومي لمرافقة المرحلة المقبلة وإنجاح مشروع النموذج التنموي وأن الاتحاد يسعى لأن يكون جزءا من التدبير الحكومي، وسيحرص على نظافة اليد وخدمة الوطن وإنجاح مهام الحكومة المقبلة». ولأن ملامح التحالف الحكومي المشكل لحكومة عزيز أخنوش، ظهر من خلال تحالفات الأحزاب الثلاثة في ما يتعلق بتشكيل المجالس المنتخبة، وعدم توصل قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي بأي عرض للمشاركة في الحكومة المقبلة، أيقن لشكر أن المعارضة هي ما تبقى له، وما عليه سوى الخروج ليلة الأربعاء في بلاغ رسمي يكشف فيه تبني خيار المعارضة، قبل تنظيم الندوة الصحافية التي سينظمها رئيس الحكومة للإعلان عن الأحزاب المشاركة ضمن حكومته. وفي اليوم نفسه الذي نُظم فيه اللقاء الصحافي للإعلان عن تحالف الأغلبية الذي يشكل حكومة أخنوش، عقد إدريس لشكر ندوة صحافية أعلن فيها خروج الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة، ووجه فيها ساهم النقد إلى التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال واصفا إياها ب"المثلث المتغول». وكشف لشكر أن حزبه أول من تفاجأ بالتحالف الثلاثي الذي يجمع الأغلبية، معتبرا إياه ضارا ويحاول إنهاك جميع التنظيمات السياسية الأخرى، مشددا على أن التحالف أساء إلى العرس الديمقراطي الذي خاضته البلاد في 8 شتنبر الجاري. واعتبر عدد من المحللين السياسيين أن مهاجمة لشكر للتحالف الثلاثي المكون للحكومة المقبلة، ما هو إلا تعبير عن الصدمة التي حلت به بعد أن تم التخلي عنه، منتقدين الوضع الذي آل إليه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في عهد إدريس لشكر الذي كان يستجدي المشاركة في حكومة أخنوش بأي طريقة، في الوقت الذي كان فيه حزب المهدي بنبركة يقام له ويقعد. محمد بها

الاتحاد… الحزب الذي أغلق الباب في وجهه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلاف البرامج لا يفسد التحالف

الأحرار و"البام" يحسمان رئاسات 14 جماعة بالدريوش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات