تراكمات الماضي تورط زوجة

أوقفت بتهمة الخيانة بعد أن فشلت في علاقة حب وتزوجت دون اقتناع إنجاز: محمد العوال (آسفي) انقلبت حياة "أسماء" رأسا على عقب، وتغيرت فجأة أشياء كثيرة، إذ غادرت مقعد الدراسة الجامعي بسبب مشاكل عاطفية، وقررت في لحظة غضب، ومحاولة الخروج من وضع نفسي مأزوم، الزواج من ابن الجيران.. لكن فجأة ستجد نفسها تتقلب فوق جمر الخيانة. ازدادت "أسماء" في 1989 وسط أسرة متوسطة الحال، مكونة من أربعة أفراد، إذ كانت البنت الوحيدة التي تنال عطف ورضا والديها، إذ لا يترددان في توفير كل متطلباتها والاستجابة إلى كل رغباتها. تابعت دراستها الابتدائية، ثم الإعدادية بالتعليم الخاص، قبل أن تلتحق بالثانوية، إذ تابعت دراستها بكل جد واجتهاد، واستطاعت الحصول على الباكلوريا بميزة حسن. الكثير من زميلات "أسماء" يعتبرنها محظوظة، أولا لأن أسرتها كانت توفر لها كل متطلبات الحياة، فضلا عن الحرية والثقة، التي تتمتع بها من قبل أفراد أسرتها. رغم أن "أسماء" كانت مجدة في السلك الثانوي وحصلت على نتائج مشرفة، فإن التحاقها بالجامعة، قلب عليها كل المواجع، وتراجع مستوى تحصيلها الدراسي، وهكذا حصلت على نقطة اعتبرتها الأسرة متدنية في نهاية الموسم الجامعي الأول، ما جعل الأسرة تغير من طريقة تعاملها مع "أسماء" المدللة. استمر الوضع على ما هو عليه خلال الموسم الجامعي الثاني، لتقرر "أسماء" وهي في منتصف السنة الثانية جامعية التوقف عن الدراسة، إذ رغم محاولات أفراد أسرتها، من أجل ثنيها عن قرار الانقطاع الدراسي، إلا أنها كانت مصرة على قرارها، وكان لها ما أرادت. الكثيرون من أفراد أسرتها، حاولوا إيجاد تبرير لهذا الإخفاق الجامعي لأسماء التي دشنت مسارا دراسيا جيدا منذ البداية إلى حدود الثانوي، دون جدوى. وحدها الفتاة تعرف السر الكامن وراء هذا الإخفاق، والسر الذي أخفته أسماء عن أفراد أسرتها، وباحت به لزميلاتها في الدراسة فقط، هو علاقة عاطفية ربطتها مع أستاذ يكبرها بعشر سنوات، إذ أغرمت به، خصوصا أنه كان يظهر لها حبه وولعه بها، غير أنها اكتشفت بعد شهور فقط، أنه كان مجرد شخص مخادع، استغل سذاجتها من أجل إشباع نزواته، واكتشفت في ما بعد أنه متزوج وأب لطفلين، علما أنه أخبرها أن غير متزوج، ويعتبرها زوجة مثالية. الزواج الخطأ تقدم الشاب "أمين" لخطبة "أسماء" التي تعتبر ابنة الجيران، إذ كان يتميز بسلوك حسن وسط الجيران، ورغم ذلك ظلت أسرة أسماء مترددة في الاستجابة لطلبه رفقة أسرته، خوفا من رفضها له، لكن المفاجأة أن الأخيرة أبدت موافقتها على الفور دون أي قيد أو شرط، سيما أن مدخول أمين غير قار، على اعتبار أنه يشتغل بمحل لبيع العطور و"المكياج". كان الأمر مفاجئا لأسرة أسماء، في حين أنها كانت تبحث عن أي علاقة ولو كانت زواجا للخروج من معاناة نفسية، سببها غدر الحبيب الذي تعلقت به. مر حفل الزواج، وانتقلت أسماء إلى بيت زوجها، ومرت الأيام الأولى بشكل عاد، قبل أن تتغير العلاقة وصارت الشجارات، تطبع علاقتها الزوجية بزوجها. الخيانة في يوم صيفي مشمس، ضبطت أسماء بفيلا قرب آسفي، رفقة شخص آخر، إثر إخبارية توصلت بها عناصر الدرك الملكي، بعد تعميق البحث من قبل الضابطة القضائية، إذ أقرت المتهمة بواقعة الخيانة الزوجية، رفقة خليلها المتزوج هو الآخر، ليتم وضعهما رهن الحراسة النظرية، قبل تقديمهما أمام النيابة العامة، التي أفرجت عن الزوج، بعد تنازل زوجته، وأبقت على الزوجة رهن الاعتقال الاحتياطي. بعد مثول "أسماء" أمام القاضي الموكول له البت في الملف، طرح العديد من الأسئلة عله يجد تبريرا لفعل جرمي قامت به الزوجة، فجاءت الأجوبة على لسان المتهمة، بشكل انسيابي، وكأنها تروي وقائع مسلسل درامي. فأسماء، حسب تصريحاتها أمام المحكمة، تزوجت من المتهم، قبل أزيد من سبع سنوات، وكانت الحياة عادية تماما، خلال الأشهر الأولى، غير أنه مع مرور الوقت اكتشفت أن الفارق التعليمي بينها وبين زوجها، ينغص إلى حد ما العلاقة الزوجية، إذ اكتشفت أن هناك اختلافا فكريا كبيرا، فضلا عن الاختلاف في الميولات في عدة مجالات، ما جعلها تبحث عن من يشاركها تفكيرها، ويسمع آهاتها ومعاناتها، ويسد ذلك الفراغ التي تعيشه في حياتها. وأردفت قائلة "كانت البداية عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كنت أعبر عن أفكاري وشعوري، وأناقش المواضيع التي لا أجد لها آذانا صاغية لدى زوجي، دون أن يكون في مفكرتي ركوب قطار مغامرة جنسية، خارج النطاق الشرعي، فكان أن التقيت بكمال (خليلها) المتحدر من المحمدية، إذ كان يشاركني بتعليقاته بعض الأفكار التي أطرحها، ما جعلني أحس أن هناك تقاربا فكريا بيننا، إذ صرنا نتبادل الآراء، وسرنا نكلم بعضنا البعض هاتفيا". وتضيف أسماء أن ما جعلها تشعر بنوع من الإحباط، هو أنها طيلة خمسة أشهر تقريبا، وهي تتواصل دائما مع خليلها، دون أن يكترث الزوج بالأمر، إذ حتى إدمانها على موقع للتواصل الاجتماعي، لم يجعله يبحث يوما عن سبب اهتمام زوجته بذلك أكثر من اهتمامها ببيتها. محاكمة تطورت الأمور إلى لقاءات من حين لآخر، إذ كانت تستغل أسماء رحلتها نحو البيضاء لزيارة أهلها، لتلتقي هناك كمال، ويواصلان تبادل نقاشاتهما، التي لم تعد رهينة العالم الافتراضي فقط، بل تعدته إلى الواقع. خيم صمت رهيب على قاعة الجلسات، الكل يسمع حكاية تنساب بكل ثقة في النفس، رغم أن بطلة القصة، وراء قفص الاتهام، وتعلم ما ينتظرها. صمتت أسماء للحظات تغالب دموعها، "واش باقي عندك متزيدي" يسأل القاضي، ليأتي الجواب، "مازال مكملتش"، تقول أسماء التي أردفت، أنها فجأة وجدت نفسها في فراش الرذيلة، والتقى الجسد بالجسد، وعزفت سمفونية الخيانة مع خليلها، لتنطلق معاناة نفسية، جعلتها تقرر رفع دعوى للطلاق، بعدما أوهمها كمال أنه غير متزوج، ومستعد للزواج بها. تعددت اللقاءات بتعدد الأماكن والفضاءات، وتقلبت أسماء فوق جمر الهوى، وانجرفت مع تيار أفكارها، الذي قادها إلى غرفة مظلمة، يلتقي فيها جسدان على فراش واحد، دون أن يكون بين أفكارها تفسير واحد لما يجري. لكن بعد اعتقالها كانت الصدمة، وكان الانهيار التام والشعور بالذنب، بعدما اكتشفت أسماء أن خليلها متزوج، وأب لطفل يبلغ من العمر ست سنوات، وأن كل تلك الهمسات والتعابير الشاعرية، التي كان يبوح بها لأسماء مجرد وهم وسراب، كان المبتغى منه أن يكتشف تضاريس جسد أسماء، التي نالت أربعة أشهر حبسا نافذا، لتنتهي بذلك قصة زواج قادها إلى سفينة الخيانة، وتوقف بها بالسجن المدني لآسفي.

تراكمات الماضي تورط زوجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقتطفات

"زنقة كونتاكت"... انتقادات قبل العرض

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات