تكريس الحكم الذاتي

> كيف تقرؤون تعيين دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وتواصل فتح القنصليات؟ > يمثل تعيين دي ميستورا مبعوثا أمميا للصحراء، في ضوء اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، وكذا فتح نحو 25 دولة لقنصليات لها في العيون والداخلة، نوعا من الضمانة على مستوى تفعيل الوساطة الأممية في قضية الصحراء بصورة ايجابية بالنسبة إلى المغرب، خاصة أن هذا التعيين جاء عقب الانتصار، الذي حققته القوات المسلحة الملكية بتطهيرها لمعبر "الكركرات" من العناصر الانفصالية، وكذا سيطرتها على المنطقة العازلة على الحدود المغربية الموريتانية. في المقابل، دفعت هذه الانتصارات النوعية، التي حققها المغرب، الجماعة الانفصالية ومن ورائها الراعي الجزائري لارتكاب أخطاء قاتلة بالنسبة إلى مستقبل مشروعهما الانفصالي، تمثلت بالخصوص في خرقهما من جانب واحد لوقف إطلاق النار وإعلانهما استئنافا كاذبا للقتال ضد الجيش المغربي، على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة وبعلم المراقبين الأمميين لبعثة المينورسو. وإدراكا من الجانب المغربي بأن المبعوث الأممي الجديد سيبني الجزء الأساسي من مشروع إستراتيجيته للتحرك من اجل التقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية، وإيجاد الحل السلمي المنشود، فإنه بادر إلى إبلاغ الأمم المتحدة موافقته على تعيين دي ميستورا مبعوثا خاص للأمم المتحدة لقضية الصحراء، بعد تردد دام فترة لا يستهان بها. > هل هناك أمل في أن تسفر جهود المبعوث الجديد في تجاوز تعنت النظام الجزائري، خاصة بعد قطع العلاقات مع المغرب والعودة إلى المفاوضات ؟ >لا أعتقد أن قطع العلاقات مع المغرب، سيمنع النظام الجزائري من التعاطي مع مقترحات المبعوث الأممي من موقع "الملاحظ "، وأظن أنه سيلجأ شأنه في ذلك شأن العناصر الانفصالية، لابتزاز الأمم المتحدة، من خلال مطالبتها بإعادة الوضع إلى ما كان عليه ما قبل تحرير الكركرات، واستعادة الجيش المغربي للمنطقة العازلة، في محاولة منه لإعاقة مهمة المبعوث الأممي، والحيلولة، ولو مؤقتا، دون التوافق على حل سلمي يتيح للأمم المتحدة تكريس الوحدة الترابية للمغرب على المستوى الدبلوماسي الأممي، بعدما تكرست عمليا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. > ألا ترون أن التحولات الجيوإستراتيجية وتنامي مخاطر الجماعات الإرهابية في بلدان جنوب الصحراء باتت تفرض تحديات على بلدان المنطقة ومنها المغرب ؟ > بالفعل، تعيش منطقة الساحل والصحراء تحولات جيوإستراتيجية غير مسبوقة، وتتهددها أعمال إرهابية خطيرة في ظل انقلابات عسكرية مسترسلة، واضطرابات سياسية غير مسبوقة، لا تقتصر مخاطرها على البلدان المعنية مباشرة بها، بل تطول جميع بلدان الجوار المغاربي، بل وحتى المتوسطي الأوربي. ورغم هذه التحديات الأمنية الكبرى التي أصبحت تفرض نفسها على الجميع، فإنه لا يمكن التعويل في هذا الباب على النظام الجزائري، بعدما تحول إلى نظام مارق استثمر في الإرهاب خلال العشرية السوداء على الصعيد الداخلي، ثم زرع عشرات الخلايا الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء بعد ذلك، بل إنه لم يتردد حتى في تحريك هذه الخلايا عمليا، كما فعل أخيرا بتسخيرها لمهاجمة سائقين مغاربة آمنين على طريق دولي في مالي، أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة ثالث، في محاولة منه لضرب الأنشطة التجارية المغربية المشروعة في منطقة الساحل والصحراء وبلدان غرب إفريقيا. أجرى الحوار:ب . ب *باحث مهتم بالشأن المغاربي

تكريس الحكم الذاتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يد ممدودة وأصبع على الزناد

العلاقات المغربية الإسبانية... بداية جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات