يد ممدودة وأصبع على الزناد

ردود الأفعال المغربية في مواجهة التصعيد الجزائري توزعت بين رسائل الحوار ولغة السلاح لم تقتصر ردود الأفعال المغربية في مواجهة التصعيد الجزائري على اليد الممدودة، بل حملت المستجدات المسارعة إشارات بلغة السلاح، كان آخرها تعيين الجنرال الفاروق بلخير، من قبل الملك مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، إذ أفصح بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، على أن اختيار الجنرال دوكور دارمي لهذا المنصب «تم نظرا لمؤهلاته المهنية وروح المسؤولية العالية التي تحلى بها في مختلف المهام التي أسندت إليه». وتضمن البلاغ المذكور تلميحا مفاده أن التعيين سيكون له ما بعده في الصحراء، إذ لم يقف القرار المؤشر عليه من قبل الملك القائد الأعلى للجيش ورئيس أركان الحرب العامة عند حدود التنويه بل شدد على أنه سيواصل ممارسة مهامه قائدا للمنطقة الجنوبية، ليجمع بين مهمتين كبيرتين، في إطار مهمة أكبر. وصعد نجم الفاروق عند قيادته عملية تحرير معبر الكركرات من مليشيات العصابات المسلحة، التي أسندت لها الجبهة الانفصالية مهمة استفزاز الجيش، لاختلاق أحداث وتشويش على ملف الصحراء، وما أعقب موقعة المعبر من قرارات لمجلس الأمن للأمم المتحدة وتقرير الأمين العام الأممي، تؤيد كلها الحل السياسي للنزاع المفتعل، بما يتماشى مع مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب ويعتبر من قبل أغلب دول العالم بأنه حل موثوق منه. لكن في ظل هذه الانتصارات الدبلوماسية التي أحرزها المغرب سقطت «بوليساريو» في مستنقع سيناريو خطير بمباركة الجزائر ودعمها، تحديتا من خلاله المجتمع الدولي والأمم المتحدة باستعمال عدد من المحتجزين، شيوخا ونساء وأطفالا، أذرعا بشرية من قبل الميليشيات الانفصالية المسلحة لقطع الطريق على المغرب نحو عمقه الإفريقي والمغامرة بحياة هؤلاء الصحراويين، عندما أرغمتهم المخابرات الجزائرية على عبور حقول ألغام، بهدف عرقلة تنقل مدنيين وحركة اقتصادية شكلت بارقة أمل لسكان المنطقة للتطلع إلى تنمية مستدامة. وامتد نطاق الرسائل الميدانية الموجهة إلى أعداء الوحدة الترابية للمملكة إلى إعادة انتشار لوجستيكي يجدد بناء الجدار الأمني، خاصة مع إبرام صفقة بمليار دولار مع الولايات المتحدة، لاقتناء سرب من الطائرات المقاتلة «إف-16»، و 400 قاذفة صواريخ مضادة للدروع من طراز «تاو»، ونحو 2400 صاروخ «تاو» منها 28 للتجارب الأولية قبل الشراء، ويمكن استعمال بعض تلك القاذفات بنظم توجيه مختلفة أحدث وأدق والمعروفة بالنظم المطورة لاحتواء الأهداف «ITAS». وكان الرد المغربي حازما على حمى تسلح جزائري إذ أبرمت الجارة الشرقية صفقة مع موسكو تحصل بمقتضاها إلى 14 مقاتلة شبح من طراز "سوخوي 57"، و14 مقاتلة نفاثة «سوخوي 35"، و14 قاذفة قنابل «سوخوي 34"، مع بند في العقد ينص على إمكانية توريد سربين آخرين بالأعداد نفسها للإحلال والتبديل المستقبلي. ياسين قُطيب

يد ممدودة وأصبع على الزناد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحراء... السيادة المغربية أولا وأخيرا

تكريس الحكم الذاتي

مقالات ذات صلة