الغيرة القاتلة

إخوة قتلة 5 تعددت العلل التي قادت إلى ارتكاب جرائم القتل بين الإخوة، بين سوء التفاهم ونزاع حول الإرث وأشياء أخرى... في هذه الحلقات، نعرض لقضايا وجرائم أودت بحياة إخوة لا ذنب لهم، سوى أنهم وقعوا ضحايا للجشع أو الجهل أو الغل. أحمد ذو الرشاد (الجديدة) بقع دم على قميص أطاحت بالمتهم ظلت والدة الضحية والمتهم واقفة تتابع فصول محاكمة، تعتبر هي الخاسر الأكبر فيها، لأن المتهم والضحية قريبان منها جدا. ولم تسعفها قدماها لمواصلة الوقوف، إذ انهارت بعد النطق بالحكم على المتهم (ابنها) والقاضي بإدانته ابتدائيا بعشر سنوات سجنا نافذا، بعدما تسبب في قتل الضحية (ابنها الثاني). وأجهش الجاني بدوره بالبكاء بعدما علم بثقل العقوبة من جهة وندما على قتل شقيقه من جهة ثانية، رغم أن غرفة الجنايات متعته أثناء المداولة، بأقصى ظروف التخفيف، لحداثة سنه وخلو سجله من السوابق القضائية. وفي تفاصيل هذه النازلة، التي تعود وقائعها إلى نونبر ما قبل الماضي، يستفاد من محضر الضابطة القضائية التابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بأولاد افرج، أنها توصلت بخبر يفيد وقوع جريمة قتل بدوار "العمارنة"، الواقع بتراب الجماعة القروية لأولاد حمدان التابعة لإقليم الجديدة، ذهب ضحيتها طفل إثر تلقيه عدة ضربات ‏على رأسه.‏ وانتقلت فرقة دركية راكبة تحت إشراف رئيس المركز نفسه إلى الدوار المذكور، فوجدت جمعا غفيرا من سكان المنطقة متحلقين حول الحفرة. واستمعت الضابطة لوالدة الضحية، البالغ عشر سنوات وخمسة أشهر، والذي يتابع دراسته بمجموعة مدارس تابعة لمديرية التعليم بالجديدة، فصرحت أن ابنها تم اختطافه وقتله من قبل مجهولين، يرجح أن يكونوا من الباحثين عن الكنوز، وأكد والده أقوال زوجته وطالب بضرورة الكشف عن هوية المجرم / المجرمين. ولاحظ رئيس مركز الدرك الملكي شابا حافي القدمين، يطل بعنقه من حفرة، فاستفسره عن هويته، فصرح أنه شقيق الهالك، فشك فيه سيما أنه لم يكن يبكي كباقي أفراد عائلته، فأمسكه من يده وفاجأه وقال له، "أنت اللي اقتلتيه"، فصدم من الاتهام المباشر وظل صامتا، قبل أن ينفي قتله. وأبقى عليه الضابط وحاصره بأسئلة دقيقة، واستفسره عن بقع الدم الموجودة على قميصه، فادعى أنه ذبح ديكا لعمته وعلقت به بقع الدم. وألح الدركي في اتهامه وطلب منه قول الحقيقة، فانهار واعترف بقتله لأخيه. وأكد المتهم البالغ 17 سنة وشهرين، أن والده يفضل شقيقه الأصغر عليه، وأنه يمسكه ويطلب منه ضربه. وأضاف أن ذلك ولد لديه حقدا دفينا تجاه شقيقه، وأصبح لا يطيقه. وأضاف أن والده ضربه وطرده من المنزل وقضى الليل بالحفرة ذاتها. وقرر في اليوم الموالي تصفية أخيه. وانتظر عودته من المدرسة، واستدرجه نحو حفرة (كاريار) تستعمل لاستخراج "التوفنة"، ونزل رفقته إلى أسفلها، وطلب منه أخذ بعض النقود الموجودة تحت حجر كان هناك، ثم هوى عليه بواسطة حجر آخر. وواصل الاعتداء عليه، إلى أن خارت قواه وتوفي متأثرا بجروحه. وأوضح المتهم أنه بعد الإجهاز على أخيه، تركه هناك وابتعد عن الحفرة وتخلص من سرواله ‏وحذائه الملطخين بالدم، لكنه نسى قميصه، الذي تطايرت عليه بعض نقط الدم. ودل الضابطة القضائية على مكان إخفاء السروال تحت كومة من الأحجار. وتم التحفظ على المتهم ووضعه رئيس المركز ذاته، بأمر من النيابة العامة المختصة، تحت تدابير ‏الحراسة النظرية، لفائدة البحث والتقديم، فيما تم نقل جثة الضحية الى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس ‏بالجديدة، لإخضاعها لعملية التشريح الطبي.‏

الغيرة القاتلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رحلـة البحـث عـن الحصانـة

نويرة... صانع أدوات الفلاح

مقالات ذات صلة