مناسبة لتحريك “الناعورة”

إجراءات الداخلية قلصت هامش الربح في "البيزنس" الانتخابي والأنترنت بديل مربح تجري الحملة الدعائية في الانتخابات الحالية في ظروف وتدابير وإجراءات استثنائية فرضها انتشار فيروس «كورونا»، وقلصت فرص «هموز» كفيلة بتدفئة جيوب شباب عاطل يستغل مناسبة لا تتكرر إلا مرة في 5 سنوات، ل»تدوير الناعورة» ومراكمة «ثروة» لا يهمه مصدرها وكيفية ادخارها. ما فرضته وزارة الداخلية ضبطا للحملة وحماية للمعنيين بها، سيقلص هامش «ربح» فئة عريضة من المستفيدين ماديا من الانتخابات، ممن يتحينون فرصتها لاستغلال مرشحين من أصحاب «الشكارة»، قدر الاستطاعة، وبكل الطرق، نظيفة كانت أو غارقة في التدليس. لكنها لن تقبر أبدا «أرزاقهم». تحريك ناعورة الكسب، انطلق مبكرا وقبل بداية الحملة. والانتخابات فرصة لانتعاش المطابع وتجارة الورق التي تزدهر إبانها، طالما أن دعاية كل مرشح لا تتم إلا بإعداد وتوزيع ملصقات ومناشير دعائية يوزعها مجندون بمقابل، همهم التخلص من عدد معين منها وبأي طريقة كي «يحلل رزقه». ضوابط الحملة ومنع التسليم المباشر للمناشير، لن يقطع أرزاق هذه الفئة في المدينة والبادية، طالما أن جل أنصار المرشحين يتخلصون منها برميها بشكل عشوائي في الأزقة والشوارع، إن بشكل مباشر أو من فوق العربات المستغلة في الحملة الانتخابية، ونسبة مهمة منها مكتراة من شركات مختصة. هذه الشركات أكثر استفادة من الحملة الدعائية، فنسبة مهمة منها تضع سياراتها بكل أنواعها رهن إشارة أحزاب ومرشحين بمقابل سمين يصل إلى 350 درهما لليوم الواحد، مراعاة لاختلال التوازن بين العرض والطلب وتزامنا مع العطلة الصيفية وارتفاع الإقبال على كراء السيارات. إجراءات وزارة الداخلية الحادة من إمكانية الاكتظاظ وانتشار العدوى، ستؤثر سلبا على أصحاب القاعات المرشحة لاحتضان لقاءات حزبية دعائية، وما يرتبط بذلك من كراء الكراسي، ما سيقلص من مداخيل فئة طالما استفادت من مداخيل هامة ستقلص بنسب متفاوتة دون أن تنمحي نهائيا. وقس على ذلك تضرر أصحاب منازل مفروشة طالما استغلت فضاءات للدعاية واستقبال الناخبين وإقامة التجمعات واللقاءات «السرية» والمغلقة، اللهم مما قد يفتح لاحتضان لقاءات مشبوهة لاستمالة أصوات الناخبين، طالما أن شراء الأصوات مستحيل علنا بسبب ما قد يجره من ويلات على المانح والقابض. «شد مد آ أحمد» عبارة ينتعش تداولها تزامنا مع الحملة. وتفضح حقيقة العلاقة المختلة بين الفاعل السياسي الطامع في الفوز ولو بأكبر تكلفة، وبعض الناخبين المستغلين للظرفية لابتزازه في سوق تتفاوت فيه قيمة الصوت التي ترتفع بأهمية صاحبه ونفوذه وعلاقاته وعدد أفراد أسرته. الإرشاء الانتخابي حقيقة مرة لا أحد ينكرها أو يتوقع إقبارها في هذه الاستحقاقات، في ظل وجود مرشحين فاسدين يقبلون بتوزيع أموال كبيرة لاستمالة أصوات الناخبين ممن يقبلون بالوضع ويقبلون بنهم على «التهام» ما يقدم لهم من مال، طالما أن مثل هذه «الهمزة» لا تتكرر دائما. الأغرب أن فئة مهمة من المواطنين وحتى الفاعلين تشجع على استنزاف «المرشحين الكبار» تحت يافطة الانتقام وعدم التصويت عليهم. لكن القبول ببيع الذمة، وصمة عار مهما كانت المبررات، كما ارتماء أصحاب شهادات جامعية عليا في أحضان مرشحين أثرياء أميين، بداعي تحريك «الناعورة». «البزنيس» الانتخابي يتخذ أشكالا مختلفة مما ذكر، ويمتد إلى الشبكة العنكبوتية بعدما تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى فضاء أرحب وأهم للدعاية وما يرتبط بها من تجنيد شباب متخصص للدعاية لمرشح معين بمقابل، إن بشكل علني مباشر أو في صفحات حزبية وشخصية وجماعية. هذه الطريقة الجديدة أفرزت شكلا آخر من مظاهر تحريك «الناعورة» من شباب متعلم يتقن الإثارة والتواصل والجدال والإقناع أحيانا، مما لم يعد ممكنا ميدانيا في غياب القابلية والإقبال وفقدان الثقة ومحدودية قدرات المجندين في الحملات ممن لم يتربوا في الحزب، بل أجروا للدعاية له. حميد الأبيض (فاس)

مناسبة لتحريك “الناعورة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جلباب بومدين

خربوش يفتح كوة أمل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات