جيل جديد من المقاولين

الأرقم قال إن مشروع سقي 5000 هكتار يهدف إلى دعم تصدير المنتجات الفلاحية أوضح الشريف الأرقم المدير الجهوي للفلاحة بجهة الداخلة وادي الذهب، أن مشروع سقي خمسة آلاف هكتار سيفتح آفاقا جديدة للفلاحة في الداخلة، على اعتبار أنه يشمل ثلاثة أنواع من المشاريع، منها نسبة معينة من المساحات المسقية المخصصة لشباب الجهة في إطار التركيز على العنصر البشري، كما تم التنصيص عليها في مخطط الجيل الأخضر الذي يضع بين أهدافه إفراز نوعية جديدة من المقاولين الشباب يجيد التعامل مع ثالوث الدولة المقاولة والبنك. وسجل الأرقم الذي رسم لـ»الصباح» معالم خارطة الفلاحة بالجهة بأن المشروع المرتقب يشمل نسبة مهمة من المشاريع المتوسطة وقدر مخصص للمشاريع الكبرى، ومنها التي يجمع منتجات المقاولين الذاتيين والمنشآت الصغيرة لتصديرها، بعد المساهمة في تجويد وتوحيد المنتجات المعدة للتصدير حتى تكون مستجيبة لشروط البلدان المستقبلة. في ما يلي نص الحوار. أجرى الحوار: ياسين قُطيب > هل هناك مجال للمقارنة بين ماضي وحاضر الفلاحة في الداخلة؟ > لا يمكن مقارنة الوضع الحالي للداخلة، مع ما كان عليه الحال عند استرجاع وادي الذهب، إذ لم يكن هناك شيء يذكر خاصة في مجال الأنشطة الفلاحية ما عدا نسبة ضئيلة من تربية الإبل، ومع العودة إلى الوطن بدأت الأمور تتحسن شيئا فشيئا لكن البداية الحقيقية ستبدأ مع انطلاق العمل بالمخطط الأخضر، الذي أحدث دينامية ظهرت في كل الجهات وليس فقط في الداخلة وادي الذهب لأن كل البرامج أصبحت توضع وتنفد وفق إستراتيجية واضحة المعالم، والتي دخلت مرحلة التطبيق الفعلي بين 2010 و 2020، وهي الفترة التي شهدت إرساء عدد من سلاسل الإنتاج على مستوى الجهة خاصة قطاع البواكر، التي لم تكن تشغل سوى 450 هكتارا في 2008 بينما وصلنا اليوم إلى 1000 هكتار مجهزة وهو القطاع الذي شكل مند البداية ركيزة النشاط الاقتصادي، بالنظر إلى المؤهلات التي تميز المنطقة عن باقي جهات ومناطق المغرب والمتعلقة أساما بالمناخ المتميز بالحرارة المعتدلة طيلة السنة بين 22 و26 درجة ما سهل اعتماد مسارات إنتاج متواصل أي لا تنحصر في فصل واحد أو يمكن أن نسميه الإنتاج خارج الفصول، إذ تتم برمجة المحاصيل حسب رغبات المستهلك وخصوصا الطماطم. > هل يعني ذلك أن الداخلة تتوفر على وصفة خاصة جعلتها تتربع على عرش الجهات المصدرة في مجال الفلاحة ؟ > فعلا تتوفر الداخلة على وصفتها الخاصة المكونة أساسا من معطى مناخي آخر هو ما نطلق عليه الزمن الضوئي لأن نهار الداخلة طويل، وكما هو معلوم فإن طول مدة النشاط الفيزيولوجي تنعكس إيجابا على المردودية ووصلنا الآن إلى الزراعة بدون تربة، إذ يكفي أن يتوفر الماء في ظل الظروف المناخية المذكورة وبعدما كانت الضيعات الأولى تعتمد على الثقب العميقة لجلب الماء من أعماق قد تصل إلى 600 متر، ورغم ذلك نجحت مشاريع عديدة، منها مشروع نعتبره نموذجيا وهو مبادرة شباب الجهة في إطار تعاونية «أجيدا» التي كانت تحديا حقيقا، على اعتبار أن أصحابه لم تكن لهم تراكمات في المجال، كما قد يكون الحال في مناطق فلاحية أخرى، يكون فيها أصحاب المشاريع أبناء فلاحين وتعايشوا مع النشاط منذ نعومة أظافرهم، فإن العكس تماما هو ما حصل مع هؤلاء الشباب المنطلقين من الصفر لكنهم استفادوا من مواكبة خاصة من تجهيز الأرض حوالي 100 هكتار، بالإضافة إلى الثقب المائية ومراعي تربية المواشي وبناء الصهاريج وتهيئة المسالك، إذ تكلفت الدول بإيصال التجهيزات إلى حدود الضيعة، فيما تكلفوا هم بالتجهيز الداخلي بعدما حصلوا على قروض بنكية، وذلك في شكل نموذجي لما ينبغي أن تكون عليه الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص بالنظر إلى نجاح المحقق من قبل هؤلاء الشباب الذين أصبحوا يصدرون منذ مدة، كما أن المنتجات آخذة في التعدد، سواء تعلق الأمر بالطماطم أو بالتوت الأزرق الذي ينتج هناك بمردودية عالية كما وكيفا، وفي هذا الصدد أذكر استثمارا من تونس في مجال إنتاج الفلفل الصغير المستعمل في صناعة «الهريسة» على مساحة 1000 هكتار. > ماذا عن تربية المواشي في جهة تتسم بقلة المراعي ؟ > بداية يجب أن نسجل بأن الإحصائيات كانت تشير قبل سنوات قليلة إلى 25 ألف رأس من الإبل، الذي يعتبر النشاط السائد في هذا المجال، واليوم تجاورنا عتبة 40 ألفا، بما يعني ذلك من إنتاج اللحوم والألبان، التي تحتل فيها الجهة الصدارة، بالنظر إلى أنها تتوفر على 13 مليون هكتار من المراعي، على اعتبار أن مساحة الجهة تشكل 18 في المائة من مساحة المغرب وهو النشاط الذي يوفر منتجات مجالية من عائلة اللحوم المجففة، أو «الودك» كما يسمى هنا والذي أصبحت الجهة تتوفر على وحدة متخصصة فيه توجد بمنطقة تاورطة، وبفضل المواكبة التقنية تم استبدال طريق التجفيف التقليدية بأخرى أكثر تطورا ولا تسهلك كثيرا من الوقت المتطلب في علمية النشر تحت أشعة الشمس، ما مكن من تجنب عدد من المخاطر وسمح بالحصول على شهادة خاصة من «أونسا»، بالإضافة إلى حليب النوق الذي مازال يطرح مشكلة الوصول إلى القطعان في مكان رعيها، بالنظر إلى انتشارها في مناطق قد تتباعد في ما بينها ب 400 كيلومتر. > ما هي أنواع الدعم التي يطلبها المستثمرون في المجال الفلاحي؟ > لا يقتصر الدعم المقدم للفلاحين على نقل المنتجات، بل يتجاوز ذلك بكثير، فعادة ما تعلن الجهة المتضررة من الجفاف، ما يعني الحصول على الشعير والأعلاف الجافة والطرية من المدن التي تنتج فيها، فإن الوزارة تتكفل بالنقل وذلك في إطار البرنامج الوطني لمحارة آثار الجفاف، وهناك منتجات أخرى تتخصص فيها التعاونيات النسائية وأشهرها الكسكس الخماسي، الذي تتوفر الجهة على وحدتين لإنتاجه، وقد أصبح يسوق بشكل جيد لقيمته الغذائية على اعتبار أنه مكون من القمح الصلب والقمح الطري الشعير والذرة، بالإضافة إلى الشعير المحمص والذي أصبح ينتج بطريقة آلية في مصانع حقيقية، وتحاول المندوبية الجهوية ان تواكب تلك التعاونيات، خاصة في مجال التكفل بتوفير المواد الأولية وبالتسويق خاصة في الجهة بضمان توزيع المنتجات، سواء كانت أجبانا أو لحوميات أو منتجات الحبوب على محلات البقالة والأسواق الممتازة وحتي الفنادق و المطاعم. ولم تصل بعد منتجات التعاونيات إلى مرحلة التصدير عكس البواكر، التي تسجل تقريبا 65 ألف طن كصادرات في اتجاه أوربا وأمريكا وروسيا، وكل الأرقام التي يمكن أن تعطى هي تقريبية فقط، بالنظر إلى أن هناك دائما توجسا من المنتجين من هذه المسألة، إضافة إلى أن المنتجات التي تنتج في الجهة عادة ما تصدر انطلاقا من مدن أخرى، خاصة أكادير.

جيل جديد من المقاولين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صحف إنجليزية: ديوب اختار الأسود

تزوير جوازات اللقاح يطيح بجانحين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات