الأندلسي: لن أترشح لرئاسة الرجاء

رئيس الفريق قال لـ «الصباح» إن الفريق تجاوز الأزمة وكل خطأ سيعيدنا إلى نقطة الصفر تساءل رشيد الأندلسي، رئيس الرجاء الرياضي، عن السر وراء ترخيص السلطات لفئة عريضة من الجماهير بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مركب الوازيس في مناسبتين، في ظل الأوضاع الوبائية، في الوقت الذي ترفض فيه الترخيص لعقد جمع عام حضوري بسبب الجائحة. وكشف الأندلسي، في حوار مع «الصباح»، أن المرحلة الحالية للرجاء، بعد تجاوز الأزمة المالية، تعد حاسمة في مسيرته، إذ أن أي خطأ أو سوء تدبير لميزانيته ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل. وأوضح الأندلسي، أن الرجاء ليس مدينا لأي أحد، لأنه تجاوز أزمته بفضل جمهوره و أبنائه، لاعبين ومسيرين ومؤطرين، وهو فخور بما تحقق لحدود الساعة. وشدد رئيس الرجاء، على أن الانتدابات يجب أن تتم بطريقة عقلانية، وبواسطة أشخاص متخصصين، لأن الفريق ليس في حاجة لميسي أو نيمار، وإنما للاعبين قادرين على الانصهار داخل المجموعة وتقديم الإضافة التي ينتظرها منهم المدرب والجمهور. ورفض تحميل مسؤولية الأزمة التي اجتازها الرجاء لأي أحد، مبرزا أن الجميع مسؤول عنها، لأن لا أحد كان يفكر في مصلحة الفريق، أكثر من مصلحته الشخصية. وحدد الأندلسي، بداية الموسم الجاري، على أبعد تقدير، موعدا لافتتاح الأكاديمية، التي تحتاج إلى مساطر إدارية، من أجل تسميتها وإعطاء انطلاقتها، مبرزا أنها تشكل الرأس المالي الحقيقي للفريق، خصوصا بعد اختيار المدير التقني الذي سيشرف عليها، وسيتم الإعلان عن اسمه قريبا. في ما يلي نص الحوار: هل يمكن الحديث عن نهاية الأزمة داخل الرجاء؟ بالفعل، دخلنا مرحلة جديدة من تاريخ الفريق بعد التتويج بالكأسين، العربية والإفريقية، وبيع نجمين من صفوف الفريقين. سنحقق التوازن المالي الذي كنا نبحث عنه طيلة تسعة أشهر الأخيرة، شريطة تركنا نعمل بعيدا عن التشويش، وعرقلة كل المشاريع التي وضعناها للمرحلة المقبلة. صحيح أن ديون الرجاء فاقت كل التوقعات، لكن مع المداخيل الأخيرة، يمكن التغلب عليها بعقلانية وحكمة، وليس بالانتدابات العشوائية التي كانت سببا رئيسيا في هذه الأزمة. بمجرد الفوز بالكأس العربية وبلوغ صفقة رحيمي مراحلها الأخيرة، خيل للبعض أننا سننتدب ميسي أو نيمار، دون التفكير في الديون التي توجد على عاتقنا، لذلك أطلب من الجميع التريث، والثقة في المدرب، والأكيد أننا سننتدب لاعبين في المستوى قادرين على تقديم الإضافة، بتشاور مع الطاقم التقني. برأيك ما هي الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة؟ لا أريد تحميل المسؤولية لأي أحد، لكن بالنسبة إلي فالمنظومة برمتها كانت معطلة، إذ أن كل المسؤولين الذين توالوا على تدبير الفريق في المراحل الأخيرة، لم يكونوا يفكرون سوى في فترة إشرافهم على التسيير، دون التفكير في المستقبل، ودواعي الصفقات التي كانوا يعقدونها إلى أن غرقت السفينة وبدأ تبادل الاتهامات. الحمد لله الرجاء أنقذها أبناؤها، كما أنني محظوظ بالتوفر على لاعبين بقيمة رحيمي ومالانغو اللذين ضخا في خزينة الفريق أزيد من ستة ملايير. على ذكر هذين اللاعبين، تحدثت في البداية عن رفض بيعهما وبقائهما في الفريق ركيزتين أساسيتين... (مقاطعا) بالفعل كانت تلك فكرتي منذ البداية، إذ كنت أعتقد أن الرجاء بقيمتها المعنوية لن تعجز عن تدبير الأزمة، لكن مع نزول أحكام "فيفا» و»طاس» والمنع من الانتدابات والمشاركة القارية، كنت مضطرا لتغيير موقفي، وبيع اللاعبين بمبالغ محترمة من شأنها أن تخرجنا من الأزمة مرحليا. على الجمهور أن يكون ذكيا في تتبع الأحداث، البلاغ الصادر في الموضوع، نزل قبل قرار "فيفا» والجامعة، وعملية البيع تمت بعد ذلك بأسابيع، لأنه لم يكن أمامي من خيار سوى المحافظة على كبرياء الفريق. ماذا عن تغيير موعد الجمع العام والجدل الذي أثاره؟ ما لا يعلمه الجميع، أن تغيير موعد الجمع العام لم يكن بمحض إرادتنا، بل ساهمت فيه السلطات بشكل كبير، لأنها رفضت عقدنا المحطة حضوريا بسبب الجائحة، وما كان علينا سوى تغيير الموعد، في انتظار تحسن الأوضاع الصحية، لأننا نحرص على انعقاد الجمع العام في ظروف عادية، وليس كما كان يعتقد الكثيرون بسبب النهائي العربي. لكن السلطة رخصت للجماهير بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مركب الوازيس... وهذا هو السؤال العريض، الذي أتمنى أن تجيبنا عنه السلطات، كيف لها أن ترفض عقد جمع عام حضوري، وترخص بعقد تجمع فاق الحضور فيه ألفي شخص أمام مركب الوازيس. على السلطات أن تتحمل مسؤولياتها في هذه الظرفية التي يجتاز فيها المغرب ظروفا خاصة بسبب الجائحة وأمور أخرى أكثر خطورة، بدأت أشعر أنني مستهدف إلى جانب بعض الأعضاء في مكتبي المسير، رغم أننا لا نقوم سوى بمهامنا بأمانة. ما السر وراء تحقيق الرجاء نتائج متميزة في ظل الأزمة؟ هذا كله بفضل مجهودات اللاعبين، خصوصا من أبناء الفريق، الذين رفعوا التحدي، وحققوا ما عجز عن تحقيقه آخرون في ظروف أفضل، وأشكرهم بالمناسبة جميعا وأؤكد لهم أن التاريخ سيحتفظ لهم بما أنجزوها في فترة صعبة من تاريخ النادي، لذلك كنت دائما أطالب بالاعتماد على أبناء النادي الذين يضحون بالغالي والنفيس في سبيل قميص الفريق، هذا لا يعني أن اللاعبين الآخرين لم يقدموا أي شيء بل بالعكس، فقد كانوا في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وساهموا بدورهم في هذه الإنجازات، وسيكتب التاريخ أنهم تحدوا الظروف ورفعوا العلم الوطني عاليا. ما رأيك في شركات التنمية المحلية التي دخلت على خط الرياضة في الفترة الأخيرة؟ مع كل احترامي للهيكلة الجديدة للمدينة، إلا أنني أرى أنها تستفيد أكثر من الأندية، إذ لا يعقل أن يسعد فريق شعبا بأكمله بإنجازاته، ويحصل على مبالغ ضئيلة، مقابل حصول تلك الشركات على نسبة كبيرة من الحضور الجماهيري وأشياء أخرى. يجب إعادة النظر في هذا النظام، إذا كنا نسعى إلى تقدم الرياضة. هل ستترشح للرئاسة في الجمع المقبل؟ أبدا، لن أترشح رغم الضغوطات، سأكتفي برئاسة شركة الرجاء. ماذا يعني هذا؟ في ظل التحولات التي ستشهدها كرة القدم الوطنية بداية من الموسم المقبل، يعني الكثير، وأنا مصر على مواصلة البناء في ظل القوانين الجديدة. لماذا هذا التأخير في تعيين مدير تقني؟ ظروفنا المالية لم تكن تسمح بالتعاقد مع مدير تقني في المستوى، والآن فتحنا باب المفاوضات مع أسماء كبيرة، وقريبا سنعلن عن الاسم الذي سيرسم خارطة الطريقة التقنية للفريق مستقبلا، وغالبا ما سيكون أجنبيا. هل سيكون ذلك بالموازاة مع افتتاح الأكاديمية التي طال انتظارها؟ أظن أن الأمر سيكون قبل ذلك، ويدخل ضمن ترتيبات افتتاح هذه المعلمة، التي أنعم بها علينا عاهل البلاد. لا نريد تكرار أخطاء الماضي، حينما أغلقت أبواب مركز التكوين، ونشطت عمليات الانتداب بشكل كبير، ما أثر على ميزانية الفريق، وكانت سببا رئيسيا في الأزمة. إن شاء الله بعد افتتاح الأكاديمية سنحقق الاكتفاء الذاتي البشري، وسنتفرغ حينها لمشاريع استثمارية كبيرة، من شأنها أن تحقق للفريق مداخيل أخرى. متى ستفتح أبواب الأكاديمية؟ يعلم الجميع أن هذه الأكاديمية عبارة عن هبة ملكية، بعد المشاركة المتميزة في مونديال الأندية، وأن موعد افتتاحها وكذا تسميتها ليس من اختصاصنا، بل من اختصاص جهات عليا، وأظن أن الموعد قريب ولن يتجاوز بداية الموسم المقبل، بما أن كل شيء جاهز. ماذا عن الافتحاص الذي طالبت به الجماهير في الوقفات الأخيرة؟ دائما كنت مع إجراء عملية الافتحاص لكل المكاتب المسيرة التي توالت على تسير الرجاء، بل أكثر من هذا بصفتي رئيسا للرجاء، أطلب تدخل المجلس الأعلى للحسابات، لأن الجمعية تسير من المال العام، ومع ارتفاع نسبة المداخيل أنا مستعد لكل أنواع الافتحاص، الذي تحدث عنه الجمهور، وأعتقد أن الأمر ذاته بالنسبة لجميع الرؤساء الذين سبقوني. ما هي إستراتيجية الفريق بعد انفراج الأزمة؟ إستراتيجيتنا واضحة، مع وجود الأزمة أو دونها، وتتجلى في التكوين، السبيل الوحيد لضمان استمرارية الفريق، للمحافظة على نمطه وطريقة لعبه. في عز الأزمة المالية حصل الرجاء على ألقاب بلاعبيه الشباب، وهذا دليل على أن المدرسة تشكل رأس ماله الحقيقي، لذلك سنواصل على النهج ذاته، خصوصا بعد افتتاح الأكاديمية في القريب العاجل. نراهن على الزاد البشري لتكوين فريق قوي في المستقبل، ومع توفير الظروف المناسبة للتكوين أكيد أننا سنصل بالرجاء إلى أعلى المستويات. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: رشيد الأندلسي تاريخ ومكان الميلاد: 10 يوليوز 1956 بالبيضاء خريج معهد الهندسة رئيس مؤقت للرجاء الرياضي منذ دجنبر الماضي

الأندلسي: لن أترشح لرئاسة الرجاء

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رئـة الاقتصـاد الوطنـي

استقالة مفاجئة لرئيس اتحاد وجدة

مقالات ذات صلة