تضامن ملكي يجوب العالم

المغرب دعم لبنان في انفجار مرفأ بيروت وقدم مساعداته لتونس في عز أزمة "كورون" جسدت المساعدات المغربية إلى العديد من البلدان الإفريقية والعربية من حيث حجمها وظرفيتها، مبادرة إنسانية، في وقت قلت، أو انعدمت، الأعمال الإنسانية في العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا. ولم يتخل الملك محمد السادس عن إفريقيا، ففي الوقت الذي كانت تعيش تحت وطأة فيروس كورونا الذي يلقي، حسب الباحثين وكل التقارير الإعلامية، ب"ثقله على التوازنات الهشة للأنظمة الصحية بالعديد من مناطق القارة، كانت إفريقيا في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مبادرات تضامنية ملموسة"، وهو ما كان المغرب سباقا إليه. وأطلق الملك محمد السادس عملية إنسانية كبرى لفائدة العديد من البلدان الإفريقية لمواكبتها في جهودها الرامية، إلى مكافحة فيروس كورونا. ووراء المبادرات الملكية الإنسانية نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الشقيقة، من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف المراحل، وتجسيدا لمبدأ ربط القول بالعمل، إذ أثبت الملك محمد السادس من جديد، أن سياسات المغرب تعد خيارا إستراتيجيا وتسعى من أجل شراكة جنوب - جنوب وتعاون تضامني والتوجه نحو المستقبل، بهدف جعل تنمية ورفاهية العنصر البشري في صلب الاهتمام، وهو ما أجمعت عليه كل ردود الأفعال المشيدة بهذه المبادرة المغربية الهامة، على التأكيد على طابعها الإنساني وعلى ما تحمله من بعد تضامني. وهمت المبادرات الملكية لبنان، إذ أمر الملك محمد السادس بإرسال هبة ملكية شخصية، وهي عبارة عن مساعدات غذائية أساسية لفائدة القوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني. وأفاد بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية أنه "تم تأمين إيصال هذه المساعدات إلى لبنان عبر طائرات عسكرية مغربية". وأن "القرار الملكي يأتي استجابة للطلب الذي تقدم به الجانب اللبناني، وفي إطار التضامن مع هذا البلد الشقيق لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية وتداعيات جائحة كوفيد 19"، وقبل هذه الهبة تصدر المغرب دول العالم في عدد طائرات المساعدة التي جرى إرسالها إلى لبنان، عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة بيروت وأدى إلى خسائر فادحة. ووصل عدد الطائرات التي أرسلها إلى 18، علما أن الملك أمر بإقامة مستشفى ميداني في بيروت لأجل تقديم خدمات العلاج للمصابين. وضم المستشفى الميداني 100 شخص، من بينهم 14 طبيبا من تخصصات مختلفة (الإنعاش، والجراحة والعظام والمفاصل والأنف والأذن والحنجرة، والعيون، وعلاج الحروق، وجراحة الأعصاب، وطب الأطفال، والصيدلة)، وممرضون متخصصون. كما ضم المستشفى الميداني جناحا للعمليات، ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبرا وصيدلية. كما ضمت المساعدة المغربية كميات من الأدوية للإسعافات الأولية ومواد غذائية وخياما وأغطية لإيواء ضحايا الفاجعة، بالإضافة إلى أدوات طبية للوقاية من فيروس "كوفيد 19". وهب المغرب لمساعدة تونس، إذ أرسل طائرات عسكرية مغربية تحمل كل واحدة منها 13.5 طنا من المساعدات الطبية، في إطار المساعدة الطبية العاجلة التي أمر الملك، عقب تدهور الوضع الوبائي فيها بسبب الارتفاع الحاد في حالات العدوى والوفيات المرتبطة بفيروس كوفيد 19. وتتكون هذه المساعدة الطبية من وحدتي إنعاش كاملتين ومستقلتين، بطاقة إيوائية تبلغ 100 سرير. كما تشمل 100 جهاز تنفس ومولدين للأوكسجين. ويرى باحثون أن المبادرات الملكية الإنسانية تجسد الالتزام مع الدول، وحرص جلالته على مواكبة البلدان الشقيقة والصديقة في جهودها لتحقيق التقدم والرخاء، خاصة أن الجائحة هددت بتقويض جهود تنمية قارة تواجه العديد من التحديات. خالد العطاوي

تضامن ملكي يجوب العالم

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة للدعارة في طنجة

أم تقتل طفلها بإنزكان

مقالات ذات صلة