عاش مستقلا عن أشباه البشر وعلم الوراثة واللغة يساندان هذا الطرح صدرت، أخيرا، مجموعة من الأبحاث العلمية، تنفي وجود الأنبياء وأن الأمر يتعلق بقرصنة لأساطير حضارات بلاد ما بين النهرين، من قبل الكتاب المقدس، قبل أن يقتبسها منه الإنجيل والقرآن. الدليل حسب ادعاءات هؤلاء، هو عدم وجود دليل أثري ومادي واحد حول وجود الشخصيات الدينية، إلا أن لمصطفى بوهندي أستاذ التاريخ المقارن وجهة نظر مثيرة، وهي أن ما جاء في الأساطير مبني على وحي، فتعرض للتحريف والتزوير لسنين طويلة، وأن الكتب المقدسة قدمت الرواية الصحيحة، إضافة إلى أن عملية التنقيب عن الآثار تمت في المكان الخطأ، أي الشرق الأوسط، لأن أصل الإنسان ومكان ظهور الأنبياء كان بإفريقيا وهناك دلائل علمية تؤكد هذا الطرح. الحلقة الثانية ما زال المسلمون لديهم إشكال حول نزول آدم للأرض، فعبارة "اهبطوا منها"، اعتقدوا أن الجنة موجودة في السماء، والأمر نفسه لليهود والنصارى، لكن في الحقيقة الجنة هي المناطق الاستوائية بإفريقيا، إذ تنطبق عليها جميع الأوصاف المذكورة في الكتب المقدسة والقرآن، كما أن قاطني الدول التي على خط الاستواء يطلقون عليها "جنة"، وتعني مناطق مغطاة بالأشجار. فالإنسان الأول لا يمكنه العيش في حرارة غير مواتية، سواء في الصحراء أو أماكن باردة جدا، لأنه لم يكسب بعد مهارات العيش للحفاظ على جنسه، لهذا وضع الإنسان الأول "آدم" في مكان محمي، كما الأمر للجنين يكون في مكان خاص بجسم المرأة ومحميا لمدة تسعة أشهر. والأمر نفسه ينطبق على جميع المخلوقات، إلا أن الإنسان كانت له مكانة خاصة وميزة، فوضعه الله في مكان مناسب أي الجنة. في القرآن دليل على ذلك لقوله تعالى " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأَنك لا تظمأُ فيها ولا تضحى"، فالإنسان الأول كان لا يملك مهارة الزراعة، لهذا يعيش على التقاط الثمار والفواكه، وحتى النهي الإلهي لآدم في الجنة كان موضوعه شجرة وليس حيوان. ومعنى ولا تعرى أي وجود أشجار تستر العورة، ولا تظمأ أي وجود الأنهار والمياه، ولا تضحى بمعنى مظلل بالشجر لن تصله أشعة الشمس، سيما أن أشعة الشمس بالمنطقة الاستوائية تكون عمودية. هذه الأوصاف، أي لا تجوع ولا تعرى ولا تظمأ ولا تضحى، تبين لنا أن كل تلك الادعاءات أن الإنسان الأول كان في أوربا ليس لها أساس، بل تؤكد أنه كان وجنته في إفريقيا. وعبارة "اهبطوا من الجنة" توحي أنها منطقة عالية، تقع وسط إفريقيا وتتطابق أوصافها مع منطقة القرن الإفريقي، ما بين أوغندا وكينيا، وهناك عثر على أهم آثار الإنسان الأول "هومو سابيان"، أو الإنسان العاقل. كما تسمى هذه المناطق الحصن، إذ تخرج منها الأنهار الأربعة الكبرى، وهي النيل والكونغو و"الزمبيزي" والنيجر، لأن الأرض مرتفعة وتشهد تساقطات مطرية غزيرة، إضافة إلى وجود بحيرات كبرى، إحداها تعد منبعا للنيل الأبيض، وليس النيل الأزرق الذي منبعه يوجد بإثيوبيا. هذه الأنهار الأربعة، هي التي تسقي إفريقيا كلها، ولها مسارات واتجاهات مختلفة، لهذا ليس غريبا أن يعثر بالمنطقة على أهم الآثار والمستحثات القديمة جدا. خلص علم الوراثة إلى أن إفريقيا هي أصل الإنسان الأول، ودعم هذا الطرح علم اللغة، بالتأكيد أن كل اللغات تتحدر من وسط هذه القارة، ثم انتشرت في بقاع العالم. ظهور الإنسان الأول أو آدم عليه السلام، لا علاقة له بأشباه البشر، فنحن نتحدث عن الإنسان العاقل (هومو سابيان)، الذي يتميز عن باقي المخلوقات بالكمال، منها توفره على دماغ كبير والاستقامة ومسك الأشياء والتحكم فيها وصناعتها بيده. جمال واستقامة ينضاف إلى هذا كله تمتعه بالجمال، وأنه أحسن تقويم مقارنة مع باقي المخلوقات، كما جاء في النصوص الدينية، لهذا نجد قوله تعالى "" أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى، أمن يمشي سويا على صراط مستقيم"، مكبا على وجهه تخص أشباه البشر، إذ ثبت علميا أنهم لم يكونوا منتصبي القامة في طريقة تحركاتهم ومشيهم، عكس الإنسان العاقل، الذي تميز بالتوازن والاستقامة.