الشباب … غرقى في دوامة الرقمي

تهمة "جيل لا يقرأ" تطارد شباب اليوم الذي توحد مع الأجهزة التكنولوجية اجتذبت الثقافة الرقمية عددا كبيرا من أبناء الجيل الجديد، الذي يبدو أنه هجر الكتاب المطبوع ليبني ثقافته عن طريق الأنترنت وقراءة الأدب الرقمي. وهكذا بعد تاريخ طويل من أشكال الكتابة ووسائلها، صرنا أمام الوسائل التكنولوجية بوصفها أداة جديدة للإبداع الأدبي، ما أدى إلى إنتاج أنواع من النصوص الأدبية المتفاوتة في ما بينها، بحسب توظيف كل منها للإمكانيات المتاحة من خلال الوسيط التكنولوجي، وما وفره من أشكال جديدة: كالأدب البصري، والأدب السمعي، والأدب السمعي البصري، والأدب التفاعلي، كل ذلك أقرب إلى مزاج الجيل الجديد وتطلعاته، فهو يبحث عن المعلومة السريعة، والإبداع المكثف، ولم يعد بإمكانه قراءة رواية من الحجم الكبير، بل يكفيه أن يقرأ قصة من عشرة سطور، وقصيدة ذات مقاطع صغيرة. هاته المظاهر تعكس وجها آخر لأزمة القراءة التي ارتدت حلة جديدة مع الجيل الجديد، الذي تطارده تهمة جاهزة وهي أنه جيل لا يقرأ، وهي تهمة تحمل نصيبا من الصحة، لكن في الوقت نفسه تعكس تحاملا طبيعيا من قبل الجيل السابق، الذي يرى دائما في الصاعدين والناشئين أنهم فئات مستهترة لا تحكمها ضوابط. الجيل الجديد دخل في متاهة العصر الرقمي، وأصبحت هناك حالة من التوحد مع الأجهزة الالكترونية، حيث الواقع الافتراضي، الذي يتيح للمستخدم حرية الإبحار فيه، وهذا التوحد صار يلازم المستخدم حتى بعد مغادرته الحاسوب، سيما أنه ليس معتادا على قراءة الأعمال الأدبية الطويلة في شكلها التقليدي كالرواية، ولا حتى القصيرة كالشعر أو القصة القصيرة. لا أحد يملك سلطة الاعتراض على عصر الصورة، ولا مقاومة استخدام التقنيات الحديثة في القراءة، من خلال وسائل الاتصال الحديثة، لكن هذا لا يعني في كل الأحوال هجرة الكتاب الورقي، إذ أن القراءة الإلكترونية هي قراءة تقنية تربط القارئ الجيد والمبتدئ بالعالم، وتكسبه مهارات إنسانية عقلية جديدة لم يكن يعرفها من قبل، لكن ليس باستطاعتها إعطاؤه المعرفة كاملة، أو حتى موثقة، فلغة القراءة على الكمبيوتر هي لغة إشارية، بصرية، أما لغة الكتاب المطبوع فهي لغة تأملية، ذات بعد معرفي متكامل، وهو ما يثير المخاوف بأن يفتقده الجيل الجديد الذي صار أسيرا للأجهزة الإلكترونية. عزيز المجدوب

الشباب … غرقى في دوامة الرقمي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: مستهتر فوق العادة

إسبانيا تنتقم من أفراد الجالية

مقالات ذات صلة