العيـد سيـؤزم الوضـع

حمضي قال إنه من العار الاعتماد على الحجر الصحي من أجل التحكم في الحالة الوبائية كشف الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، بعض أسباب ارتفاع الحالات الجديدة المصابة بفيروس كورونا. وأوضح حمضي في حوار مع «الصباح»، أنه من الطبيعي تسجيل الارتفاع، باعتبار أن اللقاحات لا تمنع انتشار الفيروس بنسبة 100 في المائة، مؤكدا أن الحملة الوطنية للتلقيح مكنت من حماية 10 ملايين مغربي من المضاعفات الخطيرة للفيروس. وأضاف حمضي أنه خلال عيد الأضحى، ستتأزم الوضعية الصحية، إذا استمر بعض المغاربة في عدم احترام التدابير الوقائية. في ما يلي التفاصيل: أجرت الحوار: إيمان رضيف > هناك تصاعد كبير في عدد الحالات الجديدة المصابة بالفيروس، ما هي أسباب ذلك؟ > هناك تصاعد ملحوظ في عدد الحالات المصابة بالفيروس، وأيضا في وتيرة وسرعة انتشار الفيروس وهو ما يشكل خطرا، فقد صارت أقسام الانعاش، مرة أخرى، تستقبل المرضى في وضعيات صحية حرجة، بعدما أغلقت أبوابها في العديد من المدن، عندما تحسنت فيها الحالة الوبائية نسبيا، إلا أن المسؤولين، اضطروا، مرة أخرى، إلى إعادة فتحها من أجل استقبال مرضى كوفيد 19. كما ارتفعت «النسبة الإيجابية» إلى 8 في المائة، ومازالت في ارتفاع مستمر. وللأسف الشديد فإن سلالة «دلتا»، التي وصلت إلى المغرب، تنتشر بشكل كبير جدا، وهو ما يشكل خطرا، وذلك في ظل اجراءات التخفيف التي أعلنتها السلطات المغربية قبل مدة وفتح الحدود وغيرها. من أجل ذلك، من المهم احترام التدابير الصحية الموصى بها لمنع انتشار الفيروس، سيما أن الكثير من المغاربة، توقفوا عن ارتداء الكمامة والتطهير والتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة. لابد من مراجعة السلوكات من أجل تجنب الانتكاسة الصحية، والتي ستفرض إجراءات تشديد بالطريقة التي فرضها المغرب سابقا، أو أقسى من ذلك. > كيف تفسرون ارتفاع الحالات رغم استمرار الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس؟ > من الطبيعي تسجيل ارتفاع الحالات الجديدة المصابة بالفيروس، باعتبار أن اللقاحات لا تمنع انتشار الفيروس بنسبة 100 في المائة، وأن الشخص الملقح يمكن أن ينقل الفيروس إلى الآخرين، لكن حسب الدراسات العلمية، فإن 66 في المائة من الذين استفادوا من الجرعة الأولى من اللقاح، يصيرون غير ناقلين للفيروس، وبعد الجرعة الثانية، لا ينقلون الفيروس 12 مرة، أقل من الأشخاص غير الملقحين، أي أكثر من 90 في المائة. كما أن الحملة مكنت من تلقيح 10 ملايين شخص، من بين 36 مليون مغربي، ومازال الملايين من المغاربة لم يستفيدوا من التلقيح ويمكن أن ينقلوا الفيروس. > ماذا استفاد المغرب من حملة التلقيح، سيما أن الحالات الجديدة في تصاعد كبير؟ > استفاد المغرب أشياء كثيرة من الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، والتي أطلقها قبل مدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أغلب المصابين بالفيروس، حاليا، من غير الملقحين، والأكثر من ذلك، فالأشخاص الذين يوجدون في الوقت الراهن، في أقسام الانعاش بسبب تدهور حالتهم الصحية، هم أيضا من غير الملقحين. كما أن نسبة كبيرة من المصابين بالفيروس والذين استفادوا من التلقيح، لا يعانون مضاعفات خطيرة، وتعتبر إصابتهم خفيفة، علما أن ارتفاع عدد المصابين بالفيروس، له علاقة بالحركية التي عرفها المجتمع بعد تخفيف قيود الحجر الصحي، عكس السنة الماضية التي سجل خلالها المغرب ارتفاع حالات الإصابة، رغم فرض الحجر الصحي. صار 10 ملايين مغربي، تتجاوز أعمارهم 40 سنة، والذين يشكلون الفئة الهشة أمام الفيروس، بفضل الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، محميين من المضاعفات الخطيرة للفيروس، علما أن نسبة الاصابة بالنسبة إليهم، ضعيفة مقارنة مع غير الملقحين، كما أنه وبفضل الحملة، 96 في المائة من الملقحين لن يوضعوا في أقسام الانعاش عند إصابتهم بالفيروس. > ما هي انعكاسات ارتفاع الحالات على المنظومة الصحية؟ > أخطر ما يمكن توقعه هو انهيار المنظومة الصحية، أي امتلاء أقسام الانعاش والمستشفيات وتسجيل حالات إصابة كثيرة، دون التوفر على معدات العلاج وأيضا غياب الأطر الطبية، وهو وضع خطير يعتبر أخطر من جائحة كوفيد في حد ذاتها، وذلك لأسباب كثيرة. فمثلا عند إصابة 100 شخص بالفيروس، 80 شخصا يتعافون بشكل تلقائي، 15 شخصا تكون حالتهم متوسطة، يمكنهم الاستفادة من علاجات خفيفة داخل المستشفيات، فيما 5 أشخاص يوضعون في أقسام الانعاش، واحد منهم يفارق الحياة، لكن في الوقت الذي تغلق فيه أبواب المستشفيات بسبب انهيار المنظومة الصحية، نكون أمام خطر وفيات في صفوف الأشخاص الذين كانوا في حاجة إلى علاجات خفيفة، وأيضا وفاة الحالات التي كانت تحتاج إلى الإنعاش، إلى جانب تسجيل وفيات بسبب أمراض أخرى وضحايا حوادث السير. > هل يمكن لعيد الأضحى أن يؤزم الوضع؟ > سيؤزم عيد الأضحى الوضع بلا شك، والأمر لا يقتصر على المغرب فقط، بل في كل الدول. فكلما كانت هناك مناسبة دينية واجتماعية وغيرهما، يسجل ارتفاع الحالات المصابة بالفيروس، لكن الارتفاع متباين، ويمكن أن يكون متحكما فيه، إذا كان طفيفا أو متوسطا، شرط التخلي عن بعض العادات المرتبطة بالعيد الأضحى، منها تجنب التنقل والزيارات العائلية المطولة والتجمعات، مع الحرص على التباعد وارتداء الكمامات. الاحتفال بعيد الأضحى، بشكل «طبيعي» ودون احترام الاجراءات الصحية، يمكن أن يكلف المغرب الكثير، من أجل ذلك، لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة والحذر، وعلى الأخص من الأشخاص غير الملقحين. > هل هناك مؤشرات للعودة إلى الحجر الصحي الشامل، إذا استمر الوضع على ما هو عليه؟ > كل شيء ممكن لمواجهة الانتكاسات الصحية وتجنبها، فمادامت الجائحة مستمرة فكل الاحتمالات واردة، ويمكن أن يظهر أيضا متحور أو طفرة جديدة في الفيروس، وهو ما يمكن أن يعيدنا إلى نقطة الصفر، لكن فرض الحجر الصحي في بداية الجائحة، كان لأسباب كثيرة، منها عدم التوفر على وسائل الحماية منها الكمامات الصحية، والمعقمات ووسائل العلاج، والأكثر من ذلك لم يكن العالم يتوفر على معلومات حول هذا الفيروس، باستثناء أنه ينتشر بسرعة. اليوم، نتوفر على كل ذلك، وسيكون من العار الاعتماد على الحجر الصحي من أجل التحكم في الحالة الوبائية، نظرا لكلفته الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الكبيرة، لكن يمكن تشديد الاجراءات في أي لحظة، وقد يكون الحل الوحيد للتحكم في الوضع إذا استمر على ما هو عليه. في سطور - طبيب في الطب العام بالعرائش - رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب - كاتب وناشط إعلامي في قضايا التربية والإعلام الصحي - صدر له كتاب عن التوعية الصحية وكتب مشتركة - مؤسس ورئيس سابق لعدد من الجمعيات الطبية - ناشط في المبادرات الخيرية في المجال الصحي (إنشاء مراكز تصفية الكلى، حملات طب العيون ...)

العيـد سيـؤزم الوضـع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ألوان بني عمار" يحاصرها التأجيل

مصر تفتح موانئها لسيارات طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات