خطأ طبي يصيب مريضة بالخرس

عملية جراحية بمصحة بالبيضاء دمرت حبال الصوت والضحية تقترب من الانتحار دخلت المريضة (ح.ب) قبل سبع سنوات إلى مصحة بالبيضاء لإجراء عملية جراحية لاستئصال غدة منتفخة، فغادرتها دون نطق، بل اضطرت إلى إجراء عملية أخرى في فرنسا لتثبيت أنبوب في حنجرتها، يساعدها على التنفس ويجنبها أزمات اختناق في جنح الليل، حولت حياتها إلى جحيم، وصارت تفكر في الانتحار على نحو جدي. هكذا يلخص (ع.س) قصة زوجته التي تعيش اضطرابا نفسيا حادا، وتضطر أسرتها إلى تكليف أحد أفرادها لمرافقتها خارج البيت، أو خلال السفر، حتى لا تؤذي نفسها، بسبب الأفكار السوداء التي تطاردها، وأزمات الاختناق المتتالية والهزال الذي أضحت عليه، بعد أن أصيبت بداء السكري. قال (ع.س) إن المريضة لم تذق طعم الراحة منذ 27 مارس 2014، وهو اليوم الذي قررت فيه إجراء عملية جراحية عادية لاستئصال غدة منتفخة، أكد لهم الطبيب الجراح أنها لن تتطلب وقتا طويلا، ويمكن للمريضة أن تغادر في اليوم نفسه، وتسلم تكاليف العلاج نقدا. مرت ساعات بعد العملية الجراحية، ظلت فيها المريضة تشعر بتعب شديد في جميع أنحاء جسمها، خصوصا في منطقة الحنجرة والعنق، كما شعرت بضيق في التنفس، قال لهم الطبيب الجراح إنه عرض عاد، لكن حين حاولت المرأة التكلم، وجدت صعوبة كبيرة في النطق، فتأكدت أسرتها أن شيئا فظيعا وقع خلال إجراء العملية. وصل الزوج وبعض أبنائه إلى المصحة، حيث أخبرهم الطبيب بما حصل، محاولا التخفيف من ذلك، حين اعتبر أن النطق يمكن أن يعود في أي لحظة، بينما ارتأت الأسرة حمل المريضة إلى مصحة متخصصة في أمراض الحنجرة والأنف لإجراء بعض الفحوصات والأشعة، بينت أن تمزقا كبيرا أصاب الحبال الصوتية أثناء إجراء العملية، مع توصية بإدخالها إلى غرفة الإنعاش التي مكثت فيها 10 أيام، تحت تأثير المسكنات. وأكد الزوج، في تصريح لـ"الصباح" أنه رغم المجهودات التي بذلها الطاقم الطبي بالمصحة الثانية، ظل الوضع على ما هو عليه، بل زاد سوءا مع مرور الأيام، "إذ اضطررت إلى نقلها إلى مصحة بفرنسا وصلت إليها في ظروف صحية سيئة، حيث أجرت فحوصات مكثفة، بينت وجود خطأ طبي، تمت معالجته بإحداث ثقب في عنق المريضة، وتركيب أنبوب أسفل الحنجرة لتسهيل عملية التنفس، وهي العمليات التي كلفت الأسرة مبلغا ضخما وصل إلى 265 ألفا و400 درهم، أي أكثر من 26 مليون سنتيم ونصف المليون. بعد العودة إلى المغرب، رفعت الأسرة دعوى قضائية في المحكمة الابتدائية، فتح لها ملف واستدعي المعنيون إلى الاستماع، إذ صدر حكم بتحميل الدكتور الجراح والمصحة مسؤولية الأضرار التي تعرضت لها المريضة وتعويض بمليون درهم، قبل أن ينقلب كل شيء في مرحلة الاستئناف، وتعيين أربعة خبراء، انسحب منهم اثنان، وعين آخران مكانهما، وانتهت هذه المرحلة بإلغاء الحكم الابتدائي. ونزل الخبر مثل الصاعقة على الأسرة التي مازالت تبحث عن سبب منطقي لهذا الحكم، ومصير الملف القضائي والخبرات التي تتوفر عليها، وكيف يمكن أن تدخل مريضة قاعة جراحة بكامل صوتها، وتغادرها خرساء بلا نطق. قبل أن ينهي المكالمة، قال زوج الضحية لـ"الصباح" "إن الملف موضوع الآن فوق مكتب الرئيس المنتدب الرئيس للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ومازلنا ننتظر منه الإنصاف والعدل". يوسف الساكت

خطأ طبي يصيب مريضة بالخرس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سوق الفلاح... نهاية التهريب

الرصاص يلعلع ببرشيد

مقالات ذات صلة