خـردة أوربـا تـدر الملاييـن

زبناء من مختلف الفئات يقبلون على سوق اللويزية اسماعيل مواطن مغربي مقيم بالديار الإيطالية مند أزيد من 15 سنة، فقد عمله داخل إحدى الشركات بمدينة روما بسبب أزمة مالية، ما دفع به إلى البحث عن عمل بديل يوفر له مدخولا قارا يعينه على مصاريف الإقامة والأكل والشرب، ورعاية أسرته داخل إيطاليا وبالمغرب. ومن بين الحلول التي لجأ اليها إسماعيل، قيامه بجولات بعدد كبير من أزقة روما خلال الصباح الباكر، حيث يضع المواطنون في إيطاليا على غرار دول أوروبية أخرى ما يستغنون عنه من أثاث وأوان وملابس بمختلف أشكالها وأنواعها، ويعمد إلى تجميعها بقبو يوجد أسفل العمارة التي يقطنها، قبل أن يحملها بسيارة نفعية كبيرة وينقلها إلى المغرب مرتين في السنة. وقال إسماعيل في تصريح لـ"الصباح"، إنه بسبب المداخيل المالية المهمة التي أضحت تدرها عليه هذه التجارة، عمد إلى اقتناء مايزيد عن ست سيارات نفعية من الحجم الكبير، كلها تحمل ترقيما أجنبيا. وشغل معه 12 مغربيا، سائقين للسيارات، حيث أضحى يقوم برحلات كل 15 يوما. وأضاف إسماعيل أنه يجلب بضائع متنوعة من إيطاليا وإسبانيا تحتاجها السوق الداخلية، ليس لأنها غير موجودة هنا في المغرب، ولكن لسببين، أولهما رغبة الزبناء في اقتناء كل ما هو أجنبي، وهذا مرتبط بالعقلية التي ترى أن بضاعة "الخارج" أكثر جودة من البضاعة المصنعة بالمغرب، والعامل الثاني هو الثمن الذي يظل أقل بكثير من البضاعة الموجودة في المغرب، إضافة إلى أن العديد من الزبائن يفضلون "القديم" على "الجديد" بالنسبة إلى مجموعة من البضائع مثل قطع غيار السيارات والدراجات والأواني المنزلية وأيضا الألبسة. وحول قيمة المداخيل من هاته التجارة، قال إسماعيل، إن تجارته تدر عليه رقم معاملات سنويا يقدر بحوالي 3 ملايين درهم، وإنه يقصد أكبر الأسواق بالمغرب، خصوصا السوق الأسبوعي اللويزية بعمالة المحمدية، الذي يضم شارعا يسمى بشارع فرنسا يضم أزيد من 400 مكان للبيع، وسوق الأربعاء ببن سليمان، وغيرها من الأسواق حيث عشرات السيارات ذات الترقيم الأجنبي وبعضها ذات ترقيم مغربي يعرض أصحابها سلعهم، مصرحا "كانجيب سلعة مخلطة وعندي كليان ديالي يعملون وسطاء في المجال حيث أبيع البضاعة لهم دفعة واحدة، ويعمدون إلى بيعها مرة أخرى لتجار آخرين، قبل أن تباع إلى آخر تاجر الذي يعرضها للزبناء لبيعها بالتقسيط، وأن كل عملية في سلسلة البيع تترك هامش ربح يتراوح بين 1500 درهم و10000. وتشكل كل الفئات الاجتماعية زبناء لهذه التجارة، إذ لا يقتصر التهافت على هذه الأسواق على فئة اجتماعية بعينها، أو جنس أو فئة عمرية تحديدا دون غيرها، ولكن ذكورا وإناثا، شيبا وشبابا، ميسوري الحال وما دونهم، الكل يتردد عليها، يتجول بين معروضاتها ويقتني ما يرغب ويستطيع اقتناءه، من ملابس، وأحذية عادية أو رياضية، ولوازم البيت من أثاث وتجهيزات المطبخ وأواني من مختلف الأشكال والأصناف، وإكسسوارات وديكورات، ودراجات عادية وأحيانا نارية، وتحف من مختلف الأصناف، وقطع غيار لمختلف العربات، ولوازم مدرسية ولوازم مكتبية، ولوازم الصيد في البحر، وأدوات ولوازم الحديقة أو الحقل الفلاحي، والدمى ولعب الأطفال. ولم يفت إسماعيل أن ينبه المواطنين، بأن الإقبال على هاته السلع الأوروبية، جعل عددا من التجار المغاربة يعمدون إلى غش زملائهم ومواطنين آخرين، بقيامهم بالبحث عن سيارة تحمل ترقيما أجنبيا، ويعمدون إلى وضع سلع مختلطة بسلع أوروبية وأخرى صينية الصنع تباع بأثمنة زهيدة، ويعمدون إلى بيعها على أساس أنها مجلوبة من أوروبا. كمال الشمسي (المحمدية)

خـردة أوربـا تـدر الملاييـن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقاطع صوتية تورط جوادي

اعتقال جانح قتل أخاه بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات