حقد وكره ينتهيان بقتل

المتهم خبأ أداة الجريمة تحت سور قبل الفرار إنجاز: أحمد ذو الرشاد (الجديدة) تمسك دفاع المتهم بمحاكمة موكله حضوريا، نظرا لحجم وثقل التهمة الموجهة له، المتمثلة في متابعته من قبل الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة، من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والسكر العلني البين، وحددت الغرفة الجنائية بداية شتنبر المقبل للنظر في قضيته. نشأ هشام في جو عائلي كثير الأفراد، اتسم بالفقر والجهل، ما حرمه من ولوج مقاعد الدراسة. ولج عالم الشغل من باب الاشتغال في القطاع الفلاحي المتضرر أصلا جراء تأثير سنوات الجفاف، فلم يفلح فيه ولم يجد فيه ضالته. وبعد وفاة والده، ازداد الوضع الأسري سوءا وبؤسا وفقرا واضطر إلى ركوب المغامرة وانتقل إلى ناحية اعريش بضواحي الداخلة للاشتغال في قطاع الصيد البحري. وتعلم الحرفة وأصبح قادرا على صرف المال من أجل تلبية حاجياته، وتعرف على بعض الحرفيين المدمنين على استهلاك المخدرات وشرب الخمر. وزاغ عن "الطريق السوي"، وطال بعده عن والدته التي كان يرسل لها بعض النقود من حين لآخر لمساعدتها على تربية إخوانه وأخواته السبعة، ولتخفيف عبء الحياة عنها. العودة إلى الدوار قرر هشام بعد التخفيف من إجراءات الحجر الصحي العودة إلى مسقط رأسه لزيارة والدته وإخوته، وقضاء بعض الوقت بينهم ريثما تتحسن الأحوال ليعود إلى استئناف عمله. والتقى ببعض أقرانه من أبناء عمومته وأخواله وعشيرته وبدأ يقضي معهم الليالي في السهر وتدخين المخدرات وشرب الخمر، سيما أنه كان يساهم في مصاريف الجلسات. وطلبت منه والدته المساهمة في ترميم بيت العائلة، فاستقدم عمالا لهذه المهمة، وكان يقضي معهم النهار. وفي أحد الأيام، فوجئ بابن أخيه يعود إلى البيت وهو في حالة نفسية مهزوزة، ولما اقترب منه، علم أنه في حالة سكر وبعد الاستفسار عن حاله، أكد له أن شخصا اعتدى عليه بالضرب والسب والشتم أمام بعض أبناء الدوار. وتذكر أن الأخير معروف بجبروته بالدوار، إذ كثيرا ما كان يعتدي عليه هو شخصيا. دم على الإسفلت اكتشف بعض أبناء الدوار الضحية المعتدي وهو ممدد على إسفلت الطريق والدم ينزف منه. وتم إخبار الضابطة القضائية بذلك من قبل مقدم الدوار. وانتقلت فرقة دركية إلى مكان الاعتداء ووجدت بقعا من الدماء وفردتي حذاءين مختلفين، وعلمت من المبلغ أن الضحية تعرض لاعتداء من قبل هشام، وأنه في طريقه إلى المستشفى الإقليمي. وتوصلت بمعلومة من مسؤول بالمستشفى نفسه، تفيد وفاة المعتدى عليه. وعادت إلى الجديدة وعاينت جرحا عميقا بظهر الضحية واستمعت لشقيقه، فأكد أنه كان بمنزله فسمع أصواتا بالطريق الجهوية، ولما خرج لاستطلاع الأمر وجد الضحية ممددا على بطنه فوق الإسفلت وهو غارق في دمه ومغمى عليه، فاتصل بالمقدم الذي انتدب سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى. عادت الفرقة الدركية إلى الدوار نفسه واستمعت لعدد من أبناء الدوار حول ظروف وملابسات الاعتداء. وصرح كل واحد على حدة، أنهم شاهدوا الضحية غارقا في دمه، دون أن يعرفوا من تسبب في ذلك. وصرح شاهد آخر أنه كان بمنزله، فسمع لغطا بالزقاق، ولما خرج شاهد الضحية ممددا على الأرض، فيما لمح المتهم المدعو هشام يغادر المكان بسرعة. هوية القاتل وتوصلت الضابطة ذاتها إلى الهوية الكاملة لهشام. وعملت على تمشيط الدوار لكنها لم تعثر عليه. وكثفت أبحاثها وتحرياتها بحثا عنه. وعلمت من أحد مخبريها أنه يوجد بمنزل أخته الواقع بدوار آخر. وانتقل رئيس المركز الترابي رفقة عناصر دركية إلى هناك، وعملوا على تطويق المنزل، وتمكنوا من إيقافه، وهو في حالة سكر، رغم محاولته الفرار منه. واستمع الرئيس ذاته لهشام، فصرح أنه نشأ في كنف أسرة متعددة الأفراد، تعاني الفقر والعوز ولم يتمكن من الولوج إلى المدرسة. وأكد أن له عداوة مع الهالك، إذ كان يعتدي عليه بالضرب والجرح والسب والشتم أمام أبناء الدوار. وأضاف أنه يوم الحادث، كان الضحية في حالة سكر واعتدى على ابن أخيه، ولم يكتف بذلك بل هجم على بيت والدته وكان يتفوه بكلام بذيء. وأحس بالمهانة وتوجه إلى غرفته وتسلح بسكين وعاد للبحث عنه. ووجده واقفا بالطريق المعبدة، فتوجه إليه وشرعا في التلاسن، فصفع الهالك المتهم، الذي أحس بالمهانة واستل السكين ولوح بها في الهواء ولما استدار الهالك، وجه له طعنة قوية أسفل ظهره فتمايل قبل أن يسقط على الإسفلت. وخبأ المتهم السكين في سور وغير ملابسه ولاذ بالفرار.

حقد وكره ينتهيان بقتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طائرة خاصة للسفر لبنين

مواد مشعة في مياه الشرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات