وفاة تورط راقيا ببني ملال

الهالك في عقده السابع قرر عيادة المتهم لطرد الأرواح الشريرة أوقفت مصالح الدرك الملكي بتاكزيرت، "فقيها" مشتبها فيه بالتسبب في وفاة شيخ زاره في بيته، من أجل نيل بركته من الرقية الشرعية بعد أن ذاع صيته في أرجاء القبيلة، وصارت الوفود تتقاطر عليه من كل حدب وصوب، لنيل بركته التي تحدث عنها زواره في المحافل والتجمعات، قبل أن يحدث طارئ مفاجئ عجل بموت الشيخ الذي أسلم الروح إلى باريها في ظروف غامضة. وأمرت النيابة العامة المختصة التي دخلت على الخط، بنقل جثة الشيخ الذي باغته الموت في منزل "الفقيه"، من أجل إجراء تشريح طبي بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، ومعرفة أسباب الوفاة الحقيقية، قبل أن يتم وضع "الفقيه" رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار التوصل بتقرير التشريح الطبي، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حقه. ويتعلق الأمر بشيخ في عقده السابع، يقطن بمنطقة أدوز التابعة ترابيا لإقليم بني ملال، أحس بالوهن الذي تسلل إلى جسده، وقرر عيادة "فقيه" بدل طبيب ليطرد عنه الأرواح الشريرة التي تمكنت منه، وشد الرحال إلى بيت "الفقيه"، وانتظر دوره ليكشف عن حالته وقراءة ما تيسر من القرآن، لتطهير نفسه من الشياطين التي تلبست به وأعجزته عن الحركة. ولم يتردد الضحية الذي اشتد به الألم، في زيارة "الفقيه" الذي أصبح حديث الألسن بالمنطقة عن قدراته وبركته التي تخطت كل الحدود، ورغبته في نيل حصة علاج بالرقية الشرعية التي يتذرع بها المشعوذون، لإقناع مرضاهم بشرعيتها الدينية، وورودها في ممارسات السلف الصالح. وحدثت المفاجأة، أن أصيب الشيخ في حضرة "الفقيه" بغيبوبة، سرعان ما توقف بعدها نبض قلبه في ظروف غامضة، دون معرفة أسباب الوفاة الحقيقية، ليتحول بعد ذلك بيت "الفقيه" إلى قبلة للفضوليين الذين ملؤوا جنبات المنزل، وراحوا يطلقون تأويلاتهم لإقناع الناس بأن الأرواح الشريرة التي كانت تسكن المريض رفضت مغادرة جسد الضحية، وأبت إلا أن تحمل معها روحه إلى الأبد. وفور علمها بالخبر، حلت بالمنزل عناصر الدرك الملكي، للقيام بالإجراءات القانونية، وأمرت بنقل جثة الشيخ بتعليمات من النيابة العامة، بعد التأكد من وفاته، إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى بني ملال من أجل التشريح الطبي، قبل أن تصدر أوامر بإخضاع "الفقيه" لإجراءات البحث والتحقيق لمعرفة أسباب الوفاة المفاجئة. وأفادت مصادر محلية، أن عناصر من الدرك الملكي شرعت في تفتيش منزل الموقوف للبحث عن أدلة تفيد المحققين في تحرياتهم والكشف عن الحقيقة، وأسفرت التحريات عن العثور على أنواع من البخور، فضلا عن مواد أخرى تستعمل في أعمال الشعوذة، ليتم حجزها لفائدة البحث الذي تجريه مصالح الدرك الملكي. وحملت فعاليات حقوقية المسؤولية للمسؤولين المحليين الذين كانت تصلهم أخبار يومية عن "الفقيه" وأمثاله في المنطقة، وتأكد بعد تحريات أنهم يقومون بأفعال تتناقض مع جوهر الدين، بل لم يترددوا في نشر فيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تكشف عن قدراتهم الخارقة في "صرع" الجن الذي يتلبس بالمريض، ويعطل قدراته الجسدية، ويستغلون سذاجة المريض الذي تعجزه مصاريف الطبيب الباهظة، ويختار بعدها اللجوء إلى الموت البطيء في أقرب بيت مشعوذ، لينال من بركته التي تريحه من متاعبه وهمومه اليومية. سعيد فالق (بني ملال)

وفاة تورط راقيا ببني ملال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفع درجة اليقظة بسبب "دلتا"

ضعف التأهيل وزيف التوجيه

مقالات ذات صلة