حركات: ليست ترفا

> كيف هي علاقة المغاربة بالثقافة الجنسية، صحية أم مرتبكة؟ > من الصعب أن نتحدث بنوع من التعميم حول علاقة المغاربة بالثقافة الجنسية، لأن غالبا ما يكون الحديث نمطيا، لأن المغاربة 34 مليون شخص، لا يتوفرون على الوعي الجنسي نفسه. هناك من يقول إن المغاربة جهابذة في الجنس، وهذا كلام فارغ، لأن كل شعب يجب أن يتحدث عن نفسه بطريقة تظهر مزاياه، خاصة في ما يتعلق بالجانب الذكوري وموضوع الفحولة. وأما الحديث بطريقة سليمة وصحية، فيتطلب وجود دراسات علمية دقيقة حول المغاربة والجنس، وأن نسأل النساء حول رأيهن في الرجال في الفراش، حينها يمكن أن نكون فكرة صحيحة، قريبة للواقع. وفي ظل غياب دراسات، هناك فقط بعض المؤشرات، من قبيل علاقة بعض الأزواج المطبوعة بالكثير من الكبت، ويعتبرون الجنس مواقعة فقط، بينما هناك أزواج يمارسون العلاقة الجنسية بتفنن. > هل ترى أن الحل يكمن في تدريس الأجيال التربية الجنسية؟ > قبل الحديث عن العلاقة الجنسية بين الأزواج أو بين شخصين، يجب أن نتحدث عن علاقة الشخص بجنسانيته، وبالتالي هذه العلاقة يمكن أن تتطور بواسطة التربية الجنسية، أو التوعية الجنسية، وهذه الأمور أؤمن بها، ومنذ أكثر من 30 سنة وأنا أطالب بها. ولا يجب أن نعتبر التربية الجنسية ترفا، لأننا نتيجة علاقة جنسية، ومن شأنها أن تصالح الأفراد مع أجسادهم، وتمكن الطفل من التعرف على جنسانيته، وتعلمه حماية جسده ومنع انتهاك حرمته، واحترامه لجسده وجسد الآخر، وبعدما يصل الطفل مرحلة البلوغ، يتعرف على التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسده، وكيفية التعامل معه، كما أنه يتعلم كيف يعشق جمالية جسد الآخر، ويتعلم الطفل أيضا طريقة التعامل مع التهييج الجنسي، وكبح اندفاعاته. > أليست المواقع الإباحية الملاذ الأخير للحصول على معلومات حول الثقافة الجنسية في ظل غيابها في قنوات التنشئة الاجتماعية؟ > هناك اختصاصيون جنسانيون يقدمون نصائح ومعلومات في وسائط متعددة، لكن اللجوء إلى الأفلام الإباحية هو تعويض عن الكبت، لأن جزءا من المراهقين والبالغين مهيؤون لممارسة الجنس، لكنهم يواجهون صعوبات، فإما ليست لهم صديقة أو صديق، أو أن الوازع الديني أو الظروف الاجتماعية تمنعهم، وبالتالي يفرغون ذلك الكبت في مشاهدة هذه الأفلام، وبالمقابل هناك متزوجون لا تعترضهم الصعوبات ذاتها، ومع ذلك يشاهدون المواد الإباحية، وسبب هذا أنهم يفتقدون للتوعية الجنسية، لأنهم لم يتلقوها في الصغر. وأما في ما يتعلق بمن يدخل المواد الإباحية في خانة الترفيه، فأعتقد أن هذه المواد مثلها مثل الآية التي نزلت في الخمر، مفادها أن سلبياته أكبر من إيجابياته، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأفلام الإباحية، لأن ضررها أكبر بكثير من نفعها، لأنها يمكن أن تساعد على تفريغ كبته بشكل آني، لكنها بالمقابل تشوه جنسانية الشخص، لأنها تصبح مرجعيته الجنسية، في حين أنها مرجعية حيوانية. أجرى الحوار: عصام الناصيري * اختصاصي في علم الجنس

حركات: ليست ترفا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"علوم الباه" ومجتمع "التقية"

رسوم جديدة في الجامعات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات