إسبانيا ترضخ للاعتراف الأمريكي

واشنطن تحرج مدريد بملف سبتة وتجبرها على التراجع عن الموقف "الثابت" في الصحراء انقلبت تصريحات المسؤولين الإسبانيين رأسا على عقب، بعد إشارات من واشنطن عن تشبثها بقرار الاعتراف بمغربية الصحراء، إذ قالت أرانشا غونزاليز لايا وزيرة خارجية إسبانيا «نحن منفتحون على الاستماع إلى المغرب حول الصحراء»، بعدما كانت تصر قبل أيام على أن موقف مدريد ثابت ولن يتغير. واعترفت غونزاليز لايا في حوار مع صحيفة «لافانغوارديا» بأخطاء الحكومة في حق المغرب التي أدخلت بلادها قبل شهر في أزمة «لم نكن نريدها على الإطلاق»، مضيفة «إننا نريد اليوم الخروج من هذا المأزق في أسرع وقت ممكن، وسنعمل حتى يتم إنشاء مساحة ثقة يمكن من خلالها إعادة توجيه العلاقة سيتطلب ذلك حكمة كبيرة من جانبي». وذهبت الوزيرة حد القول بأنها كانت الأكثر انتقادا لنفسها، لأنها لا تغير مواقفها بسهولة، خاصة في يتعلق بالدفاع عن مصالح بلادها، مسجلة أن دعم الاتحاد الأوروبي دعم لمدريد، لكن الولايات المتحدة كانت أبعد من ذلك بكثير، إذ نظرت واشنطن إلى مكان آخر غير سبتة، في إشارة إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكشفت الوزيرة عن بعض ما دار بينها وبين كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، طوني بلينكن، إذ أظهرت تغيرا كبيرا في الخطاب الإسباني، عندما قالت "إننا نتفق مع الولايات المتحدة على أن اعترافها بمغربية الصحراء يجب أن يتعزز بالأمم المتحدة. وضرورة إعادة تنشيط خط المسار الأممي مع أقصى درجات الاحترام ، دائما للمغرب". وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن الحكومات الإسبانية كانت دائما حذرة للغاية، «فنحن نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية، وأن شروط الرباط تتضمن عدم التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة، مؤكدة بالمقابل أن إسبانيا على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب ، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا التوسط. وحاولت أرانشا غونزاليز أن تفند التقارير التي تتحدث عن أزمة في العلاقات الإسبانية الأمريكية بسبب الصحراء، مسجلة أن علاقة إسبانيا بالولايات المتحدة متينة على الصعيدين السياسي والاقتصادي والتجاري والدبلوماسي، وأنها ليست في منطقة حرجة، على اعتبار أن الأولوية عند البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وعلاقة الولايات المتحدة بالصين، و»إسبانيا ليست هناك وربما هذا هو سبب عدم ظهورنا في المكالمات الهاتفية الأولى للرئيس جو بايدن، كل شيء آخر هو ضجيج في ضجيج، وسط نفق صاخب يشوه كل شيء. لا يمكن للسياسة الخارجية أن تقوم على أساس المبالغة» . وبخصوص تجاهل بايدن لملاحقة رئيس الحكومة الإسباني له في كواليس الناتو، قالت الوزيرة إنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة على عقد اجتماع على هامش الجمعية العامة لحلف الشمال الأطلسي «لتحية بعضنا البعض والالتقاء وتبادل بعض الانطباعات، والاجتماع عقد في وقت كان فيه قادة الناتو بمفردهم ، دون وسائل الاتصال. ثم التقطت صورة عائلية للجميع». ياسين قُطيب

إسبانيا ترضخ للاعتراف الأمريكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسائل مجهولة تعصف بأمنيين

ورزازات تنوع عرضها السياحي

مقالات ذات صلة