الخلفي: مدريد سبب المشكل

قال مصطفى الخلفي، رئيس لجنة الصحراء في العدالة والتنمية، إن تجاوز الأزمة الحالية بين المغرب وإسبانيا، يقتضي إعادة بناء الثقة بين البلدين عبر تحرك مدريد المعنية بمعالجة المشكل، الذي تسببت فيه باستقبالها زعيم ميليشيات «بوليساريو»، وكذا سعيها إلى استخدام البرلمان الأوربي لمحاولة محاصرة وعزل المغرب. ونبه الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، السابق، إلى وجود وضع حزبي جديد بدأ يتشكل في إسبانيا، في السنوات الأخيرة، يتعلق بتزايد السياسيين المتأثرين بالأطروحة الانفصالية للكيان الوهمي «بوليساريو». وسجل المتحدث نفسه، خلال مشاركته في لقاء دراسي في مجلس النواب حول موضوع «الأزمة بين المغرب، وإسبانيا السياق والمآل" أن الأزمة الحالية بين البلدين كانت متوقعة، وحدوثها كان مسألة وقت، مشيرا إلى أنها مرتبطة بمجموعة من التحولات السياسية، والاقتصادية، والجيو إستراتيجية، التي يعرفها المغرب، وكذا تحولات تعرفها الطبقة السياسية في إسبانيا، معتبرا أن الجارة الشمالية للمغرب فقدت أحد عناصر قوتها التي كانت تدعيها، وهي أنها لسان المغرب في الاتحاد الأوربي، حين عمدت إلى طرح الموضوع داخل البرلمان الأوربي، ولم تتمكن من تغيير العلاقة القائمة بين هذه المؤسسة الأوربية والمغرب، إذ فشلت في انتزاع توصية الإدانة التي وضعتها ودافعت عنها. وأكد الوزير الأسبق للاتصال، أن المغرب استطاع أن يحسم قضية العلاقات التجارية مع ستبة ومليلية المحتلتين، عبر مشروعي ميناءي الناظور، وطنجة المتوسط، كما استطاع اعتماد قانونين لترسيم الحدود البحرية للمملكة، وكذا حسمه لملف الكركرات. ونبه المتحدث إلى التحول الأهم، وهو انتزاع اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، الذي له أثر كبير في المنطقة، ما أدى إلى توسيع إمكانية ولوج المغرب إلى سلاح أمريكي متقدم، يمكنه استعماله في كافة ترابه، كما ربح المغرب من ذلك، ملاءمة اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا، مع قرار الاعتراف بمغربية الصحراء. واعتبر الخلفي أن التحولات المذكورة ستنعكس على المغرب بتعزيز موقفه في التفاوض المستقبلي مع أوربا، عموما، وإسبانيا خصوصا، سيما أن اتفاق الصيد البحري سينتهي العمل به السنة المقبلة. وفي ما يتعلق بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أكد الخلفي أن الإدارة الأمريكية لن تتراجع مطلقا عن هذه الخطوة، إلا أن اللوبي الذي يشتغل في أمريكا ضد المغرب سيواصل عمله في الكونغريس الأمريكي، لذلك لابد من اليقظة والحذر. كما سجل المتحدث نفسه بأن الإسبان صاروا يتخوفون بأن يتجه المغرب -بعد إنجازاته المذكورة- إلى طرح ملف سبتة ومليلية المحتلتين أمام لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة. وفي المقابل، نبه الخلفي إلى وجود تحولات مهمة تعرفها إسبانيا، إذ أشار إلى أنها تشهد بروز نخبة حزبية جديدة، وشابة، أغلب أطرافها كانوا على علاقات مع جمعيات، ومنظمات انفصالية، مسجلا في هذا الإطار فشل الفاعل الحزبي المغربي في مواكبة هذه التحولات، وعدم قدرته على التأثير فيها لصالح المغرب. وخلص إلى أن إسبانيا صارت اليوم في وضع محرج، وأن الكلمة المفتاح لدى الطبقة السياسية الحكومية في مدريد اليوم هي «نريد أن ننهي الأزمة، لكي يتم التحضير للمفاوضات بشأن الصيد البحري". وقال الخلفي إن الأزمة لا ينبغي أن تستمر، لكن حلها بيد إسبانيا، المطالبة بمراجعة مواقفها، وممارسة النقد الذاتي، ما يمكن من إعادة بناء الثقة بين البلدين، والعودة إلى المسار السابق. أ . أ

الخلفي: مدريد سبب المشكل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاعتقال الاحتياطي لم يبلغ الترشيد

"أزبال الكبار" تكبد البيضاء 16 مليارا

مقالات ذات صلة