جرائـم “أبطالهـا״ أمنيـون

ضمنها تهريب المخدرات والارتشاء وقبول هبات من مشبوهين تعددت في السنوات الأخيرة بطنجة، قضايا وجرائم مثيرة يتقمص فيها دور البطولة أشخاص يحملون الصفة الضبطية وينتمون إلى سلك الشرطة والدرك الملكي والجمارك وغيرها... خاصة الذين يستغلون مناصبهم والثقة التي وضعت فيهم لتنفيذ جرائم يكون وقعها في نفوس المواطنين أشد قوة. وشهدت عاصمة البوغاز، باعتبارها قاعدة ثابتة لتهريب الحشيش نحو الضفة الشمالية من المتوسط، ومعبرا إستراتيجيا لتهريب السلع والبشر، فضائح كثيرة وحكايات مختلفة أعقبتها زيارات متتالية لفرق الشرطة القضائية الوطنية وأخرى تابعة للدرك الملكي، التي وقف ضباطها على اختلالات وخروقات أسفرت عن اعتقالات وتوقيفات طالت أمنيين من رتب مختلفة، وكذا مسؤولين في جهاز الدرك، الذين تمت إحالتهم على العدالة. وتعتبر فضيحة تورط دركيين في تسريب أطنان من المخدرات إلى داخل الميناء العسكري بمنطقة "الزهارة" (حوالي 35 كيلومترا شرق طنجة)، من أخطر القضايا التي زعزعت القيادة العليا للدرك الملكي، وأسفرت عن إيقاف 5 دركيين تم تقديمهم أمام المحكمة العسكرية في الرباط، وإعفاء وتنقيل عدد من المسؤولين في جهاز الدرك الملكي بالمنطقة الشمالية، جاء على رأسهم الكولونيل ماجور محمد الغربي، الذي أعفي من منصب القائد الجهوي للدرك الملكي بطنجة، وألحق بالقيادة العليا بالعاصمة الرباط، باعتباره المسؤول الأول على كل ما يقع تحت نفوذه الترابي، وكذا نائبه ورئيس السرية بميناء طنجة المتوسط. وتفجرت هذه القضية، بداية أبريل الماضي، بعد أن رصدت البحرية الملكية عبر كاميرات عالية الدقة، زورقا مطاطيا بعرض البحر على متنه دركيون وهم يسلمون رزما من المخدرات لأحد قوارب الصيد الإسبانية، لتقوم عناصر البحرية بإخطار القيادة المركزية في الرباط. إثره، حلت بالميناء العسكري، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة القصر الصغير، عناصر الفرقة الوطنية للدرك الملكي، وعملت على تطويق جميع منافذ القاعدة البحرية قبل أن تداهم مركز الدرك بالميناء، لتعثر على رزم من مخدر "الشيرا"، التي يعتقد أنها كانت تنتظر الوقت المناسب لتهريبها نحو الضفة الأخرى عبر زوارق مطاطية سريعة تأتي غالبا من السواحل الإسبانية، لتباشر بعدها فرقة الأبحاث تحقيقاتها في القضية. من جهة أخرى، شهدت المدينة، في السنوات الأخيرة، فضائح مثيرة كان أبطالها ينتمون إلى سلك الشرطة، خاصة الذين يستغلون مناصبهم لتنفيذ عمليات نصب واحتيال للاستيلاء على أموال المواطنين، أو تحولوا إلى حراس مخلصين لأشخاص خارجين عن القانون يوفرون الحماية اللازمة لبارونات المخدرات وزعماء شبكات التهريب الدولي والهجرة السرية. ومن بين الملفات المثيرة التي استأثرت بمتابعة الرأي العام المحلي والوطني، ملف توبع فيه أربعة أمنيين تابعين للهيأة الحضرية بطنجة، الذين وجهت لهم النيابة العامة تهما ثقيلة تتعلق بـ "الارتشاء وقبول هبة من قبل أشخاص ينشطون في الاتجار في المخدرات مقابل الإخلال بأعمال تدخل في إطار وظيفتهم وعدم التبليغ والمشاركة". واعتقل موظفو الأمن الأربعة، مقدم شرطة و3 أمنين برتبة مقدم رئيس، من قبل المكتب الوطني لمحاربة المخدرات، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، بعد أن ضبطوا متلبسين بتمكين معتقل بمخفر ولاية أمن طنجة "الجيور" من هاتف محمول، وسهلوا له إجراء مكالمة مع مبحوث عنه يمثل زعيم شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار في المخدرات، مقابل مبالغ مالية عبارة عن رشاو نظير إخلالهم بواجبهم المهني، حيث أصدرت المحكمة في حق ثلاثة منهم أحكاما سالبة للحرية وصلت إلى ستة أشهر حبسا نافذا، فيما متعت المتهم الرابع بالبراءة. وتطرح هذه الفضائح الخطيرة أكثر من علامة استفهام حول العوامل والأسباب التي تدفع أفراد هذه الأجهزة إلى القيام بتجاوزات مرتبطة بأداء مهامهم، من ابتزاز وشطط وتلفيق للتهم وتزوير في المحاضر، وأخرى تندرج في مجالات الهجرة والاتجار الدولي في المخدرات، رغم أنهم يتلقون تكوينا أكاديميا دقيقا، إلا أن بعضهم، من أصحاب الضمائر الضعيفة، يزيغون عن الأهداف النبيلة الموكلة لهم، ويتحولون إلى مجرمين يرتكبون أخطاء يندى لها الجبين وتزج بهم داخل السجون. المختار الرمشي (طنجة)

جرائـم “أبطالهـا״ أمنيـون

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قائد يعنف رب أسرة أمام الملأ

رسالة رياضية: الشابي ورحيمي والمنتخب

مقالات ذات صلة