الجائحـة صعبـت المأموريـة

لزرق قال إن مصداقية الأحزاب يجب أن تتأسس على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة اعتبر رشيد لزرق أستاذ القانون العام بجامعة ابن طفيل (القنيطرة) أن مصداقية الأحزاب تقوم لزوما على طرح مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ليشكل محور النقاش السياسي في الفترة الحالية، تزامنا مع التداعيات السلبية للجائحة وأجرأة خطاب الإصلاح على أرض الواقع. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار : ياسين قُطيب < هل تمكن المراهنة على الأحزاب في وضعها الراهن من أجل ربح ثقة المواطنين المغاربة وترجمتها إلى مشاركة مرتفعة في الانتخابات المقبلة ؟ < بالتزامن مع الجهود التي يبذلها المغرب لتجاوز المخلفات الاقتصادية للأزمة التي تسببت فيها تداعيات جائحة كورونا، انتصبت صعوبات أمام إجراء الانتخابات في موعدها، وبلغت خطورتها حد فتح مسلسل التداول في إمكانية تأجيل الاستحقاقات لبضعة شهور, بذريعة تهييئ الظروف العامة المناسبة للتنافس السياسي، بالنظر إلى أن النصف الثاني من السنة الحالية ينتظر أن يشهد أكثر من استحقاق انتخابي، انتخابات تشريعية، وجماعية وجهوية، الأمر الذي يعيد طرح مصداقية الأحزاب السياسية، ومدى قدرتها على تقديم عرض سياسي يجذب المواطن للمشاركة. إن تنظيم الانتخابات في أوانها كان ترجمة لحسم الدستور في إقرار الخيار الديمقراطي بشكل لا رجعة فيه، وجعل فكرة تأجيل الانتخابات غير مقبولة لانعكاس ذلك على التجربة الديمقراطية المغربية، وطرح بعض القيادات الحزبية الجائحة سببا لتأجيل الانتخابات وخلق أجواء استثنائية، ليس مبررا، لأن كورونا كما يتضح باتت داء يفرض التعايش معه. < هل يعني ذلك أن الجائحة ستزيد من شبح عزوف سياسي خلال انتخابات الصيف؟ < شكلت جبهة مواجهة الجائحة أولوية وطنية، والدليل أنها تتم بحكم قانون الطوارئ الصحية المقرر من قبل الحكومة، من خلال مرسوم مشترك لوزارتي الصحة والداخلية، لكن دورية الانتخابات مبدأ مقدس للديمقراطية، وتأجيل الانتخابات فيه مس بمبدأ الانتخاب الديمقراطي، ومع ذلك أطلق بعض القياديين في الأحزاب دعوات إلى تأجيل الاستحقاقات الانتخابية، الذي يعد تراجعا عن مكاسب الخيار الديمقراطي التي تحققت بإعمال دورية الانتخابات، وفكرة التأجيل الانتخابات القادمة هي بمثابة عملية ضرب للخيار الديمقراطي. ولاحظنا أن البعض يحاول الترويج لفكرة تأجيل الانتخابات على خلفية جائحة كورونا والبعض الآخر يدعو إلى حكومة وحدة وطنية، ما أظهر تغييب القيادات الحزبية للمصلحة الوطنية ومراعاة صورة المغرب دوليا، وافتعلت ضجيجا ضمن مناورات مكشوفة تسعى إلى عرقلة المسار الديمقراطي، بهدف ضمان وجودها في الحكومة، وتصرفات عبثية الهدف منها إشعال فتيل تطاحنات وصراعات سياسية أنهكت الدولة، وبات لها تأثير على المواطن في حياته اليومية. < ما هي في رأيكم أهم المقومات التي تفتقر إليها الأحزاب في معترك كسب ثقة الناخبين؟ < إن مصداقية الأحزاب تقوم لزوما على طرح مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ليشكل محور النقاش السياسي والحزبي في الفترة الحالية، تزامنا مع المستجدات الوطنية وأجرأته على أرض الواقع، وسواء تعلق الأمر بتلك الممثلة في البرلمان، أو الموجودة في الحكومة أو المحسوبة على المعارضة، فإن مصداقيتها من قدرتها على تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتقديم البدائل العملية القابلة للتحقيق وتنزيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ممارسة عملية كفيلة بإسقاط الفساد، لأن مصدر الفساد في الأصل سياسي داخل البنية الحزبية. < كيف يمكن تغيير معطيات المشاركة في ظل خطاب سياسي لا يواكب تحولات المجتمع ؟ < الملاحظة الأساسية أن الأحزاب دأبت في جميع حملاتها الانتخابية على رفع الشعار المتكرر، وهو محاسبة المفسدين ومواجهة ظاهرة الفساد السياسي، في الوقت نفسه، يرى الجميع وجود حماية سياسيه لفاسدين من قبل قيادات حزبية، وتنظيمات يقال إنها حقوقية، إذ تتميز بغياب مبادئ وممارسات الشفافية داخل هياكلها، مع ضعف نظم وأدوات المساءلة والعقاب، ما يسهل التلاعب بالقوانين، حتى ولو كانت مثالية فى منطوقاتها. < هل تتفقون مع الرأي القائل بأن للفساد السياسي دورا في تدهور الثقة في الصناديق؟ < يجب التشديد على أن هناك ارتباطا وثيقا بين ظاهرة الفساد والمنظومة السياسية، التي من شأنها أن تجعل الشعارات بضاعة موجهة للاستهلاك الإعلامي، فالوعود التى تطلقها قيادات حزبية بشأن استعدادها لمحاربة الفساد والمفسدين، لا يوجد لها أثر على أرض الواقع وفي أذهان المواطنين، لأن الفساد قد نما وترعرع على يد المتحزبين الملطخة بريع المجالس المنتخبة وشبهات الاغتناء غير المشروع. لذلك لابد من حراك داخل المنظومة الحزبية بغاية خلخلة بنيتها شرطا ضروريا تطبيقا للمثل القائل بأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه. وما دامت هناك علاقة سببية بين تنامى الفساد ومرحلة الشعبوية المتميزة بتنافس مجنون بدون روح سياسية، فإن مصداقية الفعل السياسي في الميزان.

الجائحـة صعبـت المأموريـة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إطـلاق النــار بين الدرك وأباطرة

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

مقالات ذات صلة