تاريخ أحمر لجماعة خضراء

غالبا ما ينكر قادة الإخوان المسلمين ضلوع جماعتهم في العنف والاغتيالات السياسية، لكن تاريخ تنظيمهم السري يعج بالجرائم التي استقبلها الأعضاء بالفرح الكبير والتأييد الواضح. ومن أشهر الاغتيالات التي ارتكبها التنظيم السري التابع لجماعة الإخوان قتل رئيس الوزراء محمد ماهر باشا سنة 1954 حين كان التنظيم السري التابع للجماعة يعمل على رصد الشخصيات السياسية للتخلص منها بالقتل غدرا ودون أن يتبنى الإخوان تلك العمليات الإجرامية.كما أدين أعضاء التنظيم سنة 1948 بتصفية القاضي المصري ورجل القانون، أحمد بك الخازندار، المشرف على قضية "تفجيرات سينما مترو"، التي اتهم فيها عدد من المنتمين للجماعة، إذ تكفل عضوان من الإخوان هما حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم بإطلاق وابل من الرصاص على الخازندار وهو يهم بمغادرة بيته في اتجاه مقر عمله.وتجاوزت اغتيالات الجماعة التراب المصري، إذ تورط أعضاؤها سنة 1948 في قتل الإمام يحيى بن حميد حاكم اليمن، وذلك تنفيذا لمخطط حسن البنا الطامح إلى افتعال ثورة شعبية ضده والانقلاب عليه وإقامة حكم إخواني جنوب الجزيرة العربية. وفي السنة نفسها سينضاف إلى لائحة ضحايا الإخوان رئيس الوزراء المصري الأسبق، فهمي النقراشي باشا، أحد قادة ثورة 1919 ، والذي تقلد مهام رئاسة الوزراء مرتين متتاليتين، قبل أن تقتله الجماعة انتقاما من إصداره قرارا يقضي بحلها، وقد تخفى قاتله في لباس ضابط شرطة ليفرغ ثلاث رصاصات في ظهره. ولم يسلم أعضاء الجماعة السابقين من عنفها كما كان الحال بالنسبة إلى المهندس، السيد فايز، الذي أبدى معارضته على تنحية فهمي النقراشي باشا فكان جزاؤه القتل بواسطة علبة ملغومة أرسلت إليه مع أحد أفراد عائلته، الذي أوهمه عملاء الجماعة بأنها تحتوى على حلويات لمناسبة عيد المولد النبوي.كما تمكن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر من الخروج سالما من محاولتي قتل خططت لها الجماعة، وكانت الأولي سنة 1954 في ما يعرف بحادثة المنشية التي شهدت إطلاق نار على عبد الناصر أثناء إلقائه خطابا في ميدان المنشية بالإسكندرية، واتهم أعضاء من الإخوان بالاغتيال وتمت محاكمة وإعدام عدد منهم.وبعد ذلك، تعرض عبد الناصر سنة 1965 لمحاولة قتل أخرى نفذتها مجموعة من الإخوان يتزعمهم وهبة الفيشاوي، الذي خطط لتنحيته والقضاء عليه.واستمرت اتهامات القتل في ملاحقة أعضاء الجماعة منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، لتشمل اغتيال الشيخ الذهبي في 1977 ثم الرئيس أنور السادات سنة 1981، وهي السنة التي هاجم فيها منتسبون إلى التنظيم السري مبنى الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو”، ومديرية أمن أسيوط، وقتلت ميلشياتها أكثر من 118 جنديا وضابطا.وفي أكتوبر 1990 اتهمت الجماعة باغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، وبعده الدكتور فرج فودة سنة 1997، وقبل ذلك تفجيرات مقهى وادي النيل وقتل عدد من السياح الغربيين في هجوم على فندق سميراميس عام 1993.كما ظهر شبح الجماعة في الهجوم على عبارة والهجوم على منتجع سياحي وقتل سائحين ألمانيين سنة 1994، وكذا في الهجوم على فندق بالجيزة وقتل 18 سائحا يابانيا سنة 1997، وهي السنة نفسها التي تورط فيها أناس يدورون في فلك الجماعة بمذبحة ذهب ضحيتها 62 سائحا بالأقصر.ياسين قُطيب

تاريخ أحمر لجماعة خضراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هكذا يرتبط إسلاميون مغاربة بالإخوان

"الجماعة" من الملك فاروق إلى السادات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات