بورتريه : حسن البنا… ابن الساعاتي الذي حلم بالإمامة

حسن البنا، وهو حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي، مؤسس حركة الإخوان المسلمين سنة 1928، والمرشد الأول للجماعة. أسس الجماعة في مصر سنة 1928، وقبل ذلك حصل على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 وكان ترتيبه الأول على دفعته، وعين معلما بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية. في مارس من عام 1928 تعاهد البنا الذي أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية ، مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي، إذ تبلورت لديه فكرة الإخوان وهو طالب بدار العلوم، إذ كتب موضوعا إنشائيا عنوانه «ما هي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج؟» فقال فيه «إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أمل خاص وأمل عام. فالخاص: هو إسعاد أسرتي وقرابتي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. والعام: هو أن أكون مرشدًا معلمًا أقضي سحابة النهار في تعليم الأبناء وأقضي ليلي في تعليم الآباء أهداف دينهم ومنابع سعادتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة». قاومت الأحزاب المصرية فكر حسن البنا وحالت دون توسع رقعة الإخوان المسلمين السياسية، ومن بين تلك الأحزاب، حزب الوفد، أكثر الأحزاب انتشارا في ذلك الوقت، والحزب السعدي، وفي ذلك الوقت خاض الانتخابات أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة، إلا أنه لم يفز في أي مرة.وفي مساء الأربعاء 8 دجنبر 1948، أعلن النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت، قراره المتعلق بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفي اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات، وصادرت الحكومة سيارة البنا الخاصة، واعتقلت سائقه وسحب سلاحه المرخص به، وقبض على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يحملهم مسؤولية أي عدوان عليه.وفي الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949، كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين، ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم «9979».لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده الكثير من الدماء، لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطة لأنه مسيحيا وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا. في الأيام الأولى من قيام ثورة 23 يوليوز، أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات مصرع حسن البنا، وتم القبض على المتهمين باغتياله وتقديمهم أمام محكمة جنيات القاهرة، إذ صدرت ضدهم «أحكام ثقيلة» في غشت 1954.إيمان رضيف

بورتريه : حسن البنا… ابن الساعاتي الذي حلم بالإمامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إسلاميون بالمغرب: بعيدون عن الإخوان

هكذا يرتبط إسلاميون مغاربة بالإخوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات