السيـر فـي البيضـاء … ״عتقـو الـروح״ !

انسداد شبه كلي لحركة السير يوميا يغضب البيضاويين وقانون السير في مهب الريح والأشغال أول المتهمين رغم مجهودات الأمن العقيد درغام /تصوير: أحمد جرفي وعبد اللطيف مفيق طفح الكيل ... ولم يعد بإمكان البيضاويين حتى المشي على أقدامهم في زحمة لا تطاق، وصلت ذروتها في رمضان. منذ بداية الشهر الفضيل، أصبح هم البيضاويين الأول، الوصول إلى بيوتهم سالمين، إذ بمجرد أن تدق الساعة الثالثة زوالا، يبدأ جيشا من السيارات والحافلات الثقيلة والخفيفة، في «الهجوم» على شوارع ومدارات البيضاء، إلى حد الاختناق، بعد دقائق قليلة. من المعاريف إلى الحي الحسني مرورا بالألفة وليساسفة وعين الشق ودرب السلطان، ووصولا إلى عين السبع والبرنوصي وأناسي وسيدي مومن، فإن كل المدارات والشوارع تعرف حالة من الانسداد غير المسبوق. عاينت «الصباح» في جولة بالبيضاء، معاناة مستعملي الطريق، من ازدحام لا يطاق، إذ يمكن أن يستغرق قطعك لمسافة قصيرة جدا، أكثر من ساعة. الانسداد الكبير بات البيضاويون يعرفون اليوم أن جحيم الازدحام ينتظرهم كل زوال، ابتداء من الثالثة، إذ أن الذي غادر مقر عمله قبل ذلك، فإنه من «المنعمين عليهم»، أو «الناجين» من الازدحام «القاتل». تبدأ حركة السير في الانسداد الكلي ابتداء من الثانية والنصف، لتصل ذروتها في الثالثة، مع خروج أغلب المستخدمين الموظفين من مكاتبهم، لتصل إلى حالة من التوقف شبه الكلي في الثالثة والنصف. في الجولة التي قامت بها «الصباح»، فإن قطع شارع الزرقطوني مثلا وسط منطقة المعاريف، من «توين سانتر» إلى مدار شارع عبد المومن، وهي مسافة لا تفوق كيلومترين فقط، ستتطلب منك 45 دقيقة، أي أنك تقضي أغلب الوقت منتظرا في الإشارات الضوئية أو غارقا في زحام الشارع. من جهته، فإن شارع مثل محمد السادس (مديونة سابقا)، والموجود في قلب منطقة درب السلطان، بات يعرف منذ بداية رمضان ب»الجحيم». في إطار الإعداد لهذا الربورتاجات، زارت «الصباح» الشارع المذكور، واتضح جليا أن «الفراشة» و»الكرارس» احتلت الجزء الأكبر منه، بالإضافة إلى الأشغال الخاصة بإنشاء خط جديد «للطرامواي»، لدرجة أنك يمكن أن تقضي فيه أكثر من ساعتين، لتجاوز مسافة أربعة كيلومترات على الأكثر. بعد مشاهدة زحمة شارع الزرقطوني وشارع محمد السادس، اعتقدنا أننا شاهدنا الأسوأ، إلى أن قادتنا جولتنا إلى ملتقى شارع غاندي وطريق الجديدة، ثم شارع القدس بمنطقة عين الشق، و منطقة الوفاق بعين السبع ... فكانت قصة أخرى، إذ أن مستعملي الطريق يضطرون إلى إسكات محركات سياراتهم في انتظار الفرج. أشغال زادت الطين بلة من بين الأسباب التي اشتكى منها البيضاويون كثيرا، في الفترة الأخيرة، واعتبروها من بين الأسباب الرئيسية في الازدحام الكثيف، الأشغال المتواصلة في مجموعة من المدارات والشوارع. إذا تفهمنا الأشغال المتعلقة بإنشاء خط «طرامواي» جديد وسط المدينة، والذي أثر على حركة السير والجولان بشوارع معينة، مثل شارع القدس وشارع محمد السادس ومناطق بسيدي مومن، فإن باقي الأشغال التي تهم صيانة الأرصفة وتعبيد بعض الطرق المتضررة من الفيضانات الأخيرة، وإنشاء مدارات جديدة ... باتت بمثابة الغصة التي تغضب البيضاويين، واصفين إياها ب»الأشغال التي لا تنتهي». إذا كان توقيت العمل في رمضان يساهم في انسداد حركة السير في شوارع البيضاء، فإن الأشغال التي لا تتوقف طيلة أيام السنة في الشوارع، تعتبر السبب الأكبر والرئيسي، والذي سبب الازدحام أيضا حتى دون رمضان، وفي أيام العمل العادية. واستغل بعض البيضاويين مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل رفع تظلماتهم، إذ اعتبروا الأمر مبالغا فيه، وأنه يعتبر معرقلا أساسيا لحركة السير في المدينة المزدحمة. «البوليس» ... الله يحسن العوان تابعت «الصباح» في جولتها، وجود رجال أمن في أغلب المدارات والشوارع، بغية تنظيم حركة السير، غير أن المجهودات التي يقومون بها، غير كافية لتفادي «الزحمة القاتلة». أكثر من ذلك، فإنه تمت معاينة أكثر من ثلاثة رجال أمن في مدار واحد، بغية تفادي انسداد حركة السير، غير أنه بحلول الرابعة عصرا، فإن الوضع يصل لمستوى لا يطاق، بل أن بعض رجال الأمن يضعون أيديهم فوق رؤوسهم، من كثرة «الكلاكسون» والزحام، علما أنهم يقفون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس في ظروف صعبة. الغريب في الأمر، هو أن بعض المارة، لم يعودوا قادرين حتى على المشي في شوارع البيضاء، إذ أن السيارات ملأت كل الأماكن، بل إن هناك بعض مستعملي الدراجات النارية، يجدون في الأرصفة ملاذا لهم للهروب من الزحام الكبير، مع ما يشكله ذلك من خطر على الراجلين، فما بالك إذا كان بعض «الفراشة» أو الأشغال، احتلوا حتى تلك الأرصفة، ليضطر المواطن إلى الترجل إلى قارعة الطريق لإيجاد منفذ يمشي عليه ! قانون السير في مهب ״الترمضينة״ مع وصول حالة السير لوضع التوقف شبه الكلي، في تمام الرابعة عصرا، فإن بعض مستعملي الطريق يلجؤون عادة إلى خرق قانون السير، من أجل الانسلال من الزحام، ما يتسبب في حوادث سير في بعض الأحيان. وعاينت «الصباح» كيف أن البعض يختار طريقا معاكسا ممنوعا، للوصول إلى وجهته، كما حدث في دار بوعزة قبل أيام، في فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أثار جدلا كبيرا. وحدث الأمر نفسه في شوارع عديدة جابتها «الصباح» في جولتها، على غرار شارع الفداء و2 مارس، ناهيك عن بعض الأزقة التي عرفت بهدوئها في السابق، غير أن «ترمضينة» بعض مستعملي الطريق جعلتها بدورها ضحية لخروقات بالجملة. وتكثر هذه الممارسات، عند حلول الساعة الخامسة، أي عندما يفقد مستعملو السيارات صوابهم، بعدما قضوا أكثر من ساعتين يحاولون الوصول لوجهاتهم وسط الزحام، إذ أن «حريك الضو الحمر» و»استعمال الأرصفة من قبل الدراجات النارية والمرور في الاتجاه المعاكس، أبرز المشاهد التي تطبع أغلب الشوارع والمدارات في «المدينة الغول».

السيـر فـي البيضـاء … ״عتقـو الـروح״ !

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء تحت الحماية

"الكوديم" يقيل بورجي ويعيد توتا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات