الطوارئ الصحية والعادات الرمضانية … بلحاج: قابلية عدوانية

3 أسئلة إلى * عبد الكريم بلحاج > هل تعتقد أن الظروف الصحية كسرت تقليدا سار عليه المغاربة لقرون والمتمثل في العادات الرمضانية؟ وهل من انعكاسات نفسية لهذا الأمر على شخصية وسلوك الفرد؟ > الظاهر بشكل عام أن الناس تعايشوا بعض الشيء مع سياق الطوارئ الصحية، وقد كيفوا معيشهم مع الشروط الأمنية المفروضة، اعتبارا للحجر الجزئي، الذي مس بالأساس طقوس وعادات تميز الزمن الرمضاني. فالانعكاسات النفسية تبقى قائمة، فقط أننا لا يمكننا تبيان وقعها الآن، ومن خلال بعض السلوكات والتفاعلات التي تبرز لدى البعض بين الفينة والأخرى، إذ يتداخل في تصريف الحياة اليومية النطاق الواقعي، الذي تم تقنينه وتقييد التواصل والنطاق الافتراضي، الذي يبيح الاتصال. وهذه حقائق لا تستساغ بيسر، إذ أنه بقدر ما يستدعي الحال من مستجد وتغير بقدر ما تكون هناك مقاومة منكشفة أو ضمنية، وهذه معادلة سلوكية قد تبدو معالمها مباشرة أو مؤجلة من خلال بعض المواقف. > بماذا تفسر تمرد البعض على قرارات السلطات العمومية، من قبيل المراهقين الذين يجوبون الشوارع ويخربون الممتلكات الخاصة ويلهون بمطاردات رجال الأمن، هل في الأمر نوع من الانتقام للماضي والترويح عن النفس؟ > هذه الحالة من التمرد على القرارات والسلطة، لا تختزل باعتبارها مجرد تعبير سلوكي ينسب إلى خاصية التمرد، أو لحسابات معينة لدى المراهقين، بقدر ما أن حالة الحشد والتجمهر التي تجمعهم أو يوجدون فيها هي التي تؤجج لديهم مثل هذه الأفعال والأعمال، إذ تستجيب لاستعداداتهم والقابلية لديهم في الاحتجاج والتعبير بوقع عدواني عن التمرد. بمعنى أن سلوك هؤلاء يجب قراءة دلالاته من خلال المظاهر غير المدركة للعيان، مثل ما كان يحصل مع حالات الشغب خارج الملاعب وبعد المباريات. فإذا كان الكبار ينزعون إلى الترقب والانقياد، ينحو المراهقون إلى التمرد والعصيان. > ما هي الضريبة النفسية على الفرد والمجتمع من استمرار الإغلاق والزحف على عادات من قبيل الزيارات والتراويح وغيرها؟ > إذا كانت من ضريبة نفسية فهي تتجاوز حدود الواقع الرمضاني، لأن التعايش مع الحال المستجد بفعل الجائحة لم يكتسب باعتباره ممارسة للحياة مادام ينظر إليه في حكم المؤقت، فالآثار من قبيل الطبائع الانفعالية والاندفاعية والأنماط القلقة تبقى واردة. والمشكل هو أن المجتمع لم يبدع لأساليب خبيرة في التعاطي النفسي والاجتماعي والديني مع مثل هذه الإشكالات، بجعل آليات للإنصات والاستماع والمواكبة، وترك الأمر للتدبير الأمني، فإلى جانب الآثار السوسيو اقتصادية لنا أن نتكهن الكلفة النفسية حاضرا أم مستقبلا. * أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس بالرباط أجرى الحوار: عصام الناصيري

الطوارئ الصحية والعادات الرمضانية … بلحاج: قابلية عدوانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أصحاب ״البلية״... خرق الطوارئ بأي ثمن

توقعات أحوال الطقس اليوم السبت

مقالات ذات صلة